الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب --قضايا في تاريخ المغرب والأندلس-

وليد موحن

2019 / 8 / 18
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يواصل الدكتور محمد الشريف كتاباته التاريخية وأبحاثه العلمية وإبحاره في مجال الدراسات التاريخية تأليفا وتعليقا وتنقيبا وتحقيقا ونقدا .فبعد أعماله الرائدة خاصة في تاريخ المغرب الوسيط بشكل عام وتاريخ المغرب المريني على نحو خاص،وان كان الدكتور محمد الشريف ليس من الباحثين الذي ينغلقون على مجال تخصصهم فله دراسات حول الرحلات الحجازية،وفترة الحماية الاسبانية،وسبتة الإسلامية وغيرها من الفترات التاريخية ومن أبرز دراساته نذكر:
- المغرب وحروب الاسترداد: مطبعة الخليج العربي، تطوان ، 2005.
-التصوف والسلطة بالمغرب الموحدي ،مساهمة في دراسة ثنائية الحكم والدين في النسق المغربي الوسيط، القرنان 6-7 هـ، 12-13 م: الجمعية المغربية للدراسات الأندلسية، تطوان: 2004.
-تحقيق كتاب "المستفاد في مناقب العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد"لآبي عبد الله محمد بن عبد الكريم التميمي الفاسي.
-إصدارات في تاريخ الغرب الاسلامي:قراءات نقدية،2005.
وغيرها من الدراسات والمقالات التي أثرت الساحة العلمية بنقاشاتها الجادة ،واقتحامها شعاب مواضيع جديدة لم يلامسها الباحث التاريخي،إضافة الى شغله منصب أستاذ التعليم العالي شعبة التاريخ والحضارة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مرتيل،
ويتابع الدكتور "محمد الشريف"مساره العلمي بإصدار تاريخي متميز من ناحية الطرح والجدة موسوم "قضايا في تاريخ المغرب والأندلس"وهو كتاب عبارة عن مقالات ودراسات سبق للمؤلف أن ساهم بها في لقاءات وندوات علمية،يتكون من 161 صفحة من الحجم المتوسط ،يمكن أن نقسم قضاياه الى قسمين ،قسم يهتم بقضايا جوهرية ومحورية في تاريخ المغرب والأندلس ابان العصر الوسيط ،ينطلق من مقال "العرب ببلاد المغرب بين التاريخ الاستعماري والبحث الاكاديمي ،يقارب فيه جملة من المغالطات والتخريجات التي جاءت بها الكتابات الاستعمارية ،ويبين عدم جدواها ،وانتفاء معايير صحتها ،ويعضدها بادلة تبرز دوافعها الكولونيالية من خلال مقاربة ابحاث جورج ماسي ،وايميل فيليكس غوتي ومن لف لفهم ،وينطلق في مقاله الثاني المعنون "ملاحظات حول تحقيق التراث المناقبي ،من اهمية هذا الكتب المناقبية في مضمار الكتابة التاريخية ،ودورها في الكشف عن غياهب جديدة ومعطيات فريدة وحقائق مضمرة ،بالموازاة مع المصادر الرئيسية ،ويشير ذ .محمد الشريف أن الغرب كان سابقا لفحصها وتحقيق زادها والاستفادة من ينبوعها ,ويبحر بنا الدكتور محمد الشريف في مقال اخر حول اشكالية محورية من خلال مقال تحت عنوان "بعض اشكاليات حروب الاسترداد في الاندلس "من خلال تتبع اطوار هذه الحروب وتبيان بعض النقط المغيبة في تناولها اعتمادا على مصادر مغربية ومغاربية واسبانية وفق رؤية متكاملة ، وعلى نفس المنوال في مقاربة المادة المصدرية ،واختراق لمام عدة مواضيع جديدة يسير ذ .محمد الشريف في باقي المقالات المكونة لهذا الجزء التي تهم العلاقات التاريخية بين الساحل الريفي وبلدان المتوسط،وكذا موضوع التيارات المذهبية انطلاقا من رؤية وعين الرحلات الجغرافية المشرقية ،ونهاية بموضوع الماء وطرق تدبيره بالمدن المغربية خلال العصر الوسيط ،أما الباب الثاني من هذا الكتاب فقد أفرده المؤلف لقراءات نقدية موزونة وعلمية حيال مجموعة من الدراسات التاريخية الحديثة والاكثر اهمية بخصوص الغرب الاسلامي،انطلاقا من مؤلف "الماء والانسان " لمؤلفه سعيد بنحمادة ، والسجن والسجناء "لصاحبه محمد نشاط ، وكتاب "العتيبة " لمحمد عتبي القرطبي ،وقد بين المؤلف فحوى هاته الكتابات وأهم مميزاتها ،وكذا ابان عن بواطن ضعفها ومواطن خلالهاوفق رؤية نقدية علمية رصينة .
ان هذا الكتاب وبهذا الزخم والمادة المصدرية الوفيرة لا يخلو من بعض الهفوات التي تبرز وتظهر في أي عمل علمي قويم ورصين سنحاول تبيانها وفق النقط التالية .
- ان العنوان "قضايا في تاريخ المغرب والاندلس" يفتقد لعدة مقومات ،أولها غياب "التحديد الزمني لقضايا الكتاب ،والمحدد الزمني هو من اساسيات الكتابة التاريخية وبدونه يصعب على القارئ فهم مغزى المؤلف من عنوانه ،كما ان العنوان لا يساير قضايا الكتاب في شموليتها .
- عدم تقسيم الكتاب الى ابواب ،والانتقال من موضوع الى اخر بدون خيط ناظم أو فهم واضح أو صيغة مناسبة .
- ايراد أسماء الاعلام بدون لغتها الأصلية وهو ما يخلق بلبلة في ذهن المتلقي –جان ب ونسي –جاك بيرك ...فحبذا لو كان ذكرها بجانبها بلغتها الاصلية حتى يسهل نطقها .
- الحديث عن كتب المناقب وهي من الكتب التي تبرز محطات وغياهب وتملئ بياضات من الكتابة التاريخية ،لكنها ليست الوحيدة التي تسير في هذا المذهب ،فكان لازما ذكر كتب النوازل والتراجم والطب والفلاحة لما لها من دور ريادي في التأريخ للمغرب والاندلس .كما ان التعاطي مع كتب المناقب من طرف المؤرخ يطرح صعوبات جمة من ناحية صعوبة المصطلحات والمفاهيم الفقهية في مجملها .
- غياب لائحة الببليوغرافيا في أخر الكتاب
- -عدم التجانس بين قضايا الكتاب
-
هذه الملاحظات وغيرها لا تقلل من قيمة الكتاب،وبراعة كاتبه ،وجزالة ألفاظه .بل هي ملاحظات عامة لا يخلو منها أي كتاب علمي رصين وممنهج،فالكتابات القيمة هي من تستحق "القراءات" في وقت ما أحوجنا فيه الى بث روح المناقشة والحوار والجدال العلمي بدل التزلف والمحاباة وكلمات الشكر والتقدير التي تظل سمة أساسية في جل القراءات النقدية.
وتظل هذه القراءة التي خصصناها لهذا الكتاب نسبية تحتمل الخطأ أو الصواب "فلا يخفى عليك أن التعقيب على الكتب،ولا سيما المبسوطة منها،سهل بالنسبة الى تأليفها ووصفها وترصيفها".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل