الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدويّات (2) : نِسَاءْ , بُورْنْ وَوَطَنْ [1]

أمير بالعربي

2019 / 8 / 18
الادب والفن


لمن يتابعون ما أنشر , قصة الأمين والأبوين والتوأم لم تكتمل وسأنشر بقية فصولها قريبا , فيها سأستعمل أشد المحرمات تحريما لأصل إلى المُحرَّم الذي يهمني والذي سأخصّص له كل حرف أكتبه في هذا الموقع بطُرق مباشرة وغير مباشرة ... في بلدي تستطيع الكلام عن كل شيء إلا عن هذا الشيء الغريب وهذا "الدين" العجيب الذي يعتنقه الجميع باستثناء "الشواذ" أمثالي , وبلدي حسب ما يقال عنه "رائد" بين إخوانه في الوهم والمُحرَّم . القصة القصيرة الآتية ليس هدفها لا نساء ولا حقوقهن ولا الأديان المعروفة والتي لا أزال أتساءل كيف يُفصل بينها وبين من صنعوها , وأتعجّب ولا أفهم كيف يفكّر المفكّرون ويتفلسف المتفلسفون في هذا العصر وكل شيء كُشف ولا حاجة لا لفكر ولا لفلسفة ... هذا المُحَرَّم "دين" بكل ما في كلمة "دين" من أسس وتبعات أي الإيمان وتغييب العقل ورفض كل الحجج والأدلة التي تهدم ذلك الاعتقاد أي "اللعنة يا فلان إنها تطير !!!" فيجيبك "نعم ! معزة !" .
لنبدأ بهذا الجزء الأول القصير ...
********

-1-

النساء لسنَ في حاجة لي أو لغيري ليُساء إليهنّ فوجودهنّ برمّته إساءة لهنّ , وجودهنّ في عالَم بُني ليس على الاساءة إليهنّ فحسب بل على استعبادهنّ , وهنّ أول المدافعات الشرسات عنه . هو عالم بُني على سرطانين أحدهما يَفتك بالعقل والآخر بكل ذرة كرامة فتكون النتيجة تشويها لحقيقة العقل ولحقيقة الكرامة .. وتكون النتيجة هذه الكائنات التي تعيش في هذا البلد والتي سُمّيتْ منذ القديم رجالا ونساء .

-2-

هل أتاك حديث الكرامة ؟ يا سلام على دعاة العقل والتّعقّل , يا سلام على من لا يتكلم إلا على لعن الدين وأهله أي لعن أهلي/ شعبي الطيّب وإن زعم أنه يخصّ بكلامه "المتعصّبين" و "الذباحين" فقط , ويا سلام على من بِعلم أو بجهل تراه يلعن كل الأديان إلا واحدا ويلعن كل الأيديولوجيات إلا واحدة وإن زعم أنه يُرحّب بنقد ذلك الدين وتلك الأيديولوجيا : دينه وأيديولوجيته . من أراد اللعن فأهلا وسهلا أين يُلعن كل شيء ويُتجاوز كل شيء ويُتبرّأ من كل شيء , لكن بيني وبينه أسأل : أنا لا أستطيع لعنَ أبي وأمي وأخوتي والتبرؤ منهم فهم شئتُ أم أبيتْ وغصبًا عني وبكل الأدلة العلمية أهلي وأنا منهم , وأنت لماذا تفعل ؟

-3-

المشهد بورنوغرافي عشته عديد المرات معها ومع غيرها , لكني لا أزال نادِما عليه وأتمنّى لو أنه لم يكن .... اللعنة على الصدف ! اللعنة على كل لحظة أعطيتُ فيها شيئا لمَن لم تستحق .... غير معقول أن تُقدِّم للحمير الفراولة والموز , الحمير تأكل التبن . قمة الغباء والسفه أن تُقدِّم الفراولة والموز للحمير .
كنت في الثلاثين وكانت في الثالثة والعشرين , قالت أنها تريد الزواج بمَن يكون أكبر منها وأنها لا تحبّذ من هم في عمرها , وقلت بأن عليها أن تدخل أولا ثم أن تستطيع البقاء وبعد ذلك ربما ... ربما يمكن أن يكون لكلامها الغريب ذاك أرضية ما أو شيء من المنطق . وعندما سألتني ما الذي أعجبني فيها قلت أنها تشبه ممثلة أفلام بورن أمريكية فغضبَتْ لكني بعد بعض النظريات المحليّة الصنع امتصصتُ غضبها وحولتُه إلى إعجاب وحبّ -حسب قولها- لكن حقيقته كانت أني شرعْتُ في فتح أبواب سجون كبتها الحديدية بطريقة يصعب أن تُفلت من شِباكها مَن فكّرَتْ قليلا بعيدا عن بيئتها العفنة وثقافتها البالية المهترئة .
عندما تكلمتُ عن ممثلي البورن , رأتْ أني أمجّدهم نساءهم قبل رجالهم , لكن أن تكون متحرّرا جنسيا شيء أما أن تمجّد البورن فشيء آخر .... سألتْني مبتسمة "كأنك تريد أن تصبح ممثلا ؟" فأجبتها أني "ممثل" منذ سنين لكن دون مال ودون جمهور وزدتُ أن لا مكان للعاهِرات في عالمي ... حدثتُها عن كيف بدأتُ ومع كم مِن واحدة صَوّرْتُ وفسّرتُ لها رمزية ذلك بالنسبة لي وكنتُ صادقا فأنا لا أكذب . والحقيقة أن القصة أبسط من البساطة نفسها , وفيها أكشفُ عن ضعفي وأعلنُ عن آمالي وأوهامي , لكن لا أحد يفهم .... اللعنة على غبائهنّ !
المشهد لم يكن جديدا عليّ , لكنه كان جميلا استمدّ جماله من فرحتها ... كانت لحظة جنسية نعم , لكنها كانت أعمق من ذلك بكثير والجنس لم يكن إلا واجهة . لم أفتخر بفرحتها التي صنعتُها لكني كنت سعيدا بها وقلتُ أنه مهما حصل في المستقبل يكفيني أني حررتُ امرأة من أعظم سجنٍ لم يَنجُ منه إلا بعض نساء وبعض رجال .
المكان الذي كنت أسكنه وقتها كان يقع بين ثلاثة مساجد , وكنت أسمع الأصوات القادِمة منها أكثر من المصلين أنفسهم ومن المؤذنين ... وكان صوت أحدهم قبيحا جدا . كان يشرع في التأذين فجأة وبسرعة غريبة , وكنت أفسّر طبقته ولحنه السريع بالقول أنّ "هذا لا يؤذِّن إلا عندما يضعون في دبره عصا حديدية محماة , لذلك ينطلق فجأة ناهِقا كالحمار , وتظلّ العصا في مكانها حتى يُكمِل ووقتها فقط يسحبونها" . وكنتُ كلّما سُئِلتُ عن كيف قَبلتُ بالسّكن في ذلك المكان , اختبأتُ وراء البحر لأن تلك المدينة الصغيرة كانت ساحلية وكنتُ أرى البحر مِن أغلبِ نوافذي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد