الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغم أنف الوهم أحببتك

جوزفين كوركيس البوتاني

2019 / 8 / 20
الادب والفن


قبلك
لم احب احد في حياتي
قبلك
لم اذق طعم الحب
كما ذقته معك
كان الحب عندي
عديم الطعم
يشبهُ ذلك الذي يتذوق الاشياء في السوق
يضعها على حافة لسانه ثم يتركها ويمضي
دون ان يحس بطعمها
والعلة ليست بالاشياء
انما بلسانه الذي فقد حاسة الذوق.
قبلك كنت
اتلذذ بالاصغاء
الى قصص الحب المحاكة
على ايادي اصحابها الطيبون
ولم اكن اهتم ان كانت تنتهي
بالوفاق او بالمشاجرة
طالما هي قصة حب مثيرة
قبلك
كنت كشجرة جافة عند حافة النهر
يآسرها صوت تلاطم امواجه كل مساء
دون ان يرويها..
حتى ظهرت فجأة
في ذلك الحقل البعيد
اقصد حقلي المهجور
ظهرت كفلاح بارع
وحطاب ماهر
بآن واحد
معك
عرفت
نهايات القصص
التي كنت اخزنها في جوف الوحشة
معك
ذقت
كل الاشياء الغريبة بلذة
ذقت
الرغبة
ذقت
الرهبة
واكتشفت المدعو السيد (الممكن)
معك
أيعنت أغصاني الجافة و دبت الحياة في جذوعي الشبه جافة
وامتدت جذوري عميقاً .
. معك
اخضرّرتُ
تفرعتُ
ازهرتُ
واثمرتُ..
كل هذا حدث معي
وانا في حضن محبتك
حتى جاءاليوم الذي قررت ان تتركني
وتمضي
ظهر ذلك الحطاب اللعين الماهر الذي في داخلك
زاناً بأذنيك
بأني لم اعد اصلح
الا كحطب لموقدك الخابي
ويدك التي أذاقتني الحب هي نفسها التي قامت بتقطيعي . إلى حطب..
بعدها حملتني على كتفيك.
رممتني عند عتبة بابك الموصود
ومن يومها
صوت طقطقة نار تصطلي في داخلي
بتُ مجرد حزمة حطب مبتلِ عند عتبة بابك.
لم اعد احسك
كالسابق
و موقدك لم يعد يخبو صوت هسهستهِ تدوخك
وما انا إلا بقايا حطب مبتل
انتظر ان تنتشلني يدك الباردة
.لتدسني في موقدك الذي لم يخمد بعد الآن..


2

مرت
بثوبها المزركش
وصوت اساورها يرن كما ترن أجراس القطيع.
عند عودتها من المرعى
مرت من امام قصره الموحش
بشعرها الاسود الطويل
وعينياها الواسعتان
هذه العائدة من رحلة بعيدة
السفر هدها
والشوق اكمل ما تبقيا
كانت تدندن بصوتها الشجي
ب اغنية عذبة لتشده اليها
متمنيتاً لوانه شاركها الغناء
ظنها غجرية عابرة
جاءت
كي تقرأ له الطالع
تجاهلها
لانه لا يؤمن
بالمنجمات
والعرافات
هذه التي كانت
حلم حياته يوما
لم يتعرف عليها
لم تنتبهُ إن البعد يغير النفوس
واخذت
تعزي نفسها بالغناء
كم تمنت
لو انه
يدعوها الى بيته
لكنه لم يفعل
كم تمنت
لولم يتجاهلها.
وكم تمنت
لو انها لم تغرم به
.. كم تمنت لولم تعد



3


احببتك
بصمت اليائس
وانتظرتك كمن ينتظر
هطول الثلج في شهرآب
انتظرتك
حتى تحول وجهي المليح
الى صخرا
لعبت به الفصول
كما يحلو لها
لوحته الشمس
وحفرت الريح
أخاديد متعرجة
وكل هذا
وانت لم تأت
من يدري
ربما مررت من امامي
ومضيت
دون ان تتعرف علي
لان الزمن
كفيلا بتبديلي
وتبديلك..
4

يوم احببتك
كنت اجمل امرأةفي المدينة
كانت كل العيون النهمة
تلاحقني
والنساء تتهامس فيما بينها
كل تحذر الاخرى
لتخفيا بعلها عني
واليوم
تراني التفت خلفي
باحثة عتك
دون أن أنتبهُ إن من تلتقت خلفها ستتحول إلى تمثال من الملح
بعد كل تلك السنين
انا الان مجرد حفنة ملح
وانت
بقايا حكاية مملة وحفنة أكاذيب تتناقلها الألسن السامة..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع