الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغيبة قصراً سهام سرقيوة

عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)

2019 / 8 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الإختفاء القصري للدكتورة سهام سرقيوة هو إمتداد لتصفية المعارضين في الشرق الليبي والذي بداء بعد مقتل السفير الامريكي في بنغازي وظهور قناعة إقليمية بان تكوين حكومة إستبدادية قوية ستكون مناسبة للشعب الليبي وللدول الداعمة لمشروع دعم الجيش العربي الليبي لتولي السلطة وتوفير إحتياجاته العسكرية والمالية والإعلامية. وحيث أن الشرق الليبي له تركيبة مزدوجة؛ مدني في المدن مثل بنغازي وقبلي في التخوم، فإن الجزء المدني من أبناء المدن العريقة هو العنصر الرخو الذي تم إستهدافه بسهولة لتبرير التحول إلى الإستبداد ومعادات أي تيارت وطنية فاعلة وهو المعبر عن التيار المدني غير المؤدلج مثل المسماري وسلوى بوقعيقيص ورئيس تحرير صحيفة برنيق مفتاح ابوزيد وغيرهم، في حين أن رموز القبلية وإن حدث بينهم سؤ فهم ونزاع على السلطة فإن قوة الإنتماء القبلي كثيرا ما تحول دون إستهدافهم أو النيل منهم، ففرج قعيم كان ضمن الكرامة وتم تعيينه ضمن أجهزة الرئاسي ثم سجن وعين من جديد مع الكرامة، وحجازي الناطق الرسمي للكرامة بقى سنة كاملة في البيضاء بعد إنشقاقه عن الكرامة ولم يصاب بسؤ، أما فرج البرعصي فلا يزال قابعا في بيته بعد إنفكاكه من الكرامة رغم التعدي على بيته وهو من أعمدتها العسكرية.
سهام سرقيوة لا يوجد لها قبيلة قبلية، وهي إمرأة لم تشفع لها أنوثتها عند شيوخ القبائل المنغمسين حتى أذانهم في المهايا والعطايا، فلن تكون لهم نخوة عربية، ولا إغاثة للملهوف ولا كرامة أن تذل إمراة بين ظهرانيهم، وما أكثرهن ممن سُقن للسجون دون جريرة، ناهيك عن أنها عضو في مجلس النواب البائس، أعلى سلطة تشريعية في البلد ولها حصانة قضائية عند الكثير من الدول التي لها مؤسسات محترمة فضلا عن يشفع لها المخبرون. المغيبون قصرا كثيرون، منهم من رويت قصص إختفائهم والكثيرون ينتظرون نبش التاريخ، أين الدكتور عمر النامي وموسى الصدر في زمن القذافي، والصحفيين التونسين سفيان الشورابي وتذير القطاري بعد الثورة بل طال حتى رفقائهم في الحكومة المؤقتة مثل عمر السنكي القابع في سجون الجيش العربي كما يحلو لهم أن يسمون.
خطاء سهام سرقيوة هو خطاء كل ليبي يصدح بالحق، أنه يستهين بالقوة الغاشمة، ويتصور أن هناك عقل ودين للمتربصين من رجال الإستخبارات والمأجورين، وهو خطاء فادح أودى بحياة الكثير من القوى الحية في ربوع ليبيا شرقا وغربا وجنوبا، وهو خطاء القلوب النابضة بالحياة والمعانقة التغيير إلى الأفضل ولو كان على حساب أمنهم الشخصي وتشرد عائلاتهم.
لقد حاولت سهام سرقيوة (وهي ممثلة عن بنغازي) التعاطي بكثير من الحكمة مع قيادة الجيش العربي حتى لا تقطع شعرة معاوية مع المدينة التي عاشت فيها ومع الحكام الجدد للمدينة، فلم تعارض الحرب في بنغازي مباشرة وناصرت الحرب على الإرهاب رغم أنها نشرة في العديد من المرات الخسائر البشرية لقوات الكرامة في بنغازي؛ منها منشور يوم 28 نوفمبر 2016 الذي تم نقله عن لجنة الصحة في مجلس النواب بأن عدد المبتورين قد وصل إلى 26879 خلال الفترة من أكتوبر 2014 إلى أكتوبر 2016م، بالمقابل باركت إجتماع السراج مع حفتر في إبوظبي، مما جعل منظموا إحتفال نسائي في طرابلس يقومون بإخراجها من القاعة في فبراير الماضي.
أخر بوست على صفحتها على الفيسبوك كان يوم 13 يوليو كان عن إجتماع النواب بالقاهرة حيت قالت : (جلسة مجلس النواب بالقاهرة كانت تشاورية ولكن تغيرت البنود في اللحظات الأخيرة وطلب منا التصويت على إختيار د. عارف النايض رئيسا للوزراء بحضور السفير الإماراتي بالقاهرة. ورفضنا هذا المقترح وخرجنا من الجلسة). أعقب هذا البوست المداخلة الشهيرة للدكتورة سهام على قناة ليبيا الحدث مع المديع أحمد القماطي والذي وصفت فيه النواب الداعمين لحفتر ب"المتشددين" وأبدت معارضتها لمشروع الحكم العسكري وتأكيدها على النظام الديموقراطي المدني في ليبيا، مما جعل القوات الأمنية تستنفر قواها لإسكات هذا الصوت المدوي في عقر دارهم.
حادثة إختطاف سهام سرقيوة مساء الأربعاء 17 يوليو 2019 ترويها أمنستي أنترناشيونال وتؤكدها إحدى بناتها بقولها " اللي خطفوا ماما قالولنا نحن أولياء الدم: تسعة شباب بلباس عسكري وأربعة بجلابيب ولحى طويلة معهم سيارات عسكرية" الجلابيب الطويلة واللحى المنسدلة أصبحت تنشر الرعب في ربوع البلاد، لا أمر قضائي بدخول منزل ولا إعلام بالقبض ولا محاضر تحقيق تلك هي الجماهرية الثانية التي تستخدم حتى أشد معارضيها فكريا.
سهام سرقيوة قد تعود وقد لا تعود ولكنها إستطاعت وضع بصماتها وكتابه إسمها في قائمة المناضلين الذين لا يركعون للإبتزاز أو للتلون البرجماتي الشائع، يقول المنصور :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة **** فإن فساد الرأي أن تترددا
وهذا يوقظ القوى المدنية والنفوس الحية في إجدابيا التي خسرت الكثير من فلدات أكبادها في حرب طرابلس، لمنع إستمرار مسلسل القمع والجبروت، والوقوف ضد شيوخ القبائل المزورين والمندسين المصفقين وبائعي النعوش بحفنة من الدينارات أو السيارات الفارهة، لإيقاف الحرب في طرابلس ومرزق وبنغازي وسبها ودرنة ولم الشمل ونبذ الماضي البغيض، وحتى يستفيق الجميع أن ليبيا يوجد بها برقة بيضاء وبرقة حمراء وأهالي وتبو وأمازيغ ورقريق وعرب وأتراك يجب عليهم جميعا قبول بعضهم البعض وتكوين دولتهم المدنية الموعودة، تتوالى التضحيات وتزف قوافل المناضلين الأنقياء على مدابح الحرية والعدالة والمساواه وكل القيم الإنسانية الخالدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال