الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحريات كلب

ناهض الرفاتى

2019 / 8 / 22
الادب والفن



لم يعد شئ مثلما كان , فاشارات المرور التى كنا نتوقف عندها لبرهة لم تعد موجودة , واحلامنا كالكلاب الضالة تستند الى الريح والظلال , ربما لا نرغب في أن نوغل اكثر في اجزائنا وتفاصيلنا , ولكن يبدو أنهلا مفر من الإعتراف باننا نفضل النباح بكل القيم والافكار في حياتنا , في الاحتفالات والمظاهرات الصاخبة , وكأنه بات ذلك من نصيب الكلاب العربية أن يكون حظها تحت ظل الانحطاط وعدم الاخذ برائها في المناسبات والقرارات التى يحتم عليها ان تدفع فيه فاتورة الدم .
هذا الجدل وتلك الأسئلة التى يطرحا كلب بدأ يتجول في شوارع مدينة ما عمرها أكثر من خمسة الاف عام حيث يهئ اليه أن الكلاب الأخرى التى تشبه فصيلته أصابها شئ من العقلانية والهدوءفهى الى جانب كسلها المعتاد لا ترغب حتى بالنباح خلال الليل , ربما بدأت تقتنع أكثر من أى وقت مضى أن النباح لن يوقظ أحد من نومه , ولن تجعل لأحد أن يطل من شباك منزله يكلف نفسه يشاهد الفرق بين عتمة الليل وبين ضوء القمر , فلم يعد أحد يهتم بالايام البيض التى تنشر بالارض ضياء جميل وموسيقى هادئة , لم يعد أحد يلتفت , ربما عتمة الروح أخذت بظلالها الى كل شئ .
فما أكثر النباح الذى لا يسمح لأحد أو لقانون أن يتناوله على مرأى من الناس المهم أن كل شئ لم يعد كما كان الا بعض الكلاب الصاخة هم الأكثر ظهورا في الحياه . الاكثر حضورا على وسائل الاعلام في ملابسهم الانيقة وسياراتهم ومواكبهم هكذا راى الكلب ابناء جيله أو فلنقل هكذا بدت عليه الحياه بشكلها الجديد .
تموز أيضا لا يعنى شئ في الحياه فارتفاع درجة الحرارة والتعرق شئ أيضا لا يلفت النظر فالارض تتلون بالحمرة قبل ظهور الشمس وكذلك بعد غروبها . وذهاب الجميع الى اعمالهم بنفس البنطال والهيئة العبوسة أيضا تشبه كل ما مضى من الروتين القاتل , العبارات نفسها والضيق هكذا يخطر ببال كل الكلاب يسأل كلب نفسه , يسأل عن سبب غياب الصداقة الحقيقة في المناسبات العامة ولم أرقام الموبايل أكثر من اعداد حشرة البعوض التى تغشى الناس في هذا الصيف الساخن, ومع ذلك كل علاقات الكلاب مع بعضها ليست جيدة على ما يبدو , لكن الذى يلف النظر أن عشرات الالاف من الكلاب الشابة بلا عمل تقوم بها رغم هيئتها الجميلة والتى تقلد في شعرها ما يشاهدوه بالتلفاز , كلاب أنيقة بلا روح ولا أمل تنام بالنهار وتسهر طوال الليل هادئة تمسك باحلامها ومستقبلها وتنبح عليه متمردة من مصيرها و ذاهلة من مرارة ما يحدث حولها , هذه الكلاب التى يبكى على مستقبلها الجميع لا تفكر الا بالهجرة أو الموت , الهجرة الى بلاد بعيدة تسافر عبر البحر وهى تعرف ان السفر عبر البحار ربما لا يحالفها فيه الحظ بالنجاه ولكن هى تصارع او لنقل تغامر بحياتها , العديد من هذه الكلاب قد مات غرقا قبل الوصول الى الاراضىالآمنة في بلاد الكافرين ولكن احلامها بقيت لدى الذين بقوا على قيد الحياه , هى تقول بلاد الكافرين وتعلم ان بلاد المؤمنين لم يعد بها امان هذا الشئ هو ما جعل هذا الكلب يكون عبوسا الى درجة ان انفه انحشر على مسطح وجه وكانه يعكس مرآه مكسورة , هو يرى نفسه هكذا او أن الاخرون يرونه على هذه الصورة , الغريب ايضا ان هذه الكلاب التى تفكر بالهجرة لا تنبح بالليل وهذا شئ غريب المفترض ان تملا الارض صراخا وضجيجا لكنها أيضا اصابها ما اصاب تموز الذى يقترب من الرحيل دون أن يهمس احد في اذنيه لم عليك الرحيل .
الاقدار بهذا المنطق تجعل من يظهرون على الاعلام بانهم يحققون النصر الى قضية الكلاب وهم سعداء وان لا شئ ينقصهم الا الهجرة والموت وان الكلاب التى تعانى من القلق والفزع هم من فئة الكلاب الضالة التى يجرى التفكير فى الخلاص منها , وهناك بعض الافكار التى تحاول قمع اى كلب يتمرد على ذلك .
أيضا هناك تفكير جاد في تشريع بعض القوانيينالتى تقول ممنوع النباح على أىشئ حتى لو كانت عظمة الا باذن , أعتقد ان الهدف ليس الا اشاعة النوم في مدينة الخمسة الاف عام من البقاء والخلود وما لا يقال سوف نكتشفه معاعما قريب .
فالقدس تنتهك والطيور تهاجر عن اوطانها ولا شئ في الافق يسكت نباح الكلاب أو يؤدب الكلاب الغريبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع