الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحظ والأقدار

كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)

2019 / 8 / 23
الادب والفن


لايُسأل العبد بمغفرة ٍ بل يُسأل الأحرار
فأغفر لي الأحزان إن ظهرت أخي بشار
يُقصد عزيز القوم في الشدات لو نزلت
لاتُقصد الظلمات للترفيه بل تُقصد الأنوار
عذري لما قد تكشف الأشجان في صوتي
عذري لما تبديه كلماتي من الآهات والتكرار
تُستر جروح الروح أمام صغار النفس
وتقوم ذائعة ً جواها لمن كانوا كبار
أُحاول حبسها خنقا ً بضحكات ٍ وقهقهة ٍ
وتفلتُ هادرة ً على الأوراق دوي الانفجار
ما كنت في حمل جبال الهم والأحزان مغتبطا ً
فرضت علي بثقلها غصبا ً وما كانت خيار
أدفعها فلا تنزاح ، لعنة ٌ سوداء ثابتة ٌ
وشاح أبيض لصقت به علكة ٌ من قار
وكيف يكون سعيداً عمر من دخل الحياة
والبلاد بقبضة الأجلاف وحاكم غدار
جاء بالويلات تجر ورائها كربا ً حروبا ً
توالت مزمجرة ً زخا ً كوابل الأمطار
قذفت بي صعقة ٌ من فوق ،غصنا ً يافعا ً
تلاقفته أيدي البداة بين مطرقة ٍ ومنشار
ما كان للحظ في قانونها دورا ً تجسدهُ
ولم تخطئ مرة ً أهدافها ضربة الأقدار
حتى الطبيعة ُ ما كانت بحاكمة ٍ بالعدل
وكأنها على حربي قد إتخذت قرار
هبطت بي الأيام دائرةً بعد أن صعدت
وتعطل الدولاب في الأسفل وما عاد بدوار
ظلامٌ صار نور الشمس وهي مشرقة ً
وصار الشهد علقمة ً وهب الثلج نار
تذهب لأقتناص غنيمة ٍ فتنقلب الموازين
يُقلب الحمل الوديع عنترة ً والفأر جبار
ربحٌ كانت لمريدها تغنيه ولي خسارة ٌ
ذهبٌ بأيدي الناس وفي يداي غبار
دارت بي الدنيا على الخيبات والنكبات
أبحثُ عن أمل ٍ بخرائب خلفها إعصار
مشت السنين محطات زحام ٍ وفراغات
وطار العمر خسرانا ً من مطارٍ لمطار
لاتقلق أخي بشار .. أنا الأحزان تألفني
صبرت الدهر أخوض بحارها .. بحار
يجري الزمان بقارب الأحلام منهوكا ً
نجري مع الوقت وتجري بنا الآمال أنهار
والناس أدوات تحركها الحاجات والرغبات
والأرض للأوغاد تحكمها، همج ٌ قساة ٌوتتار
تُعتصر الخيرات لصالح نخبة ٍ والانسان
معروض كما الاملاك على بيع ٍ أو إستئجار
مرهونة ٌ بقوته ِ شخصية الانسان والكرامة
والعلمُ أجير مصانع السلاح والتجار
بالحرب والتدمير تُحل مشاكل البلدان
ليس العقل .. بل يقـّوم الأخطاء بتار
لم يبقى عندي أملٌ بوعي الناس أزمتها
والأخلاق يأخذها كأسهم السوق انهيار
ليست مخرجا ً هي نقطة النور في الدهليز
صادما ً من آخر النفق العميق يأتينا قطار
وهل لمشتبك ٍ مع الأوهام من منقذ ٍ؟ بشار
وهل ببارقة ٍ مخلصة ٍ تأتي بها الأخبار ؟
سدرةٌ من كثرة الأشواق خاوية ٌ غدوت
رُبطت على اطرافها الأحزان أوتار
تهمس إذا مرت بها من نبيل ٍ لمسة
تسمع لها شجوا ً تحسبهُ قبسا ً من الأشعار
هذا حالها مُذ قامت هي الدنيا وقصتها
وجدنا نفسنا فيها بلا أذن ولا إنذار
معركة ٌ ألفنا نفسنا نطعن بها ذودا ً
حربٌ لا نصر لنا منها ولاخرمٌ للفرار
لم أستكن يوما ً لواقعها وقد كنت على
الظلم وإن بالقول في جانب الثوار
لكنها وبكل ما صنعت بنا جديرةٌ بعيشها
مادامت تُضئ الليل نجماتٌ وتزهر الأزهار
ويصدح في الصبح ِ عصفورٌ على الأغصان
وتصمد بوجه الريح ، تـُكسر ولا تنحني الأشجار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث