الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


 ثمن الحرية

راغب الركابي

2019 / 8 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


 
ليس من السهل ان تقود دولة أو تتحرك فيها  بحرية  ،  بل وتنتزع فيها حقوقك  من دون ثمن  ومكابدة   ،  ولا يقوم بهذا ولا يتصدى له  إلاَّ من كان يحمل رؤية ومشروعاً وثقة بالنفس وإيمانا مطلقاً  ،   وإذا   كان  زمن الثورة  والثوار قد ولى  فإن  المعول عليه هو تلك  القدرة في التغيير بوسائل حديثة  يتقدمها الفهم والإدراك والعلم والوعي العام .
  وفي منطقتنا العربية ثمة سلالات  تؤمن بالتغيير النابع  من الشعب ومن القادة السياسين  ،  وهي تؤمن بان ذلك يحتاج لموقف من نوع فريد  ،  وطبعاً حين نستثني ما سمي ( بالربيع العربي)  من خارطة وعينا  ،  بإعتباره  وصمة  أساءت للعرب  ومزقت  أحلامهم  وأمانيهم  وجعلتهم كعصف مذموم  تذروه  الرياح الصفراء  فجعلت منهم الإرهاب والتخلف   .
  نعم ما نعول عليه  هو تلك القيادات الشابة  التي فرضت نفسها عبر هذا الصراع الطبقي وقدمت نموذجاً نحترمه ونجله ،  هذه القيادات ذهبت  إلى  حيث الداء فصارعته  ، لأنه  الشيء الذي  يحد من حركة العربي  ويساهم في تكسير عظامه وعقله   ،  هذه القيادات  ساهمت بالشيء الكثير الذي نعلمه والذي لا نعلمه في عملية جبارة لقلع جذوز التخلف وما يعيق الحركة إلى الأمام    ،  وهذه واحدة تحسب لإرادة الشجعان في زمن النفاق .
  وطبعاً يلزمنا المصارحة  هنا حيث  إننا في مواجهة مباشرة  مع  نفاق كهنة الدين  ،  ومن يتلحفون  بأوزآر خطايات الأحزاب المتأسلمة ، والتي سببت مع مثيلاتها  من التجمعات الرجعية  الكثير من الضيم والضعة لشعوب المنطقة وفي أعين العالم .
وأُعيد القول ثانيةً  لولا إيمان هذه القيادات بان المستقبل لن يرحم من يتغنى بأوثان التراث وما فيه من عفن ،  لن يكون ممكناً التقدم أو حتى مُجارات القوم فيما هم ذاهبون إليه ، وإليك أن تنظر إلى خارطة العالم كيف تغيرت علمياً وذهنياً ،  وحسبك هذا التفاوت بيننا وبينهم  .
  إذن كان لا بد من رجال يتحملون المسؤولية مع كثرة الضاجين والمثبطين ،  رجال نعي انهم يريدون خيرا بالعباد والبلاد  ، ولم تكن جدلية العدالة والحرية هي الشغل الأولي ولا بتعميم أيديولوجيا الرهان على أحقيات الزمن الجميل ،  بل كانت المثابرة ان تنتصر الحرية وفي ظلها يسود الوئام والتساوي والمشاركة وتعميم ثقافة الإختيار ، التي هي جزء من كل  ،  شعرت بهذا حينما أعطي للمرأة هامش لا بأس به من الحرية  في العمل والإختيار والمشاركة في القرار والتنمية ،  وأحسست به حين تنادى القوم بالحلول الديمقراطية لمشكلاتنا الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية ،  وهذه لا يشعر بها إلاَّ من أنكوى بنار الظلم والقهر والحرمان والسجون .
إن تجربتي مع العقل العربي حافلة بموجات من الشد والجذب  والمد والجزر ،  لكن إيماني بأن العربي والشباب العربي طموح ويستحق أفضل ، لذلك كان هاجسي أن التغيير سيقوده شباب قادة من وسط هذا الحكم العربي ،  وليس من خارجه وهكذا بدى لي واضحاً في بعض الدول التي نحت جانباً الإيديولوجيا   ،  وسمحت للعقل أن يعيش الحياة ويتمتع بالقدر اللازم من الحرية ، فسقطت أوراق التوت من  الأراخنة ومتصيدي الناس في دهاليز الفكر العتيق ،  وستنجح التجربة ولكن علينا الدعم والمساندة ، من غير النظر بالمخزون التاريخي وما يعتمل في الصدور ، ومبدئنا دائماً تلك الحكمة القائلة -  أذهبوا فأنتم الطلقاء -  ،  والعفو عند المقدرة من شيم الناس الصالحين الذين ينظرون للمستقبل ، ولا يتكدسون في البحث التاريخي عن الأحقيات والمزاعم ، فكل ذلك من الماضي التعيس الذي خلف لنا أرثاً تعيساً مثله نعيش تداعياته يوماً بعد يوم  ،
إنني أُحيي هذه الطفرات التي حولت الساحات إلى ما ينفع الناس وينال رضاهم وسعادتهم ، أُحيي تلك الإنتفاضة التي تميز حقاً بين ما هو صواب وماهو خطأ في الواقع وليس في التخيل والوهم ،  وأظن إن الأيام ستكشف عن المزيد حين نجد دولاً قد تحولت ثم أصبحت المثل والقدوة ،  وكذا هي الأيام بيننا فلننظر وتنتظرون .
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم