الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمرونولوجيا--و--الحرامولوجيا

سلطان الرفاعي

2006 / 5 / 14
كتابات ساخرة


الحمرونولوجيا:
كما كنا نرى في الأفلام والمسلسلات، أن المخبر السوري، كان يثقب الصحيفة، ويطل من (البخواش) الثقب، كما يطل الجرذ من البالوعة. ولكن بسبب انتشار الكمبيوتر، وقلة قراء الصحف، أصبح الأمر مكشوفا ومفضوحا، فالصحف السورية، لم تعد موجودة غير لدى باعة الشاورما والفلافل، أو لدى اللفايات، والدهان. وهنا وقع الأمن في مشكلة عويصة، فمن غير المعقول، أن يُحضروا معهم إلى الحديقة جهاز كمبيوتر، ويقومون بثقبه من أجل مراقبة الناس. وبما أننا من الدول النايمة، والتي تتطور بسرعة السلحفاة، فقد استعاضوا عن مخبرين البلاليع، بمخبرين الموتوسيكلات. ولن تتعب كثيرا أخي المواطن، فعندما ترى اثنين من المخلوقات الترابية، يضعان نظارات سوداء، ويمتطيان حصان بخاري، ويحملان دفترين، بالمقلوب، أي الفتحة للأسفل، وطبعا أقصد فتحة الكتاب، وليس المخبر. فأعلم عندها أنك وقعت في شر أعمالك، وسارع إلى الاعتراف بكل ما كنت تُفكر به بالأمس، أنت وزوجتك وأولادك.
الحمرنولوجيا، وهي فئة من المخبرين، أو معلميهم، لا يُريدون، أن يبذ لوا جهدا كبيرا في المراقبة واللف والدوران، فيُقدموا على تجنيد أتباع لهم.
في المدينة التي أعمل فيها، يبدو أنه لم يبق شخص لا يُراقبني، من عمال البلدية، إلى طلاب المدارس، إلى الفرق الحزبية، إلى المكاتب العقارية، وحتى أصحاب النوفوتية، والملابس الداخلية، بفرعيها النسائي والرجالي.
في الفرقة الحزبية قالوا لهم: انتبهوا هناك شخص ليبرالي في المدينة، وباعتبار جميع الحضور من الذين لا شغلة ولا مشغلة، فقد سروا بهذا التكليف السامي، كيف لا وقد أصبحوا مهمين، وانطلقوا كل بأسلوبه الجيمس بوندي، يراقبون هذا الليبرالي، عميل أمريكا والإمبريالية والصهيونية.
أغلبهم جاؤوا إلى المحلات والمكاتب المجاورة لمكان عملي، وطلبوا منهم أن يراقبوني، ويُراقبوا خاصة من يدخل إلى عندي مرتديا بذلة المار ينز، ويقود سيارة همر، أحدهم ظن الهمر نوع من الهمبرغر، لذلك سارع بالإبلاغ عني، يوم طلبت همبرغر.
الذكي بينهم، جاء إلى المكتب العقاري المجاور، (رجل أمن سياسي) وقال له: عليك أن تراقبه بشكل جيد، نحن نراقبه 24 ساعة باليوم، ما عدا الساعات الإضافية. وكل أجهزته مراقبة. الحقيتعلمون،تم بأي جهاز، لا بالهاتف ولا بالخلوي ولا بالكمبيوتر، الذي أرعبني وأخافني، هو مراقبة المحمول الخاص بي.وكما تعلمون، لم يبق لنا في هذا الوطن شيء نفتخر به سوى المحمول وحزب البعث.
معلم صحية قال لي: لقد طلبوا مني في الحزب أن أراقبك. بربكم هل هذا حزب أو مركز لتأهيل المعاقين نفسيا واجتماعيا.
ونسأل أنفسنا: هذا الكره والحقد والعنف، واللصوصية والحقارة والنجاسة. هل هي من سمات الشعب السوري، أم هي من المنجزات؟
يسلك ما تبقى من هؤلاء الأوغاد الذين يُراقبوني اليوم (الطريق السهلة). لأن السبيل إلى كل نجاسة ورزيلة أو عمل لا أخلاقي تتجه نزولا، وعبورها لا يحتاج إلى جهد كبير والانحطاط الأخلاقي ليس أكثر من أن يهبط المرء بنفسه، وبفضل التوجيهات السامية، على امتداد سلم الإنسانية، بدون أن يُدركا ذلك وبأتباع هذا المسلك، يمكن أن يجد كل حقير نفسه وقد نكص إلى مرحلة السير على أربع، مزودا بذيل(خلوي) وحوافر (دواسات الحصان البخاري).
أرثي لكم يا أبناء وطني، وأرثي لهؤلاء الذين حولوكم إلى أعداء وحيوانات، وأرثي لهذا الوطن المبتلي بكم وبهم، يا بهم.

الحرامولوجيا:
جارة وزير قالت لزوجته: غريب لم نعد نراكم تسافرون خارج البلد، مع العلم أنكم كنتم (ما تتكنسوا من باريس) غالبا خارج البلد.
آه ثم آه، وتأوهت زوجة الوزير بحسرة، وقالت: نعم اشتقنا إلى باريس والشنزليزية، آه أبو فايز كان لا يحلو له السهر إلا في الحي اللاتيني، هناك حيث درس طه حسين، والطهطاوي والجرباوي.
ولكن يا جارتي، منهم لله، هؤلاء الذين أدخلوا هذا الجهاز الجديد إلى البلد. وهنا ازداد فضول الجارة، وأرادت أن تعرف سر الجهاز، والذي كان سريا، مثله مثل المطارات السرية في بلادنا، والتي يبعق معاون الباص عندما يصل إليها: مطار سري مين نازل.
سأخبرك قصة هذا الجهاز وأرجو أن يبقى الأمر سرا بيننا.هذا الجهاز اسمه (اوتو حرامولوجيا)، وهو يفحص دم كل مسئول، وفي حال زادت النسبة (نسبة النهي والسلب ) عن العيار المُحدد يجري سحب جواز سفر المسئول ومنعه من السفر، وإجباره على صرف سرقاته داخل الوطن، يعني على مبدأ(من دهنو سقيلو). وتمت معايرته بحدود المئة مليون ليرة، ولكن بسبب ارتفاع أسعار النفط، وتطور طرق الشفط، زاد اللغط، وتقرر رفع المعيار إلى الخمسمائة مليون. وتم الاتفاق على النسبة الجديدة بين الجميع، وظن البعض أنهم قد يكتبون أموالهم بأسماء أولادهم أو زوجاتهم أو صديقاتهم، ولكن هذا الجهاز، ولأنه صناعة أمريكية لئيمة، فهو يكشف كل قرش حرام حصل عليه المسئول، منذ كان يبيع جبنة ولبنة، أو يمارس العتالة في سوق الهال، حتى انتسابه إلى الحزب، أو دخوله في زمرة اللي ما بيتسموا.
قالت الجارة: وبعدين.
- لا قبلين ولا بعدين كما ترين، لقد تم سحب نصف مليون جواز سفر، وطالعين على بلودان ها لصيفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تصف نوال الزغبي علاقتها بالصحافة ؟ ??


.. سألنا الناس في مصر: ما هو الفيلم أو المسلسل الذي لا تمل منه؟




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - وزير التعليم يستعرض غدًا نتيجة تق


.. الفنان أيمن عبد السلام ضيف صباح العربية




.. موسيقى ورقص داخل حرم المسجد في عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير