الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقترحات لاصلاح النظام الصحي 1

جواد الديوان

2019 / 8 / 26
الطب , والعلوم


لم يشهد النظام الصحي في العراق اصلاحا منذ عقود طويلة، وما يعانيه اليوم يمكن اجماله في الكلفة العالية والاداء الغير مرضي (يمثل ذلك العواطف السلبية تجاه الخدمات الصحية) وعدم المساواة في التغطية بالخدمات. وربما راود الكثير من الساسة والاطباء والادارات حلما بتحويل هذا النظام الصحي التقليدي الى نظام صحي بمستلزمات مادية يسيرة وامكانية الوصول للخدمات بسهولة ويسر، وان يكون فعالا.
لم ينتقد خبراء الاقتصاد في العراق نموذج الخدمات الصحية المجانية للنظام الصحي العراقي رغم فرض رسوم على الخدمات الصحية عند الازمات، عندما واجه العراق عسرة مالية ابان الحصار في التسعينات من القرن الماضي وعند مواجه الازمة المالية قبل سنوات. وكانت حلول مؤقته لمواجه ازمة مالية، اي غاب عن المخططين تقديم نموذج نظام صحي يتغلب على الازمات. وربما يكمن السبب في الاحزاب العاملة في العراق، واثرها في برامج تشير الى تحمل الدولة كل النفقات العلاجية (عبارة تخلو من الاشارة الى امكانيات الخبراء العمل على تعزيز مشاركة المجتمع). ولابد من القول انه يفتقد العراق لخبراء في الاقتصاد الصحي بل لم يتم تشجيع الافراد على التخصص به.
عندما تكون الاجور للاطباء والمستشفيات وغيرها مقابل المراجعات وطرق العلاج والفحوصات وغيرها، سيكون هدفهم العمل لاجراء المزيد من هذه المراجعات والفحوصات ان كانت ضرورية او غير ضرورية. وهذا مصدر لارتفاع كلفة الخدمات الصحية، ولكنها ممكن ان تسبب الضرر للمريض، لان التعامل التجاري لن يساعد في تحديد المشاكل التي يعاني منها المرضى او المجتمع حيث العمل يوميا لتحديدها والعمل على تقليل تاثيرها السلبي. وهذا الموضوع هو قطع بين ما يريده المجتمع او ما يرغب به او ما يحتاجه وبين ما يحصل عليه (ضياع الحاجات امام الطلبات).
وبعد عقود طويلة من السنوات بالعمل بنظام صحي دون اي اصلاح وتغيير، ربما تكمن بدايات الاصلاح في اضطراب بواسطة عصف ذهني brain storming نحو التغير، ومفاتيحه في:
تمكين التكنولوجيا من اجل تيسير دفع مستلزمات الخدمة، وسهولة الحصول عليها لتقديم خدمة اوسع (يتم حجب التكنولوجيا او تحديد استخدامها لتحقيق مارب محددة)، واتباع نموذج الاعمال المبتكرة innovative business model وذلك باستهداف غير المستهلكين للخدمة (لم يستخدموا اي مؤسسة صحية) وكذلك الاقل استخداما للخدمات، واخير شبكة قيمة للخدمات (اشارة للبنى التحتية يشترك فيها الشركاء والمستهلكون وغيرهم).
تم اضافة مبالغ ضخمة للنظام الصحي في العراق بعد 2003، وهي اشبه بمغامرة حيث تركزت الاموال في التكنولوجيا والاجهزة والادوية والعلاجات المهمة، وبذلك اصبح النظام الصحي اكثر تطورا واغلى كلفة. وجزء يسير من المبالغ المضافة يمثل اقل من 1% من هذا الاستثمار ركز على تمكين المستهلكين للعب دورا اكثر فعالية في الحفاظ على صحتهم. وفي الحقيقة فان 0.65% من الاستثمار المشار اليه ركز على مساعدة دافعي اجور الخدمات الصحية (قطاع عام وخاص) على تخويل الناس للمشاركة في العلاجات والحفاظ على صحتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب أردوغان يلوم وسائل التواصل الاجتماعي بعد نتائج الانتخابا


.. يمكن رؤية أحدها من السعودية ومصر.. 4 ظواهر فلكية ينتظرها الع




.. دون ألم الـ-كيماوي-.. طبيبة سورية تبتكر علاجا ضد سرطان الرحم


.. جريمة نزع أعضاء -طفل شبرا- تكشف حقائق مفزعة عن مواقع بالإنتر




.. زيارة مركز لعلاج السرطان.. أول نشاط الملك تشارلز بعد عودته ل