الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الإسلامية البهيمة و البهيمية و جريمة الاتجار بالبشر أتستفزّها البشرية حتى تغتصبها؟

إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)

2019 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


في نفس الوقت الذي يتزايد فيه القلق بشأن الشبكات الإرهابية المرتبطة بالجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط، مازال تنظيم "الدولة الإسلامية" يتوق إلى الحفاظ على نفوذه في الأراضي المحتلة بأساليب متنوعة ومن بينها الاتجار بالبشر الذي يمثل تهديدا كبيرا من المنظور الإنساني ومن منظور الأمن الدولي على حد سواء.
والاتجار بالبشر جريمة نكراء وانتهاك متعاظم الخطورة لحقوق الإنسان يقوّض سيادة القانون ويمثل انتهاكا صارخا لحق الفرد في تقرير مصيره بنفسه وكثيرا ما يكون ضحايا الاتجار من الأجانب المنبوذين والضعفاء في علاقة تبعية مع المتاجرين بهم.
فجماعة "الدولة الإسلامية "الإرهابية ليست ممولة فقط من أموال النفط بل يمثل الإتجاربالجنس أحد مصادر تمويلها القذرة وهذه من الإستنتاجات التي خلُص إليها تقرير مؤسسة Scelles التي تراقب منذ سنوات الظواهر المتعلقة بالاستغلال الجنسي في جميع أنحاء العالم.
و الصلات الوثيقة بين الإرهاب و الإتجار بالبشر قد أكّدتها Jayne Huckerby أستاذ ة القانون ومديرة عيادة حقوق الإنسان الدولية في كلية الحقوق بجامعة Duke. وقد كانت في السابق مديرة أبحاث وأستاذة مساعدة للقانون السريري في مركز حقوق الإنسان والعدالة العالمية في كلية الحقوق بجامعة نيويورك حيث أقرت في مقال خطّته تحت عنوان "عندما يتصل الاتجار بالبشر والإرهاب: المخاطر والمعضلات"
When Human Trafficking and Terrorism Connect: Dangers and Dilemmas
بأنه : " نظر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في العلاقة بين الاتجار والإرهاب والأنشطة الإجرامية عبر الوطنية الأخرى في السنوات الأخيرة، واعتمد بيانا رئاسيا في عام ٢---------------٠---------------١---------------٥--------------- وقرارين بشأن هذا الموضوع - القرار ٢---------------٣---------------٣---------------١--------------- في عام ٢---------------٠---------------١---------------٦--------------- والقرار ٢---------------٣---------------٨---------------٨--------------- في عام ٢---------------٠---------------١---------------٧---------------. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن تقريرا تبحث فيه الروابط بين الاتجار بالبشر والإرهاب. وركز التحليل على الاتجار كوسيلة لجمع الأموال لأغراض إرهابية"
The United Nations Security Council has considered the relationship between trafficking and terrorism and other transnational criminal activities in recent years, adopting a presidential statement in 2015 and two resolutions on the topic — resolution 2331 in 2016 and 2388 in 2017. Earlier this month, the Security Council’s Counter-Terrorism Committee Executive -----dir-----ectorate (CTED) released a report exploring the linkages between human trafficking and terrorism. The analysis focused on trafficking as a means to raise funds for terrorist purposes
وشملت أساليب تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي الاتجار بالجنس والرق.
والاتجار بالجنس هو" تجنيد أو إيواء أو نقل أو توفير أو الحصول على شخص أو رعايته لأغراض عمل جنسي تجاري، حيث يكون الفعل الجنسي التجاري مستحثا بالقوة أو الاحتيال أو الإكراه" وفي هذا المقام المذموم نُلمع إلى أنه في مناسبات عدّة وصلت مجموعة من القوات الخاصة العراقية إلى نقطة تفتيش عسكرية مهجورة للعثور على نساء عاريات و مقيّدات اغتُصبن مرارا في نفس الولاية.
وفي هذا المثوى نشر الدكتور إسفندياري، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين، مقالا بعنوان "قسوة داعش تجاه المرأة لا تحظى بالاهتمام الكافي" في صحيفة وول ستريت جورنال يشرح فيه "وحشية داعش ضد المرأة"، بما في ذلك" الزواج القسري، والاستعباد، والاغتصاب، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث بالقوة"
ومن ضحايا الإرهاب الجنسي حليف الغدر وأليف الوضاعة نادية مراد باسي طه وهي ناشطة إيزيدية عراقية تم اختيارها في عام 2016 سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة. كما حصلت على جائزة نوبل للسلام و حبّرت مذكراتها في كتاب "الفتاة الأخيرة"" The Last Girl "قصتي في الأسر ومعركتي ضد تنظيم داعش فخطّت بأسلات قلمهانيران عذابات توقّدت تذكي حشاشتها و رشح يراع مِزبرها ركياّت من رزايا لا تُجبر وإن طال المدى قد أسلمتها صروف زمان أصابه ضرّ خوارج هذا العصر للأهوال والخطوب و الكربات تُذبّل في أوصابها و تكشف الغطاء عن مخبَّآت نجاسات قلوب صارت مَقيلا لكل دنس وموئلا مذموما لحسيكة الحقد وبواصر مطموسة ورَّثتها غمائم الغمم كل العمى
فالطبيعة البشرية التي أصابها سقم اللوثات و أوضار الكدورات قادرة على إيجاد طرق جديدة للحصول على السيطرة الكاملة على الآخرين والحفاظ عليها عبر الإتجار بالبشر و غيرها من الجرائم الجسيمة.
وينضاف الإتجار بالجنس كمصدر لتمويل التنظيمات الإرهابية إلى الأعمال التجارية المكثفة، التي يأتي منها قدر كبير من الدخل (وحدات النقل المتخصصة، وغسل الأموال، وأعمال التهريب) وتجنيد الأطفال لاختراق أعضاء المنظمة الإرهابية لإنشاء قواعد متقدمة في أوروبا.
ومن الإستنتاجات التي نخلص إليها أنه رغم اعتماد ﺗ---ﺮ---ﺳ---ﺎ---ﻧ---ﺔ--- اﻟ---ﺼ---ﻜ---ﻮ---ك اﻟ---ﺪ---وﻟ---ﻴ---ﺔ--- واﻹ---ﻗ---ﻠ---ﻴ---ﻤ---ﻴ---ﺔ--- واﻟ---ﻮ---ﻃ---ﻨ---ﻴ---ﺔ--- بشأن الاتجار بالبشر ومحاولات الدول الآن محاربة هذه الجريمة النكراء في المجالين الدولي والإقليمي التي تمحورت أساسا حول مكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية
فإنه لم يتم احترام النية الأولية لصائغي "بروتوكول باليرمو" "بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، المكمل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية"
من حيث أن هذا الصك المعياري يعلن في ديباجته أن :" الدول الأطراف في هذا البروتوكول،
إذ تعلن أن اتخاذ إجراءات فعالة لمنع ومكافحة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، يتطلب نهجا دوليا شاملا في بلدان المنشأ والعبور والمقصد، يشمل تدابير لمنع ذلك الاتجار ومعاقبة المتّجرين وحماية ضحايا ذلك الاتجار بوسائل منها حماية حقوقهم الإنسانية المعترف بها دوليا،
وإذ تضع في اعتبارها أنه على الرغم من وجود مجموعة متنوعة من الصكوك الدولية المشتملة على قواعد وتدابير عملية لمكافحة استغلال الأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، لا يوجد صك عالمي يتناول جميع جوانب الاتجار بالأشخاص،
وإذ يقلقها أنه في غياب مثل هذا الصك، سوف يتعذر توفير حماية كافية للأشخاص المعرّضين للاتجار،
وإذ تشير إلى قرار الجمعية العامة 53/111 المؤرخ 9 كانون الأول/ديسمبر 1998، الذي قررت فيه الجمعية إنشاء لجنة حكومية دولية مفتوحة باب العضوية مخصصة لغرض وضع اتفاقية دولية شاملة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية، ولبحث القيام بوضع صكوك دولية منها صك يتناول الاتجار بالنساء والأطفال،
واقتناعا منها بأن استكمال اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية بصك دولي لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وبخاصة النساء والأطفال، سيفيد في منع ومكافحة تلك الجريمة"

ولا ريب في أنه قد تأسّس نظام عالمي جديد يقوم على الاعتراف بحقوق الإنسان وكرامته وحمايتها. وقد وردت مبادئ النظام الجديد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أعلن بوصفه "معيارا مشتركا لجميع الشعوب وجميع الأمم".و من جهة ثانية و في بيانات متطابقة في ديباجتها، أكد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أهمية كرامة الإنسان كحجر الزاوية في القانون الدولي لحقوق الإنسان فالمبدأ التأسيسي للنظام العالمي الجديد ينشأ"انطلاقا من الكرامة الأصيلة للإنسان". ووفي مقام آخر فإن تحديد كرامة الإنسان في الآونة الأخيرة بوصفها من القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي في الدستور الجديد لأوروبا يؤكد أهميته في السياق الأوروبي.
وفي حين أن هناك نواة أساسية من الأفكار المرتبطة بمفهوم الكرامة الإنسانية التي يمكن استخلاصها من تاريخ الصكوك الرئيسية لحقوق الإنسان وصياغتها، فإن الكرامة لا تؤدي دور قاعدة موضوعية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وبدلا من ذلك، فإنها "بوصفها المصدر الذي تستمد منه صحة حقوق الإنسان وسلطتها العالمية" تؤدي دورا أساسيا، وفي الوقت نفسه، فإن الكرامة الإنسانية، بوصفها مصدر حقوق الإنسان، تستخدم كمعيار يمكن أن يقاس عليه تطبيق معايير حقوق الإنسان. وكما لوحظ بالفعل، ترد إشارة صريحة في ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى ما قد ينجر عن غوائل "تناسي حقوق الإنسان " و صروف "ازدرائها من أعمال همجية آذت الضمير الإنساني" ففهم الكرامة يرتبط ارتباطا لا ينفصم بالتجربة الواقعية العربية المتمثلة في إنكار الكرامة في ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي
فأصبح التطلع إلى النظام العالمي الجديد الذي تقوم فيه "الحرية والسلام" على الاعتراف بالكرامة أمرا ضروريا و مطلبا ملحّا خاصة في الدول العربية المكلومة التي تقاسي من كروب التنظيمات الإرهابية المتطرفة الأوجال و الأهوال فقد أَنْشَبَ تنظيم داعش الإرهابي مخالبه في كرامة الوطن العربي ليرديه صريعا للحتوف و الأسقام.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟