الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرثية يوم من ايام الوركاء

عبد الوهاب المطلبي

2006 / 5 / 14
الادب والفن


تخبرني اشكونا عرّافة بابل عن عربه
تسحبُ بغلا مسكينا ً
تتسلق ُ جبلا وعرا ً
تتقدمُ نحو القلعه
ما هذي النافذة يا أغلى من أنفاس حياتي
سأخبرك :
روحي يوصلها الشوق لنافذة ٍ في غرفة نومكِ
فدعي شباك الغرفة مفتوحا ً اثناء الليل
آت ٍ من مدن ٍ فوق جبال الدنيا
أو مدن ٍ في أحضان الانهار
كي أُسمعك ِ شيئا من أسرار الحبْ
ليُداعبَ جفنيكِ قُبيلَ النوم
في رفقة حُلُم ٍ من أحلى الاحلام
* * *
في الصبح تناغمنا تحية أخوة خندف
أعراس دويّ وشظايا ودماء ْ
وذكرتك ِ يا بابل يا مهبط هاروت وماروت
حين ارتكبا.........في ليلة شعر ٍ ماكرة ٍ
مهرا ً لأنانا سيدة العشق ِ
لماذا يا صلصال كرامانيوم؟
تتراقص ُ بين مروجك ِ أشكال ٌ من ملكات الجانْ
تتعانق ُ فيك الاشعارُ كعناق الاغصان
يتوارثُ أهلك ِ حزنا ً أزليا ً
يتحدى حقل النسيانْ
تسألني عرابة شعري عن أنهار بلادي
ما أكثرها ؟فدعي دجلة َ مبكى العشاق ِ
وفراتاً مخنوقاً من ودجِ الاعناق ِ
نهرٌ للشعر ونهر ٌ للاحزان ْ
ونهر ٌ آخر يحفره ُ ابو سفيان ْ
نتساءلُ عما نختلف فيه عن ابناء عمومتنا
في تلك البلدان
محتلٌ ورخاءٌ وأمانْ....!!!
ونصيبك ِيا أركُ ذئاب الصيادينَ وحدودكِ سوّرها الشوك الذئبي
وداخلك ابالسة ومصاصو دم ٍ ، وبإسم الاسلام
وضياع الالق العربي نحت ٌ من وحي الكهان ْ
فالشارع موبوء بالابله والاصفر
يا مَنْ ذكرني بطفولة بابل ورحيلك يا شبعاد
وتساءلتُ ...............................؟؟؟؟
فأجابت عرّابة شعري ، كيف تجدني ؟
وأجبت ُ يقينا ً :
أنَّ النزهة لحنٌ منفرد ٌفي نهر الحلفايه
ينساب الزورق ٌ مثل حفيف الصفصاف
سوناتة عشق وحنين
احلى من كل بلاجات البلدان ْ
في حضني المذياع وفيروز ونداء طفولتنا
في اجمل عنوانْ
أذكر ُ أنَّ( شليل الدشداشه) يملأه ُ الصيادون بالسمك الطازج في كل الاحيان
وأغاني صبايا الريف الصدّاحه
في اعذب لحن ٍ مع ايقاع المجذاف
وإنَّ الضيفَ يشمُّ العنبر حتى سابع جار
* * *
قالت عرّابة شعري لا تظلمني؟
إذ يبدأ منك َ وفيكَ الشوق النشوانْ
يا سيد كل الظمآنينَ على عتبات العشق ِ
وأرائك مجد الولهان ْ
حسنّا ً يا عرّابة شعري
أمّا ميّاده الاسدي ؟!
تصنع ُ من بحبوحة نافذتي متسعات ٍ
أوتنقش ُ وهج عصارتها في لغة غامضة
ٍ لتضيع نجومي في غيم الاسرار
( عيش وشوف)
هل تجعل مني تمثالا ً – يا صرخة مايكل - إنطق يا داوود؟
اما صاحبة الهمسات الليليه
تجعلُ منّي صيادا لعصافير الله!
وصديقي بسّام يحاكمني : ماذا تعني الاشعار الدكتيه؟
وسوسنة ٌ تقفز في حقلي وتمشطُ في لهف ٍ اسرار عواطفها
وتميدُ كأفنان الشجر المتدلي بدفق نسيم ٍ عذب ٍ
يا أُم الدنيا المسحورة
حتى في عطشي محسود
محسود ٌ كالوشم الموجوع بقلبك ِ يا بغداد
او الوجع الموشوم بقلبك يا زوراء
كالود المتراجع من عشقك ِ يا ارك
منذ نشيد سليمان ْ
ليعلقَ حزنك ِ يا بغداد كأردية ٍ حمراء لمصارع ثيران ْ
تؤرخه ُ خيم ٌ للمنفيين في وطني
حيث ُ مروج دموع اليتم
ملحمة فاقت في كل الازمانْ
وسنجعلُ مَنْ يركب ُ صهوات الموت الها ً ، بطلا وطنيا
في حضن الاكفان ْ
* * *
توجد فوق سطوح منازلنا اطباق الستلايت والانترنيت
وفرة احلام للبيع واخرى للاستهلاك
احلام ما بين الحارث والمحروث
مابين السالب والمسلوب
ما بين الجارح والمجروح
ما بين شناشيل الروح
ما بين صراخ المفجوعين
تنبتُ أحلام ٌ كالخروب
هل احلام مراثينا ربّاها صبرك يا أيوب؟
نبضاتٌ لليوم الآتي او يوم يؤوب
* * *
من دونك ِ يا سيدتي يخبو ضوءُ قناديلي
تتضاءلُ رؤية افكاري
من دونك ِ لا تفتح ُ زنبقةٌ نافذة ً لتطلَّ عليّ
أو يصمت ُ بلبلُ أشعاري لينام َ على غصن خيالي
من دونك ِ سيدتي أهربُ من متعة ابحاري
أو اسكن محراب صلاتي
حتى يأسرني الموت ُ سريعا ً
أو أ ُشفى من (مهزلة العقل البشري!)
* * *
يا ربة الهامي دعي شباك الغرفة مفتوحا ، نتواصل
سأقصُّ عليك ِ العربه
تسحبُ بغلا مسكينا ً
تتسلق ُ جبلا وعر اً
تتقدم نحو القلعه....
يخرجُ من بين نوافذها وطواط أعرج
تنشطُ أنواع ٌ شتى من مخلوقات ٍ ليليه
الوطواط ُ يصيد هلال العيد
والموجوعون يقتاتونَ على أعشاب ِ نوائبهم
وترممُ أيديهم حائط مبكاهم دون َ كللْ
يبدو من دون الاصفاد لا يحلو لهم العيش
عبدوا هيكاتي( الهة الموت..)
عبدو ( الضيم )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة نادين الراسي توبخ أما تعنف طفلها وتضربه


.. عوام في بحر الكلام - الشاعرة كوثر مصطفى تتحدث عن نشأتها وبدا




.. عوام في بحر الكلام - قرأتي شعر إمتى؟.. الشاعرة كوثر مصطفى: ب


.. عوام في بحر الكلام - اتخانقنا معاه.. الشاعرة كوثر مصطفى تحكي




.. عوام في بحر الكلام - دخلتي إزاي عالم الأغنية؟.. الشاعرة كوثر