الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الحرب - الكاركتير يفضح الطغاة

مصطفى علي نعمان

2003 / 4 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

اليوم الخامس عشر، الخميس، 03 نيسان، 2003

الكاركتير يفضح الطغاة:

فنان الكاريكتير عبقري بكل معنى الكلمة، يلخص كتباً، مجلدات برسم صغير موح، معبر، مثير للجدل، وقلب هذا الفنان، كباقي الفنانين، لا يعرف الراحة، وكذلك فكره، يفكر في كل الأوقات، في السعادة، في الشقاء، في السلم، في الحروب.

لكننا نحن العربان، نعادي الفن، والكاريكتير بشكل خاص، فقد هرب الكاريكتير العبقري الفلسطيني ناجي العلي، من دول الخليج، لأنه تجاوز الخطوط الحمراء، وظن أن بريطانيا بما فيها من ديمقراطية ستوفر له حرية يبدع فيها، لكنها قتلته.

ولأن هذه الحرب اللعينة الدائرة في وطننا تشغل الناس في كل العالم، فلم تغفلها عبقرية الكاريكتير، لذا انصبت رسومهم على شخصية الرجلين الذين أشعلاها، ورميا شعبيهما في لهيبها، وهم ليسوا بمخطئين، حسبما أعتقد، لأنهما، كلاهما، أو أحدهما في الأقل كان بإمكانه أن يحقن الدماء!

تناولت رسوم الكاريكتير في عشرات الصحف الأمريكية بوش، لكن أطرفها بنظري صورة رجل أمريكي يكلم الأخر:

- وعد الرئيس بوش العراقيين بأنهم إذا تخلصوا من صدام فإنه سيساعدهم بالغذاء والدواء، والكساء، والإسكان، والتعليم، هذه قائمة رائعة، ربما يأتينا الدور بعدهم!

وفي سوريا تناول الفنان علي فرزات شخصية "المنصور بالله" يخطب في جماعة من المتشردين، والمتسولين، والبائسين، والفقراء، وهو يقول لهم:

الأمريكان يريدون سرقة ثروتكم ونفطكم.

لخصت كلا الصورتين واقع الحال في البلدين المتحاربين، ففي الولايات المتحدة ما لا يقل عن ثلاثة ملايين متشرد، لا مكان يلجأ إليه! ونحو خمسة وثلاثين مواطناً، معدل دخله أقل ما يحفظه من غائلة الجوع فقط، ومع ذلك تنفق الولايات المتحدة البلايين في الحروب، أما الشعب العراقي فلم يشعر تحت حكم صدام بأنه يمتلك ثروة نفطية، فلا توجد أي مدينة في العراق تتوافر فيها مجاري صحية، حتى بغداد العاصمة، فنسبة المجاري في أحيائها لا تتجاوز الثلاثين في المئة، وبالرغم من أن هناك منابع للقير الطبيعي، استفاد منه العراقيون القدماء منذ العهد السومري وبلطوا شوارعهم به، إلا أن كثيراً من أزقة بغداد غير معبدة، فكيف ببقية المدن، وفي عشرة سنين من الحصار القاسي، أنفق هذا المجرم عشرات المليارات على قصوره، ورفاهية بقية عصابته وإعادة تسليح جيشه البائس، بينما كان العراقيون يتضورون من الجوع، يبيعون أعينهم، كلاهم، أجزاء أخرى من أجسادهم، يبيعون حتى أطفالهم، ينتحرون من الجوع.

فهل هناك فروق كبيرة بين الرجلين؟ أو ليس كلا الرجلين عدوين للشعب العراقي؟

شكوك وحقائق:

صفعة، صفعة قوية، لمن؟ للمسكين الذي ما يزال يؤمن بسلامة موقف أمريكا المبدأي من الحرب، وحبها للحرية، للعدالة، لإقامة الديمقراطية في العراق، وهذه الصفعة على شكل خبر جاء في نشرة الطاقة، يقول الخبر: إن السيد فيليب كارول، الرئيس التنفيذي السابق لفرع مجموعة رويال دوتش_ شل، البريطانية الهولندية للنفط في الولايات المتحدة، فيليب ..يعتبر من أبرز المرشحين لإدارة صناعة النفط العراقية بعد الحرب.

أما الجهة التي رشحته فهي وزارة الدفاع الأمريكية، ومن المعلوم إن هذه الوزارة تستعين بمخططين استراتيجيين، مهمين، يخططون لأمد بعيد جداً، وتعتمد الخطة تعيين متقاعدين لا عاملين حاليين في شركات أمريكية، كي لا تثير مشاعر العراقيين، ولنفس السبب فمن الممكن أن يعين أمريكي من أصل عراقي لعضوية تلك اللجنة، للإشراف على العمليات النفطية في داخل العراق، وكل هذا ينسجم مع ما ذكر أمس من إدارة عسكرية أمريكية للعراق، تحت إدارة الجنرال المتقاعد "جي غاردنر.

وهنا يثور سؤال لأ أعرف لمن أوجهه: ترى كم سنة من النضال سيستغرق التخلص من الإحتلال الأمريكي؟

أيوجد أحد يستطيع الجواب؟

الإدراك بعد فوات الآوان:

فرنسا كأي دولة أخرى في العالم تتحرك وفق مصالحها، ولا تعير مصلحة الشعب العراقي أي اهتمام، وما علاقة المنافق شيراك بصدام حسين بخافية على أحد، ولا يستطيع أي كان أن يدافع عن مواقف شيراك وحكومته، تجاه مآسي الشعب العراقي، التي سببها صديقه المجرم.

لكن الشعب الفرنسي شيء آخر، يختلف تمام الإختلاف عن زعيمه شيراك، كما يختلف الشعب العراقي عن صدام، فمن يمثل الشعب الفرنسي منظمات ديمقراطية عريقة، مشهود لها بمواقف شجاعة، مبدأئية، اتحدت أخيراً تحت لجنة أسمتها لجنة التنسيق العليا.

انضوى تحت مظلة هذه اللجنة غالبية الأحزاب اليسارية: الشيوعية، الاشتراكية، الخضر، بقية أجنحة اليسار، النقابات، منظمات حقوق الإنسان..الخ.

قررت هذه اللجنة عدم رفع صور المجرم صدام، أثناء المظاهرات القادمة، وكانت جرت يوم السبت الماضي، مظاهرة في باريس، تضم نحو 200الف متظاهر، يطالبون بوقف الحرب، لكن التخريب الذي تعمده من كان يحمل صور المجرم صدام، جعل لجنة التنسيق تتخذ ذلك القرار.

موقف لجنة التنسيق يعني إدراك حقائق مهمة عن الوضع في العراق، لم تخطر ببال من يحكم فرنسا، وبالرغم من أنها جاءت متأخرة كثيراً، إلا أنها أمر جيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو