الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأرجنتين : ثلاثون سنة بعد الانقلاب العسكري عام 1976 مقابلة مع نورة كورتياس رئيسة أمهات ساحة مايو

المناضل-ة

2006 / 5 / 14
مقابلات و حوارات


يوم 24 مارس 1976 حلت ديكتاتورية عسكرية بالسلطة بالأرجنتين. واستمرت حتى 1983. ويقدر عدد مجهولي المصير ب30 الفا. وبفعل عملية كوندور مدت مجال عملها الى بلدان أخرى بأمريكا اللاتينية تستخف مثلها باحترام حقوق الإنسان. إنها ذكرى حزينة لكنها أيضا اليوم باب مفتوح على الأمل بفضل كفاح العديد من المدافعين عن العدالة والحقيقة منذ 30 سنة. إحياء لهذه الذكرى تنشر RISAL مقابلة مع نورة كورتياس رئيس أمهات ساحة مايو

--------------------------------------------------------------------------------


* بعد 30 سنة من ديكتاتورية الجيش بالأرجنتين، تواصل منظمات الحقوق الإنسانية عملها من اجل الحقيقة والعدالة. وتمثل علة وجودها مفارقة لأن مهمتها دفع من يفترض انه ضامن للقانون (الدولة) الى تطبيقه. تبدي منظمات الحقوق الإنسانية وعيا عميقا بما عليها من دور سياسي في هذه المرحلة من التاريخ. ولا تقتصر مطالبها على سياسة الحقوق الإنسانية، فهي امتداد لنضالات أخرى. وتعبر أمهات ساحة مايو على نحو نموذجي عن هذا الفاعل المتمثل في منظمات الحقوق الإنسانية. ماذا كانت ، يا نورة ، أسباب إرهاب الدولة الذي فرضته الديكتاتورية من 1976 الى 1983؟
كانت غابة إرهاب الدولة ان يفرض، بالنار والدماء، سياسات اقتصادية نيوليبرالية. وتم ذلك العمل بتشاور مع عملية كوندور(1) التي جرت على تراب يشمل بوليفيا وباراغواي والبرازيل والأرجنتين وتشيلي. وتمثل العمل المنجز في إطار عملية كوندور في اضطهاد المنفيين بكامل المنطقة، وتبادل السجناء بين ديكتاتوريات تلك البلدان، و ترحيلهم لسجنهم في معسكرات اعتقال وتعذيبهم واغتيالهم بقصد القضاء على حركة اجتماعية وسياسية كانت تقترح مشروعا مجتمعيا مغايرا.

* كيف ولدت حركة أمهات ساحة مايو؟

ظهرت هذه الحركة كشكل لمقاومة إرهاب الدولة وممارستها القمعية- اختطاف الأشخاص- التي تقضي بحرمان الشخص من كافة حقوقه ومن هويته. فور دخول الشخص معسكر الاعتقال يصبح مجرد رقم، ويتم تعريضه لافظع أشكال التعذيب ويتم اغتياله ومحاولة إخفاء جسمه الى الأبد. هذا النظام الذي بدأ بالهند الصينية والجزائر، جرى استيراده الى أمريكا اللاتينية وتم تعزيزه بأساليب تلقنها عسكر العالم الثالث بمدرسة القارة الأمريكية من طرف عسكر الولايات المتحدة الأمريكية. نحن الأمهات بدأنا بالبحث عن أبنائنا وبناتنا وأحفادنا المختطفين، وبالمطالبة بهم، ومن كثرة لقاءاتنا بقاعات الانتظار بالبنايات العامة ( محاكم، سجون، مستشفيات، تكنات) نظمنا صفوفنا. اجتمعنا بساحة مايو أول مرة يوم 30 مارس 1977 ، شكلنا مجموعة من 14 أم وكبرت المجموعة باطراد. وفي نهاية 1977 اختطفت 3 من أمهات ساحة مايو وراهبتين فرنسيتين في عملية استهدفت كسر الحركة. لكننا أصبحنا أقوى منذ تلك الأحداث.

* هل راودكن أمل لقاء أبنائكن مع عودة الديمقراطية في 1983؟

نعم، لقد صدقنا وعود الفونسين (2) خلال حملته الانتخابية، حيث تعهد بان الحكومة ستجد المختطفين وتفتح السجون وارشيفات النظام العسكري. لكن لا شيء من ذلك حصل. واضطررنا الى الاكتفاء بلجنة بحث عن الأشخاص المختفين CONADEP التي كانت محدودة ومحاكمة الديكتاتوريين الذين لم تكن الأحكام بحقهم بمستوى جرائمهم. وتأكد شعور الإفلات من العقاب مع قوانين العفو التي صودق عليها في عهد الفونسين في 1986-1987 وبمراسيم منعم (3) في 1990-1991.

* هل غيرتن أهدافكن وأساليبكن بوجه سياسات الحقوق الإنسانية التي اعتمدتها الحكومات الديمقراطية؟

واصلنا النضال من اجل أبنائنا المختطفين، لكن وسعنا أيضا مطالبنا لأننا نعتقد وجوب ان يكون الدفاع عن الحقوق الإنسانية شاملا. . لذا نتضامن ونتعاون مع الحركات الاجتماعية المناضلة من اجل التعليم العمومي والصحة العمومية والعمل والسكن والأرض واحترام المساواة بين الأعراق وبين الجنسين. اقتصرت مطالبنا، في طور أول ، على معرفة مكان وجود أبنائنا وأحفادنا المختطفين ، لكن أدركنا تدريجيا وجوب التقدم اكثر لان الأمور كلها مترابطة.

* ما رأيكن بسياسة الحقوق الإنسانية التي يتبعها كيرشنر (4) منذ 2003 ؟

فتحت لنا سياسة كيرشنر في مجال الحقوق الإنسانية سبلا كثيرة فيما وضعت حكومات ديمقراطية أخرى عقبات. الأمر الإيجابي متمثل في إلغاء قوانين العفو (5) التي نسميها نحن " قوانين الإفلات من العقاب"، وتغيير محكمة العدل العليا وبعض الإجراءات الرمزية التي نتمسك بها. إنها خطوات هامة في اتجاه البحث عن الحقيقة والعدالة التي نناضل من اجلها منذ 30 سنة. لكن فيما يتعلق بأحلام ونضالات بناتنا وابنائنا، نحن بعيدون عن بلوغها، وما زلنا نعيش تخت سيطرة الاقتصاد النيوليبرالي، والجوع ، والفقر، والسكن الهش، ونزع ملكية أراضي السكان الأهالي لصالح الشركات متعددة الاستيطان. يجب التراجع عن عمليات الخصخصة والامتناع عن سداد الديون الخارجية لأنها ناتجة عن مضاربات بعض كبار المجموعات الاقتصادية وقد سددناها مرارا. يجب ان تكون الحكومة منتبهة للعسكرة ولاتفاقات التبادل الحر التي تهدد القارة، و عليها بوجه خاص ان تنصت للشعب الذي ما يزال يعيش في وضع أقصى ما يمكن تحمله.

عن موقع RISAL - Réseau d’information et de solidarité avec l’Amérique latine : http://risal.collectifs.net/

تعريب المناضل-ة



--------------------------------------------------------------------------------

هوامش

1- انظر بيار ابراموفتشي" عملية كوندور" كابوس أمريكا اللاتينية RISAL مايو 2001

2- وزير أول الأرجنتين بعد الديكتاتورية (1983-1989) متحدر من صفوف الراديكالية وهو الاسم المعتاد لحزب الاتحاد المدني الراديكالي

3- كارلوس منعم رئيس "بيروني" للأرجنتين من 1989 الى 1999 . حكومته مرتبطة بالفساد وبفرض سياسات نيوليبرالية شرسة.

4- الرئيس الحالي للأرجنتين منذ 2003. متحدر من صفوف الحزب العدالوي (البيروني)

5- راجع ملف " النضال من اجل الديمقراطية وضد الإفلات من العقاب" في موقع RISAL









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات