الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا

جدعون ليفي

2019 / 8 / 30
القضية الفلسطينية


(هآرتس)


*من يقوم بالتعميم ليس بالضرورة أن يكون عنصريا، ولكن من المحتمل أن يكون كاذب. واذا كانت توجد ثقافة للقتل فهي موجودة في اسرائيل*



هكذا كتب قبل اسبوعين محامي ملحق "ثقافة وأدب" في صحيفة "هآرتس" بيني تسوفر، على صفحته في الفيسبوك بعد عودته من زيارة عزاء في مستوطنة عوفرا: "في طريقي نظرت الى القرى الفلسطينية والى جانبها المستوطنات اليهودية، وفكرت بأنه لدى الفلسطينيين القتل هو نوع من الرياضة أو المتعة، وربما ايضا بديل عن الجنس.

من هذه الناحية لن يكون لنا في أي يوم عامل ثقافي مشترك". واذا كان ذلك غير كاف، اضاف تسوفر ما يلي: "لهذا الشعب السيء، عديم الشرف، الذي يعيش بين ظهرانينا يجب أن نتمنى له فقط أن تلفظه الارض. لأنه لا يستحق هذه الارض المليئة بالدماء اليهودية التي سفكها".

هذا المنشور مر بوضوح. يبدو أن تسوفر استنفد حصة الاهتمام به. في المقابل، يارون لوندون نجح في اثارة عاصفة أكبر بسبب اقوال الاقل خطورة: "العرب هم متوحشون... هم لا يكرهون فقط اليهود، بل هم يقتلون انفسهم في المقام الاول". لوندون وتسوفر يوجد اكثر من خط مستقيم واحد يربط بينهما. لا يوجد مثل اقوالهما ما يمكنه أن يعكس روح العصر في اسرائيل.

كلاهما اعتبرا ذات يوم يساريين، في نظر اليمين الجامح، لوندون يعتبر هكذا ايضا حتى اليوم. كلاهما مؤهلان بصورة فريدة، مثقفان لامعان، واسعا الاطلاع ويثيران الحسد، واحيانا يخطر ببالي القول إنه بسبب المؤهلات الفريدة لهما في وسائل الاعلام يجب أن نغفر لهما اقوالهما، حتى لا نبقى مع أيالاه حسون ويعقوب بردوغو. خلافا لصورتهما كرائدين هما يعبران عن رأي الكثيرين، ولا نقول رأي الاغلبية في اسرائيل، حيث قواعد الاستقامة السياسية فقط ما زالت تمنعهما من الانتشار مثل وباء الاجماع.

لوندون وتسوفر ينشران الاكاذيب أكثر مما هما عنصريان. جلست في استوديو لوندون في الوقت الذي قال فيه هذه الاقوال. وقد حاولت الرد عليه اثناء ذلك، ولكن بلا فائدة. وأنا سأحاول هنا. انظروا الى العقد الاخير: الفلسطينيون هواة القتل، قتلوا منذ كانون الثاني 2009 حوالي 190 اسرائيلي. وكم قتلت اسرائيل المحبة للسلام والخير، والتي لن يكون لها في أي يوم قاسم ثقافي مشترك مع العرب؟ حوالي 3500 فلسطيني. اسرائيل اكثر قتلا بـ 18 ضعفا. رياضة؟ متعة جنسية؟ بالتأكيد لا. ولكن الدماء هي التي تتكلم: اسرائيل تستمد الكثير من الموت من الفلسطينيين.

هل مسموح لنا القول بأن الثقافة الاسرائيلية هي التي تقوم بسفك الدماء بالجملة؟ حسب اقوال لوندون، نعم. هو محق. هناك ثقافة الشعب وهناك ثقافة القتل. فقط عندما نتحدث عن مزايا تولد مع الانسان نتحدث عن عنصرية. مسموح ايضا التعميم، مثلما قال لوندون. التعليم دائما يضمن الفرد والشاب.

ولكن يجب عليه أن يرتكز على الواقع؛ والواقع هو أن البيض المتنورين قتلوا في المئة سنة الاخيرة أكثر مما قتل جميع المسلمون والمتوحشون. ليس فقط هتلر وستالين لم يكونا مسلمين، وإنما الولايات المتحدة الحرة ايضا متهمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالقتل أكثر من جميع الدول الاخرى. ايضا معظم مرتكبي القتل الجماعي لديها هم من غير المسلمين بشكل واضح.

من يقوم بالتعميم ليس بالضرورة أن يكون عنصريا، ولكن يمكن أن يظهر ككاذب. اذا كانت توجد ثقافة قتل فهي بالتحديد في اسرائيل. الجنود ورجال الشرطة الذين يطلقون النار من اجل القتل كخيار أول يدللون على اخلاق مريضة. خوف وكراهية ووحشية وعبادة الأمن وعدم الانسانية ويد سهلة على الزناد هي خصائص الثقافة الاسرائيلية التي تؤدي الى سفك الدمار الجماعي هذا. ولكن الويل لمن يتجرأ على اعتبار اسرائيل دولة لديها ثقافة القتل. هو يوصم باللاسامية. الشعب الفلسطيني في المقابل، هو أحد الشعوب المنضبطة في التاريخ بمعارضته العنيفة للاحتلال والظلم. هذه هي الحقيقة ولا يوجد شيء غيرها.

اسرائيل تحب بالتحديد التعميم الثقافي والقومي، بالاساس عندما تقوم بتضخيم صورتها. العبقرية اليهودية، الشعب المختار، الاخلاق اليهودية، نصر اسرائيل، كل ذلك يدل على التعالي الذي لا اساس له. من حق تسوفر الاعتقاد بأن الفلسطينيين يستمتعون بالقتل، ولوندون مسموح له الاعتقاد أن الفلسطينيين متوحشون بالنسبة لنا. نحن المتنورون والمتطورون، ومن حقا (وواجبنا) الرد عليهم والقول: ليس هناك اكاذيب بغيضة أكثر من ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب