الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جيش بلاستيكي (لا يقهر)!!؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2019 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن نفذت "إسرائيل" عدواناتها المتقاربة زمنياً ، بطائراتها المسيرة على كل من العراق وسورية ولبنان ، [وسقوط /أو اسقاط] المقاومة اللبنانية لطائرتين منها في الضاحية الجنوبية لبيروت ، ثم تهديدات السيد (حسن نصر الله) للصهاينة ووعيده لهم بإسقاط طائراتهم التي قد تحلق فوق سماء لبنان مستقبلاً ، وإنه سينتقم لشهداء المقاومة الذين اغتالتهم "إسرائيل" في سورية!
فمنذ ذلك التاريخ 2019-8-25 ، تعيش المنطقة وضعاً متوتراً وقلقاً ، ويظهر هذا التوتر على أشدة عند الصهاينة المستوطنين لشمالي فلسطين المحتلة . بينما ترى الوضع على الجانب اللبناني يبدوا على العكس منه هناك ، فاللبنانيون يمارسون أعمالهم الاعتيادية في تلك المنطقة نفسها ، بكل هدوء واطمئنان وثقة عالية ومطلقة بحماية المقاومة لهم!

وقد تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ـ بما فيها الاعلام الصهيوني ـ صوراً ، تبين أن الصهاينة قد دب الرعب بينهم ووصل عندهم إلى أقصاه ، وتبدو المنطقة الحدودية المقابلة لحدود لبنان الجنوبية ، وكأنها قد هُجِرَت أو أخليت من ساكنيها . فلا ترى هناك وجوداً لحركة السيارات أو للمستوطنين ، ويبدو أنهم قد دخلوا الملاجئ ولم يخرجوا منها بعد ، فتحولت تلك المنطقة إلى منطقة أشباح ، بعد أن ركبهم الرعب والوساوس فتركوا اعمالهم وغلقوا محلاتهم ، وخلت تلك المنطقة الحدودية من كل أشكال الحركة ، حتى أن مراسل فضائية الميادين في جنوب لبنان (علي مرتضى) قد دخل إلى شمالي فلسطين المحتلة عند السياج الصهيوني الحدودي ، وأخذ يبث من هناك بثاً مباشراً دون أن يعترضه أو يعارضه أو يوقفه أحد من الصهاينة ، وكذلك الأمر بالنسبة للجنود "الإسرائيليين" ، فقد وضعوا في حالة انذار قصوى منذ أيام ومنعت عنهم الاجازات ، ودخلوا الملاجئ ولم يعد يرى أحداً منهم هناك ، بعد أن كانوا يملؤون تلك المنطقة ضجيجاً وعربدات!

والمضحك هنا ، أن حكومة (النتن ياهو) قد قدمت يوم أمس 3019-8-31 عرضاً للمقاومة بأهداف عسكرية واضحة وضعتها بمتناولهم ، وكان العرض عبارة عن عدد من الآليات العسكرية كبيرة الحجم ، تسير بمحاذاة السياج الحدودي ببطيء شديد ، ويمكن للمقاومة اصابتها بسهولة تامة ، وكانت تبدو في هذا العرض وكأنها تقول للمقاومة اللبنانية (أضربونا وخلصونا) فتكون [هذه العملية مقابل عمليتنا في ضاحية بيروت الجنوبية] و "واحدة بواحدة ونبقى خالصين" كما يقولون!
لكن المقاومة اللبنانية لم تعر أهمية لهذا العرض الصهيوني السخي ، وتركت تلك المركبات تمر أمام أنظارها بسلام!
ويوم أمس أيضاً وبنفس ذلك التاريخ ، اغلقت الحكومة الصهيونية (مطاراً مدنياً) في مستعمرة "كريات شمونة" الواقعة في القطاع الشمالي من فلسطين المحتلة ، خوفاً من استهداف المقاومة له!!
*****
إن رعب الصهاينة ـ جنوداً ومستوطنين ـ هذا وتصرفاتهم الغير متزنة هذه ، متأتــــــــــــــــــية مــن كــونهم فــــــــي تجربتهم مع المقاومة اللبنانية وحزب الله والسيد (حسن نصر الله) بالذات تقول:
أنهم جميعهم ـ المقاومة وقائدها ـ (إذا وعــدوا أوفــوا .. وإذا قــالوا فــعــلوا) ، ولهذا فإن تجربة الصهاينة مع حزب الله والسيد حسن نصر الله ، تفرض عليهم أن يخافونه ويرتعبون منه ويصدقون كل كلمة يقولها ، ويضعونها في أدق حساباتهم!
بينما هئولاء الصهاينة أنفسهم :
لا يحسبون أي حساب لأثنين وعشرين دولة عربية ، ولا يعيرون أية أهمية لأقوال أثنين وعشرين [رئيساً وملكاً وأميراً عربياً] ولا لقممهم السخيفة أو لجامعتهم العربية أو لأمينها العام (المطبع الأول) ، ولا لــ "مبادرتهم العربية" الميتة سريرياً ، والموضوعة في الانعاش منذ سبعة عشر عاماً ، بعد تجاوزوها هم أنفسهم قبل الصهاينة "بالتطبيع" العلني المفضوح!
فالصهاينة يحملون كل كلمة للسيد حسن نصر الله على محمل الجد ، لأنه كان الوحيد الذي حاربهم حرباً حقيقية ، وهو الوحيد الي فرض عليهم ـ من الناحية الواقعية ـ "توازناً استراتيجياً" ، وهو الوحيد الذي أوقف اجتياحاتهم المتكررة للبنان وجعلهم يحسبون له ألف حساب ، بعد أن كان مستباحاً من قبلهم . كما أنه هو الوحيد الذي أسقط نظرية "قوة لبنان في ضعفه" ، تلك النظرية البائسة التي كانت سائدة قبل مجيء حزب الله وقائده ، والتي لا زال بعضاً من اللبنانيين متمسك بها لحد الآن!
فلكل هذا كان الصهاينة ـ ولا زالوا ـ يخافون السيد حسن نصر الله ويرتعبون منه ، ويصدقون كل كلمة ينطقها أو تهديداً يبعثه لهم . وهذا هو السبب الذي جعلهم يختبؤون في ملاجئهم ويخلون المناطق المهددة من قبله ، منتظرين حدوث الرد العسكري الذي وعدهم به!
*****
وهذا العدوان الصهيوني على لبنان وتهديدات السيد حسن نصر الله للصهاينة ، ووعيده لهم بإسقاط طائراتهم التي تحلق في سماء لبنان وصد أي عدوان لهم على لبنان ، وكذلك تضامن قوى المقاومة العربية في كل من فلسطين وسورية ولبنان والعراق ، وتعهدهم بأن أي عدوان سيقع على لبنان وحزب الله سيكون كأنه وقع عليهم جميعهم ، ولهذا سيشكلون جبهة واحدة تمتد من العراق إلى سورية إلى لبنان ، وسترد جميعها على الصهاينة في حالة عدوانه على أيٍ منها ، وأنهم سوف لن يسمحوا للصهاينة بالانفراد بأحد أطرافها مستقبلاً!
بكل هذا التطورات وبهذه القواعد الجديدة لعمل المقاومة العربية ، تكون "قواعد الاشتباك" بين اللبنانيين والصهاينة خاصة قد تغيرت تماماً ، ويكون "حزب الله" قد أنهى (حقبة القيود) التي فرضها عليه "مجلس الأمن" بقراره: [1071 بتاريخ 13 آب/أغسطس 2006 ] بعد حرب تموز ! 2006
وفي الوقت الذي تغيرت فيه "قواعد الاشتباك" مع العدو الصهيوني ، تكون قد تغيرت مع [الولايات الإمبريالية الأمريكية المتحدة] أيضاً في عموم المنطقة العربية وبنفس الدرجة ، وربما أكثر!

وهذا يعني أن ساحة المواجهة بين المقاومة العربية ـ بضمنها الدولة السورية ـ قد تغيرت كثيراً ، وتوسعت بشكل كبير!
لأن أي عدوان صهيوني جديد ـ كما تقول المقاومة ـ سيقع على أحد أطراف اطرافها سيشعل المنطقة العربية برمتها ، من لبنان إلى سورية إلى العراق ، وربما حتى إيران!
*****
وفي تطور مضحك لكنه ملفت ، فقد نشرت وسائل الاعلام ـ بما فيها الصهيونية ـ وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي .. فقد نشر ((الصحفي المعروف (علي شعيب) في حسابه على تويتر ، صورا عديدة لآليات إسرائيلية تتمركز عند الحدود البرية مع لبنان ، وقد تم وضع (دمى من البلاستيك) خلف مقاودها ورشاشاتها بدلا من الجنود ، بهدف إيهام مقاتلي حزب الله الذين يترصدون لتوجيه ضربة انتقامية ، بسهولة ضرب هذه الأهداف والخروج بمعادلة ضربة مقابل ضربة ، دون تحمل أي خسائر بشرية((.!
وقد لا يكون هذا وحده الهدف المطلوب من وضع هئولاء (الجنود البلاستيكيين) وراء مقاود الآليات العسكرية "الإسرائيلية" ، وربما هناك أهداف أخرى لها غير هدف التمويه وحده ، كأن تكون تمثل تطوراً تكنلوجياً يوضع لأول مرة في المواجهة العسكرية مع حزب الله ، وقد تكون لها أهداف أخرى غير هذه!

لكن وفي كل الحالات أو في أي منها ، فإن المقاومة اللبنانية التي انتصرت على ((الجيش الذي لا يقهر)) كما يصفونه ، وحجمت دوره وأنهت اسطورته ـ في لبنان على الأقل ـ قادرة أيضاً على تدمير هذا ((الجيش الصهيوني البلاستيكي)) أو تحجيم دوره على الأقل .. فلن يكون هو الآخر ((جيشاً بلاستيكيا لا يقهر))!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطاولة المستديرة | الشرق الأوسط : صراع الهيمنة والتنافس أي


.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية




.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ


.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع




.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص