الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف و متى ظهرت المشاكل و الخلافات بين بغداد و اربيل و ماهي اسباب عدم معالجتها؟؟

احمد حامد قادر

2019 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كيف و متى ظهرت المشاكل و الخلافات بين بغداد و اربيل و ماهي اسباب عدم معالجتها؟؟
كما هو معلوم تم اسقاط نظام البعث فى العراق فى نيسان 2003 من قبل الولايات المتحدة الامريكية و حلفائها و اعتبر العراق محتلا بموجب قرار مجلس الامن الدولى المرقم 1483. و عين (بول بريمر) حاكما امريكيا فى العراق وكون بدوره مجلسا من ممثلى الاحزاب المعارضة للنظام السابق سمى بـ (مجلس الحكم) ليعاونه فى تنظيم ادارة الدولة العراقية.
وكان كل من زعيمى الاتحاد الوطنى الكردستانى (اوك) المرحوم ـ جلال الطالبانى ـ و الحزب الديمقراطى الكردستانى (حدك) السيد مسعود البرزانى. يمثلان الشعب الكردى فى المجلس المذكور وكان ذلك اول نقطة ضعف سجله (بريمر) على الكرد. استفاد منها لاحقا و تبين له بأن اقليم كردستان العراق عبارة عن منطقتى نفوذ مقسمة بين الحزبين.
و عندما بحث مجلس الحكم قضية فدرالية الاقليم و لعدم وجود وحدة الرأى و الارادة و العمل بين الزعيمين اتفقا و وافقا على صيغة الحكم الذاتى التى اقرها ـ صدام حسين ـ فى سنة 973. و اقرا بذلك التغيرات التى اجراها صدام فى حدود كل من محافظات (نينوى, تأميم, أربيل و ديالى) و استقطعت بموجبها مناطق كردستانية واسعة من تلك المحافظات و الحقها بمحافظات اخرى والتى سميت فيما بعد بالمناطق المتنازع عليها. و مثولا امام الامر الواقع وافقا ايضا على ادراج هذه المشكلة ضمن المادة (58) من الدستور المؤقت الذى سنه (بريمر)! و حولت بعد ذلك الى المادة (140) من الدستور الدائم و حددت مدة سبعة سنوات لمعالجتها و على ثلاثة مراحل. علما بأن الحزب الشيوعى العراقى قد نبه الزعيمين بعدم قبول هذه الصيغة و الحل المقترح بموجبها. بل ألاصرار على حلها فى المجلس المذكور. (1)
تعتبر مشكلة المناطق التنازع عليها هذه أم المشاكل كما يقال. حيث انبثقت منها مشكلة حصة الاقليم من ميزانية العراق السنوية. التى حددتها حكومة الاقليم بـ (%17) ولم تقبل بها حكومة بغداد الى اليوم! و نتجت عنها مشكلة قوات الـ (بشمركة) و موقعها ضمن الجيش العراقى و رواتبها و مصاريفها و مهامها!!
وبعد اكتشاف النفط و الغاز و استخراجها و صلاحية ابرام الاتفاقيات بشأن تصديرها وبيعها مع الشركات الاجنية. ولمن تعود عائداتها؟ تلتها مشكلة واردات المنافذ الحدودية ضمن حدود الاقليم و كيفية ادارتها والتصرف بعائداتها. و هكذا تراكمت المشاكل التى استعصت حلها. والتى انبثقت معضمها من مشكلة الاساسية أى مشكلة المناطق المتنازع عليها..
و يمكن تلخيص أهم الاسباب التى حالت دون تلك المشاكل بما يلى:
أولا:ـ الانقسامات و الخلافات القديمة و الجديدة بين الحزبين الحاكمين ـ أوك و حدك ـ على السلطة و الثروة مما سببت عدم وجود موقف و رأى موحد تجاه القضايا و المشاكل واجهت و تواجه حكومة الاقليم. سواء مع حكومة بغداد أو أية جهة أخرى.
الخلافات التى أدت الى اشعال نار الحرب بين الحزبين والتى قسمت حكومة الاقليم الى أدارتين بصورة مباشرة أو غير مباشرة لغاية تشكيل الحكومة التاسعة.
المشاكل و الخلافات التى مهدت الطريق للتدخل الخارجى فى شؤون الاقليم. والتى استغلت من قبل كل الجهات التى تعادى وجود أقليم كردستان العراق.
ثانيا:ـ عدم وجود حكومة وطنية و ديمقراطية. تفهم و تقر الحقوق القومية للشعب الكردى. حتى و لو ضمن اطار الفدرالية. بل على العكس ذلك كانت جميع الحكومات السابقة تعمل بهذا الشكل أو ذالك لعرقلة تطورها و خلق المشاكل معها. وأخص بالذكر حكومتى ـ نورى المالكى و حيدر العبادى.
فقد قامت حكومة المالكى باعداد و تجهيز ما سميت بـ (قوات دجلة) لاحتلال الاقليم عسكريا و انهاء الفدرالية. ولما لم تكن الظرف السياسي الداخلي والخارجي مساعدا لذلك الاجراء لجأ الى قطع رواتب كافة منتسبي حكومة الاقليم. أى محاولة أنهاء الفدرالية أقتصاديا!!
أما حكومة حيدر العبادى فقد جهزت قوات الجيش و الحشد الشعبي لاحتلال كركوك و اقضيتها و نواحيها فى أوكتوبر 2017 و فرهدت ممتلكات المواطنين الاكراد و دمرت مساكنهم و دكاكينهم فى (طوزخورماتو) و نواحيها و شردت عشرات الالاف من سكانها الذين لم تحسم مشاكلهم الى اليوم. بل و سلكت سلوك حكومة البعث بممارسة التعريب فى مدينة كركوك و ضواحيها. و أصبحت هذه مشلكة أخرى تضاف الى المشاكل السابقة الذكر.
ثالثا:ـ التدخل الخارجي وبالاخص من الحكومتين (التركية و الايرانية) اللتين تعتبران فدرالية كردستان العراق خطرا يهدد سلطتيهما. حيث أكثرية كردستان محتلة من قبلهما منذ قرون. فقد ساهمتا بشكل فعال فى تأزيم العلاقة بين (أوك و حدك) بداية سنة 994. و ساهمتا فى أشعال الحرب الداخلية بينهما التى دامت أربع سنوات و قضت على حكومة الاقليم الموحدة!! و فيما بعد جعلتا من كردستان العراق سوقا رائجا و مفتوحا لمنتجاتها. و مجالا واسعا لعمل شركاتهما التى بلغت الالاف!!
و لايقل دور الولايات المتحدة الامريكية عن دور الدولتين المذكورتين. فقد سعت وضمن مشروعها فى منطقة شرق الاوسط على تفكيك العراق و غرست في أدمغة البعض من ساسة الكرد فكرة الانفصال عن العراق مدعية بانها تساند و تؤيد تشكيل حكومة كردية مستقلة عن العراق فقد توسعت دعاية ساستها و قادتها العسكريين عن تشكيل حكومة كردية. الى درجة قالوا انها على قاب قوسين أو ادنى و هى بأنتظار أطلاق عبارة (اوكى OK) من قبل الرئيس الامريكي!!
الا ان زيف دعايتهم و موقف الحكومة الامريكية ظهرت بصورة جلية عندما وقفت بجانب حكومة العبادى و مساندا موقف الحكومة الايرانية بعد اجراء الاستفتاء و فى اوكتوبر 2017 بالذات عندما هاجمت القوات العراقية مدينة كركوك و مدينة (طوز) و ضواحيهما كما ذكرت.
عليه فأن المشاكل المتراكمة بين بغداد و أربيل ستبقى بدون حلول جذرية. مادامت الاسباب المذكورة أعلاه باقية و فاعلة. و بالاخص ما ورد في الفقرتين [ اولا و ثانيا] و ما قد سيجرى الاتفاق بشأن بعضها لايخرج عن كونها ترقيعية و مؤقة.


(1) مما يجدر بالذكر ان المرحوم (مام جلال) قد عرض على المجلس الوثائق التاريخية و الخرائط الدولية تثبت كردستانية تلك المناطق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية