الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزنداني، إنه كاهن الخراب.

بكر أحمد

2019 / 9 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


عداء الزنداني للجنوب والجنوبيين متأصلا فيه منذ فترة طويلة فهو من عاد من السعودية منذ ان علم انه هنالك وحدة ستقام، وشن حملات محتقنة بالكراهية والتحريض ضد ثقافة الجنوب ونساء الجنوب ورجاله، وعندما أتته الفرصة على طبق من ذهب عام 1994م تقدم الصفوف في الشمال للاستعداد لغزوا الجنوب، فتلك الحرب التي اُعد لها بطريقة متأنية كان احد اهم اضلعها هو الدين والذي من خلاله سيتم التحريض على الجنوب وتصوير الحرب بأنها حربا مقدسة لنصرة الله ودينه ضد شعب ملحد آوى قيادة ملحدة، وكلنا نتذكر الزنداني كيف كان يتنقل وبهمة شاب عشريني بين المعسكرات التابعة للجيش الشمالي ويلقي عليهم خطبا ملتهبة ومذكرا بغزوات النبي الأولى وكيف كانت الملائكة تحارب معه ضد الكفار، كما انه كان يلقي عليهم الكثير من الحكايات الخرافية عن كرامات شخصية حدثت له عندما كان يذهب للدعوة للإسلام في قرى الجنوب _ كلها مسجلة في اشرطة كاسيت له _ وشارك وبشكل شخصي في إصدار فتوى رسمية مع وزير العدل آنذاك الديلمي بتكفير الحزب وجواز قتل من يحيط به لأنه وحسب الفتوى لا يمكن للحزب ان يصمد بدون دعم شعبي له.

أمثال الزنداني يذبل ويصاب بالأمراض أن تم إخراجه من بيئته، فهو كالسمكة لا بد من وجود الكثير من الكراهية وللتحريض وللتكفير حتى ينتعش وتتجدد خلاياه وتعود روح الشباب اليه، وهاهو الان وقد لبس حلة جديدة وخضب لحيته بلونه المفضل وهو اللون الأحمر القاني ليصدر فتوى جديدة بالدعوة إلى النفير ونصرة الله من جديد في الجنوب، فهؤلاء الجنوبيون وحسب رؤيته لا يكفون عن الفساد والزندقة والإلحاد، وانه هو ومن هم على شاكلته اوجدهم الله لحمايته وحماية دينه وسفك دماء الشعب في الجنوب كلما سنحت لهم الفرصة.

علمنا وقرأنا فتوى ما يطلق عليهم بهيئة علماء المسلمين، وهذه الهيئة لمن لا يعرف عنها شيء، هي أحد فصائل التجمع اليمني للإصلاح الذي يعتبر النسخة اليمنية لتنظيم الأخوان المسلمين العالمي، والفتوى تدعوا الشماليين الموحدين طبعا للتوحد أكثر ضد الجنوبيين لأنهم دعاة فرقة وانفصال، وما أن صدرت الفتوى حتى انتشرت كالنار في الهشيم وتناقلها كوادر الإصلاح وكأنها فتوة صادرة من مركز ديني إسلامي معتبر لا من هيئة حزبية سياسية لطالما كانت لها فتاوى في غالبها متشددة ومبررة للأعمال الإرهابية وخاصة أن الزنداني نفسه كان يعتبر الأب الروحي لأسامه بن لادن وضمن قائمة الإرهاب الدولية والتي بسببها ظل سنين طويلة لا يجروء على مغادرة اليمن خشية ان يلقى القبض عليه.

هذه الهيئة لا يُعرف عنها ابدا أية فتوى او موقف داعم للجنوب على المستوى السياسي أو الفردي، فحين كانت القاعدة تعبث بأمنه والدماء تسيل من أجساد الأبرياء كانوا يتحدثوا عن انهم _القاعدة _ تنظيم سياسي إسلامي يصيب ويخطيء لأجل تطبيق الشريعة، وعندما كان الجنوبيون يتظاهرون لسنوات طويلة مناديين بأبسط حقوقهم، كانت الهيئة تعيش في عالم آخر غير مبالية بما يحدث هناك.

سيبقى الزنداني هو رأس الدعاة إلى الخراب ويلية بقية أعضاء هيئة علماء المسلمين الأخوانية بالنسبة للجنوبيين، وأنه لن يتوقف عن هذا العداء الغير مفهوم و أنه سيبقى ذلك الحزبي المتشدد ورجل دين المتطرف الذي لم يألف حتى الآن على العيش ضمن بيئة متسامحة ومقرة بحقوق الآخرين.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا