الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محفظة غانتس اللامعة

جدعون ليفي

2019 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



كارولينا لندسمان ادهشت في وصفها أول أمس بيني غانتس في مقال لها في "هآرتس". وايريس ليعال تفعل ذلك اليوم. الكاتبتان شاهدتا امامهما انسانا، ذا اهتمام نادر وحتى مثير، في السياسة الاسرائيلية. أنا لم اجلس في المكان الذي جلست فيه لندسمان في لقاء غانتس مع مراسلي "هآرتس"، لذلك، أنا لم أشاهد المحفظة اللامعة المطلة من جيب سرواله الخلفي، كما وصفتها.

ولكن مثل ليعال رأيت في ذاك اللقاء "انسانا"، بالمعنى الجيد للكلمة: متواضع، حقيقي، غير منفوخ بالأهمية الذاتية، لطيف، عقلاني وساذج. ولكن هذا غير كاف، وبعيد جدا عن ذلك. ان اعجاب الاسرائيليين من غير اليمينيين بغانتس يدل عليهم أكثر مما يدلل على مرشحهم.

ساعة غانتس تبعث فيها الحياة كل بضع لحظات على الضوء المائل للازرق الذي تنشره. عندما ساعته تلمع للحظة ينهض اغراء لنصدق أن لابسها هو العنوان الافضل الذي يوجد الآن للضائقات المصيرية للدولة. ولكن بعد ذلك انطفأت الساعة وهبط الظلام ومرة اخرى يتبين أنه لا يمكن حل أي شيء فقط بـ "افضل الموجود".

ليس صدفة أنه لا يوجد أي بديل آخر، لأن غانتس جيد لمن يسوقونه. هو بالضبط ما يريدون، نموذج لوطنهم كما يظهر لهم. هو سيعدهم بما يريدونه اكثر من أي شيء آخر: الهدوء. "هدوء مدهش، من يوم ميلادي وحتى يوم موتي". هؤلاء الاسرائيليون يريدون الارتياح من الضجة التي سببها نتنياهو لهم من اجل أن يواصلوا حياتهم، أن يرسلوا أولادهم للنوم وفقط العودة الى البيت بسلام.

الذهاب الى الشاطئ وشراء سيارة جيب والشعور بالرضى عن انفسهم. نتنياهو خرق هدوءهم وغانتس سيعيده لهم. نتنياهو ذكرهم بأنه يوجد شيء ما متعفن في المملكة وغانتس سيزيل هذه الغمامة. هو لن يتهم بأي شيء ولن يلقي خطابات تاريخية. ماذا نريد غير ذلك؟ نريد الاساس. أن يحول اسرائيل الى دولة عادلة.

غانتس ليس لديه أي خطة حول هذا الموضوع. لا يوجد شريك فلسطيني، لقد ردد ذلك في المدارس العسكرية التمهيدية ومحفظته تظهر من جيبه، وانتقل الى الموضوع التالي. حزبه نشر المواضيع الخمسة التي سيطبقها منذ اللحظة سينتخب فيها، امور تافهة جدا وهامشية جدا. تحديد فترة ولاية رئيس الحكومة، الزواج المدني، قانون التجنيد، المواضيع التي يحلم بها ناخبي ازرق ابيض، المواضيع التي تضمن الهدوء وتبشر بحياة طبيعية. هذه الطبيعية التي نعيش فيها بازدهار وحرية وعلى بعد نصف ساعة من بيوتنا يوجد طغيان وحشي. ما هو الاكثر طبيعية من ذلك؟

فقط يجب علينا الشعور مرة اخرى بأننا على حق مثلما كنا ذات يوم. جميلون مثلما كنا ذات يوم، بدون ملف 4000 فوق رؤوسنا. وكأن ملف 4000 وامثاله هي السحابة الاخلاقية الاثقل التي تربض فوق هذا المكان. غانتس ربما سيعطينا حياة بدون لاهف 433، ومرة اخرى يمكننا الشعور بارض اسرائيل القديمة والجيدة، التي نتوق لها جدا والتي غانتس المحارب إبن الموشاف الساذج هو ابها الجميل.

في الاسبوع الماضي اخبرنا كيف عمل في ذروة عملية الجرف الصامد عندما كان قائد عسكري فيها، في نقل التموين لغزة، عندما كانت القنابل المتفجرة تتفجر من فوق رأسه. أين يوجد المزيد من الاشخاص مثله، إنه لطيف جدا.

اجل، من السهل الوقوع أسرى لسحر غانتس. ومن المهدئ جدا التفكير بأنه سيكون لنا زعيم "انسان". ولكن اسرائيل لا تحتاج فقط الى انسان. هي تصرخ وتستغيث لمجيء رجل دوري يهزها وينقذها من الاساس، انسان أو آلة، هذا لا يهم. لطيف أو مقرف، هذا لا يهم. كل ما هو ليس علاج كيماوي بل يساعدها في شيء ويعطي شعور جيد لمن يريدون الهدوء. غانتس سيمكن مرة اخرى من السبات الشتوي الذي لا ينتهي في اسرائيل. وهو يمكنه ايضا اقناع العالم بأن "كل شيء على ما يرام"، كما يقولون الآن في اسرائيل بأن كل شيء سيء.

من اللطيف جدا رؤية شخص مثله يقودنا، الذي محفظته تظهر من جيبه. بالضبط مثل قائدنا، ولكن هذه بالضبط هي المشكلة: شخص مثلنا يريد ما نريده، الهدوء فقط. وهذا هو فقط الجزء الجيد من الاسرائيليين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا