في الوقت الذي ما زالت الادارة الأميركية تمعن في جرائمها الوحشية، الدموية، ضد الشعب العراقي الشقيق باطفاله ونسائه ومواطنيه المدنيين، وسط الاستنكار والادانة العالمية المنقطعة النظير، وتتمادى في تدمير المدن والقرى والبنى التحتية، والقضاء على معالم التراث المادي الحضاري في العراق التي تمثل احد روائع كنوز الحضارة الانسانية... ترتفع اصوات المسؤولين الأميركيين الكبار بتهديدات فظة ضد سوريا بحجة انها تقدم مساعدات للشعب العراقي الشقيق في مواجهته البطولية للعدوان الأميركي.

ان هذه التهديدات تؤكد من جديد ليس فقط مأزق الحملة الاميركية الدموية امام المقاومة الوطنية الباسلة للشعب العراقي، بل تكشف الأبعاد الخطيرة للمخطط الأميركي الذي يستهدف كل البلدان العربية، بهدف اخضاع المنطقة للمتطلبات والمصالح الاستراتيجية والبترولية للولايات المتحدة واسرائيل. فالولايات المتحدة تحاول ارهاب سوريا وفرض التراجع عليها واسكات صوتها الذي يعلو في فضح العدوان على الشعب العراقي، وتنبه الى مخاطره البعيدة المدى، في وقت انحدرت فيه معظم الأنظمة العربية الى قعر التخاذل والتواطؤ والانغماس في المؤامرة الامبريالية.

ان سوريا في موقفها هذا انما تعبر عن مصالح الشعوب العربية في مواجهة العدوان، برده عن العراق وتشكيل حاجز يمنع امتداده الى البلدان العربية الأخرى.

في 31/3/2003                         

      المكتب السياسي

  للحزب الشيوعي اللبناني