الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب هل انتهى القرن الأمريكي 1

ندى أسامة ملكاني

2019 / 9 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


وهو كتاب من تأليف عالم السياسة الأمريكي في جامعة هارفرد "جوزيف ناي"، عدد صفحاته 152، ترجمه عمرو عبد العاطي، وصادر عن دار النشر بولتي برس، سنة 2015.
ويبحث ويناقش قضية شغلت وتشغل الأوساط البحثية والأكاديمية الغربية عموما والأمريكية خصوصا والأوساط السياسية والأكاديمية العربية، وهي : هل انتهى القرن الأمريكي؟!
بادىء ذي بدىء ....مصطلح القرن الأمريكي ليس مصطلح جوزيف ناي، فقد جاء ذكره أول مرة من قبل الناشر الأمريكي هنري لوس، عام 1941، وابتكره نتيجة الشعور القوي للولايات المتحدة الأمريكية بالعزلة الدولية نسبيا آنذاك ، ومع تصاعد دور الصين العسكري والسياسي والاقتصادي جاء هذا الكتاب ليستكمل البحث في الإشكاليتين التاليتين: هل القوة الأمريكية في تراجع؟ وهل ستتفوق القوة الصينية على نظيرتها الأمريكية خلال العقود القادمة منذ انتهاء الحرب الباردة والقرن الحادي والعشرين هل سيكون امريكيا؟
ويطرح الكتاب 3 تيارات رئيسة ضمن الجدل الأمريكي ناقشت مطولا هذه الإشكاليات، التيار الأول: القوة الصينية في تنامي وأنها في طريقها لأن تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تحل محلها في قيادة النظام الدولي، وأن القرن الحالي سيكون قرنا صينيا. التيار الثاني يرى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل هي القوة المهيمنة عالميا على الرغم من صعود قوى دولية أخرى في مقدمتها الصين، وأن القرن الحادي والعشرين هو قرن أمريكي. ثالثها: أن النظام الدولي سينما إلى حالة من اللاقطبية يغيب فيها تمركز قوة محددة على النظام الدولي مع تزايد تأثير أدوار الفاعلين على الصعيد الدولي.
يفند ناي مزاعم التيار الأول، ويرد قائلا إن القوة الأمريكية في تراجع نسبي وليس مطلقا. ليس فقط من منطوق النظرة النسبية للقوة التي شهدها الجدل في العلاقات الدولية عموما؛ بل أيضا انطلاقا من رؤية باراك أوباما في آن ليس هناك دولة واحدة في العالم قادرة على تحمل أعباء النظام الدولي وحدها. بالنسبة الجزء الأول من التفنيد الذي طرحه جوزيف ناي، نجده يفرق بين مفهومي التراجع المطلق والتراجع النسبي لقوة الوحدة الدولية في النظام الدولي. ويقول المؤلف أن مفهوم تراجع القوة ليس مفهوما واضحا بالأصل ويعرف التراجع المطلق بأنه تراجع القوة المهيمنة أمام تفوق قوى أخرى منافسة لها نتيجة معوقات داخلية حادة لدى القوة الأولى. وفي التراجع النسبي تحافظ القوة العظمى على قوتها أمام صعود قوى دولية أخرى لكن بدون أن يتخطوا الأولى، واستنادا إلى هذه التفرقة يصرح ناي بوجود تراجع نسبي وليس مطلقا في القوة الأمريكية . على صعيد القوة الاقتصادي، على الرغم من النمو الاقتصادي الذي شهدته وتشهده الصين لن تستطيع أن تواجه القوة الاقتصادية الأمريكية فعلى سبيل المثال نصيب دخل الفرد الأمريكي يمثل 4 أضعاف نصيب دخل الفرد الصيني.
وعلى صعيد القوة العسكرية، على الرغم من تزايد الإنفاق العسكري الصيني وتزايد القدرات العسكرية الصينية، إلا أن الصين تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في الإنفاق العسكري، كما أنه من المتوقع، كما يرى جوزيف ناي، أن تبقى القوة الأمريكية على صعيد الطاقة كأحد أبعاد القوة في العلاقات الدولية والتي تؤثر بطبيعة الحال على القوة العسكرية، مكتفية ذاتياً حتى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين، ومن جهة ثانية، لا تزال الميزانية العسكرية الأمريكية تعادل أربعة أضعاف نظيرتَها الصينية ولكن لا يمكن إغفال السعي الصيني المستمر لبناء ضعفى ترسانة صواريخها البالستية وصواريخ كروز والتى يمكن أن تعرّض السفن الأمريكية للخطر .
وعلى صعيد القوة الناعمة فلا تخفي الإحصاءات تفوق الولايات المتحدة الأمريكية على الصين في القوة الناعمة، إذ أن بكين يمكنها الاعتماد على قدرات 1.3 مليار نسمة، لكن واشنطن يمكنها الاعتماد على مواهب وقدرات 7 مليار نسمة طالما أنها تحافظ على قبول المهاجرين من جميع أنحاء العالم وتستفيد من تنوعهم.
وقبل أن أعرض بإيجاز الشق الثاني من تفنيد جوزيف ناي التيار الأولى ضمن الجدل الامريكي، أي الشق الاستراتيجية الأمريكية في العلاقات الدولية في عهد أوباما، سأشرح مفهوم القوة الناعمة بالربط بين هذا الكتاب وكتاب القوة الناعمة للمؤلف نفسه في المقال القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة