الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايها السيد الرئيس انت المسؤول الأول

محمود الشيخ

2019 / 9 / 4
القضية الفلسطينية



لا يخفى على احد التغيرات الهائله التى وقعت على رأس شعبنا الفلسطيني بعد انتفاضته الأولى المجيده،التى حققت نتائج اجبرت اسرائيل على البحث عن قيادة تتفاوض معها،لأنها وجدت نفسها في وضع صعب مع شعب مصر على التحرر ودحر الإحتلال،ففي الإنتفاضة الأولى لم يكن مستوطنا يسير في شوارع البلاد دون حراسة من حجارة المنتفضين من ابناء شعبنا،وجيشه كان صغيرا امام عزم شباب شعبنا وكهوله،وكل فئاته الإجتماعيه،كانت انتفاضة شعب اجبرت الإحتلال على التفاوض مع ممثليه.
لكن ممثلي شعبنا للأسف الشديد لم يعرفوا كيف تدار المفاوضات،ولذلك جائت النتائج بعكس تمنيات شعبنا وحصيلتها خدمت الإحتلال ومسمرت اركانه في ارضنا،ووقعتم على اتفاق لا يمكن ان نصدق بأنكم لم تفهموا بنوده،التى نصت على اعتبار البلاد ليست محتله بل ارض متنازع عليها.
وفيما بعد جئتم لتقولوا ان الإحتلال يعتبرها هكذا وتجاهلتم توقيعكم على تلك البنود،وغدوتم تلومون الإحتلال وتضعون المسؤولية عليه وليس عليكم،كنتم تعتبرون ان وصولكم للبلاد هو نصر وستقضمون الإحتلال واذا بالإحتلال يقضمكم والنتيجه انتم جئتم بها.
ثم استغلها الإحتلال لا اريد ان اقول غير استغل طيبتكم،لا اعرف ماذا سماها الإحتلال،وبتم تشكلون نظاما يتجبر في الناس وحولتم المناضلون الى وكلاء حفظ امن الإحتلال،والسلطة الى وكيلة كومبرادوريه لإقتصاد الإحتلال،واعتبرتم كل ما جاء في اتفاق الذل (اوسلو ) مقدس واما الإحتلال داس عليها بأقدام جنوده.
ثم اعتبرتم ان امريكا عدو الشعوب وسيطا وليس شريكا للإحتلال كانت تسمعكم كلاما يدغدغ عواطفكم حتى جاء ترمب وظهرت امريكا على حقيقتها شريكة لإسرائيل هذه الحقيقه التى لم تتمكنوا من رؤيتها بسبب لا اعرف قصر نظر ام تمنياتكم ان لا تكون هكذا،واعطتهم القدس عاصمة ابدية لإسرائيل، وتعمل على الغاء الأونروا كتعبير عن استمرار خدمة الللاجىء الفلسطيني بهدف شطب قرار العودة الصادر عن الأمم المتحده،واغلقت مكتب (م.ت.ف) واعتبرتها منظمة ارهابيه، واعترفت بسيطرة اسرائيل على الجولان كجزء من اسرائيل،ثم نادت بإعتبار المستوطنات ايضا جزءا من اسرائيل اي تشجيع اسرائيل على ضم منطقة الضفة الغربيه لإسرائيل،وتجلى موقفكم فقط في رفض (صفقة القرن) واعتبرتم ذلك اقصى ما يمكن ان تقدمواه.
وليس هذا فحسب بل بقيت علاقتكم مع دول الخليج واعتبرتم انها الحليف لنا وامتدحتم سلوكها ووقفتم معها في حربها ضد اليمن ودخلتم في حلف اسلامي ضد شعب مكافح دائم الوقوف مع قضيتنا وشعبنا،ولم تقفوا مع محور مكافح يقف بالمرصاد لأمريكا واسرائيل وادواتهم في المنطقه،والطبيعي ان تحددوا موقعكم اين، مع اي حلف لكن لا غرابة في عدم التحديد فأنتم مع دول الخليج ومن هو مع دول الخليج هو ليس محور المقاومه،او لا يريد ان يحدد تحسبا من غضب السعوديه العميله لإمريكا واسرائيل,
ثم وقفتم لا اقول متفرجين من الإنقسام بل لم تسعوا جادين من اجل انهائه، لذا تتحملون المسؤولية اكثر مما تتحمله حماس لأنكم انتم الشرعيه وطالما انتم الشرعيه عليكم ان تتحملوا المسؤولية عن انهائه والا كيف تكونوا شرعيه.
ثم ان ما يسمى بالقوى المعارضه لم تتح لها فرصة ان تكون مسؤولة معك عن القرار بل سعيت بكل السبل ان تكون وحدك المسؤول وهي اي المعارضه وقفت حائره امام مصالحها،لا تريد قطع مخصصاتها ولا تريد معاقبتها.
واقصى ما يمكن ان تقدمه تلك القوى هو وقوفها على المناره رافعه يافطات تطالب بإنهاء الإنقسام او المطالبه بتنفيذ قرار القياده الخاص بوقف التعامل مع الإتفاقات الموقعه مع اسرائيل،وتكتفي بهذا ،غير ذلك لا تقدم ورأيها لا يقدم ولا يؤخر،اذن يا سيادة الرئيس انت وحدك على الساحة لا غيرك لذا انت المسؤول عن حالتنا،وتتحمل وزرها لأنك اخترت طريقا قادت شعبنا الى هكذا نتائج ،ولأن القرار ليس جماعيا والسياسة ليست مدروسه بل ارتجاليه والمصالح كانت سببا في انتهاج هكذا سياسه.
تحملنا ايها الرئيس علينا ان نكون صادقين مع انفسنا،وهذا ليس رأيي بل رأي الغالبية الساحقه من شعبنا،انزل الى الشارع وسأل الناس سيقولون لك ذلك ان تجردوا من الخوف،وعليك انت وحدك ان تشجعكم على قول الحقيقه.
اذكر في اوائل العام 1989 زارنا اسحق رابين في السجن ودخل في الخيمة التى انا كنت فيها ومعه هيئة اركان جيش الإحتلال،وسألنا لماذا انتم في السجن وهل ترغبون ان تكونوا قياده ،كان جوابنا واضح وجرىء بلا تردد ولا خوف اذهب الى قيادتنا في تونس التى افرزها شعبنا ونضالاته،وقلنا له عن الهولوكوست الذى عاشه اليهود ونعيشه نحن اليوم في السجن رد علينا بأننا لا نعرف الهولوكوست قلنا له هذا هو الهولوكوست نحن نعيش به اليوم ،ثم خرج بقي واحدا من هيئة الأركان وقال لنا (والله لو حكيتوا هذا الحكي مع مسؤول عربي الذوبان الأزرق ما بعرف وين انتوا) جئت بهذا المثل لأقول قلنا ما نريد لرابين ونحن في سجونه،وعلينا ان نمتلك الجرأه ونقول ما نريد دائما وابدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث