الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قروي يجيد الرسم بالكلمات

روني علي

2019 / 9 / 5
الادب والفن


..

أنا .. لست شاعرا
قد لا تصدق ..!!
وأنت تقرؤني في الربع الأخير من وسن الليل
تكتب في رحم الخطيئة
رشقات من كؤوس الجمر
تستحضر أرملة من فراش زوجها
تغازل لوحة تنبت بين سيقان الخيال
تخوض حربا هربت منه بنعال البقاء
وتستوقفني في محطات الزرنيخ
لقتل الشبق في ثغر فراشات
أرغمتك على اللحاق بآخر تذاكر ثورة
غنت للحب وأنجبتك .. عاقرا
تداعب الأنوثة من ذخيرة الفكر
ولم ترحل .... إلى الشعر

قد لا تصدق .. فلا تصدق
حروفي حبات قمح خبأتها في أكياس الوجع
والقمح .. ينتشي في الرطوبة سنابلا خضراء
كقلبي تماما .. حين يغزوه لعاب عينيها
في فصل الجفاف
يحرثني خطوط حقلي المفتوحة ذراعاها ..
توقا لغيوم تقدح شرارة الإنجاب
في مواسم التلقيح
تماما كوطني .. وهو يمد يديه في استغاثة
عل الريح ينتشله من برك الدم
فينجب من رحم الخصبوبة .. دما
لنكتب به على جدران الملاعب .. من جديد
رسائل عشق عبثية المولد
من مداعبات طفولة هرمة الشغب
فأنا لست شاعرا .. إنما
ابتلع القمح وأدبج رسائل الخيبات

يمرغني الاشتياق في الأوحال .. حتى صدغي
أحسبها وطنا
أشم رائحة لا تشبه حضن أمي
وأنا الذي قرأت في كل الكتب .. كل الأساطير ..
الوطن أم .. والأم طينة الأوطان
هو اغتراب .. يمتحن مقاس الشغب في أوردتي
ينخز في الذاكرة حروفا .. صورا
تستفيق كلما هرولت الشمس صوب الأفق
وكأن في السماء أفخاخ تلتقط صوتي حين الاختناق
من سيرصد ذبذبات الهزيمة فوق ابتسامة طفل
ولد لقيطا من رحم ثورة المناكحة
من سيوقظ الربان في عرض البحر
والأشرعة ألتهمتها أنياب القرش
فأنا .. أدون صرخات الحواس بين أصابعي
وربما .. تحتسب قصيدة تختزل رماد الولادة

لم تعد بي طاقة المشي إلى الكذب أكثر فأكثر
أنهضُ من حلم وأرتمي بكابوس
وكأني مواطن يجتاز طوق عنقه من أسلاك .. كانت كذبته
وهو يرسم على جدران المعتقلات لوحة
دخل إليها بألوان الوطن .. فكان السجين ذو الرقم صفر
أشم حين كل كبوة رائحة خبز قروية
طبعت ذات نكسة على خدي قبلة طفولية
ظننتها عجين الصباح على تنور شواء الأحلام
وكذبتها .. فكذبني الدهر بقدر ما أبكي
ليتني لم أرسم تلك الشحارير وهي تغرد من أناشيد
كم رددنا ألحانها في شوارع الاغتصاب ..
يحيا الحب .. يحيا الوطن
ليتني مزقت طبلة أذنيّ حين قالوا أن حواء أنجبت الحياة من ضلع آدم
وأنا من فارق الحياة وفي يديها أضلعي
لن يسمعني بعد اليوم أحد
من يحمل نعشي في إلى المقبرة
سيلعن ما دونته بشتائم الشعراء
وأنا لم أكتب الشعر يوما .. وإنما
ألتحفت جمرات الجمال بين عيني
هربا من لسعات الكذب

١/٩/٢٠١٩








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج