الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(العدوان الصهيوني على بلادنا يكشف ضعف وتبعية الحاكمين والمتنفذين)

حزب اليسار الشيوعي العراقي

2019 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ما تعرضت له مواقع الحشد الشعبي في العراق في الأيام المنصرمة يكشف بشكل واضح ما تنطوي عليه الأوضاع العراقية الراهنة، ويفضح طبيعة السلطات القائمة وحدود النفوذ الواقعي المسموح به لها فوق أراضينا وفي اجوائنا. فقد أثبتت الحكومة مع القوى المتنفذة الى جانبها، بلا جدال أنها الحارس الامين لمصالح أمريكا والكيان الصهيوني في بلادنا، بكل تشكيلاتها العسكرية والأمنية والادارية فضلاً عن السياسية.
فبعد أن أصبح من المؤكد توّرط العدو الصهيوني في قصف مواقع ومخازن الحشد الشعبي، تتاح لنا فرصة مراجعة موضوع السيادة الوطنية بشكل أكثرَ دقة. فمن حق أبناء الشعب أن يتساءلوا عن حقهم في استقلال الوطن وسيادته. والسؤال الحاضر هو : لماذا صمت الحكومة هذا؟
وفي الحقيقة أن الحكومة لم تصمت فحسب، بل برّرت وسوّفت لكي تمرر على الناس انهزامها وتبعيتها للمحتلين، فهي من برّر عمليات القصف الصهيونية الاولى قائلة انه انفجار للاعتدة بسبب الحرارة وسوء التخزين. ثم بعد قصف قاعدة الصقر في بغداد العاصمة أولَ أيام عيد الاضحى، أظهرت الحكومة تكشيرتها القبيحة لتضحك على الذقون، مكوّنة لجنة تحقيقية بينما يتباهى العدو الصهيوني بإعلان مسؤوليته عن الاعتداء، ويؤكد ترامب جهة العدوان عاتباً على الموساد عدم تعاونه مع القيادة الامريكية الوسطى في هذا الاعتداء، فيما أمريكا هي الحامي والحارس والمراقب للأجواء العراقية ولحرية الطيران وفق (اتفاقية الإطار الستراتيجي) المُذِلة. فهل تسخر الحكومة من عقولنا؟ لقد صرّح المجرمون بمسؤوليتهم عن هذه الجرائم. فلماذا اللجنة التحقيقية التي سنرى أنّها لن تنهي أعمالها وسيجري إهمالها ونسيانها كغيرها من اللجان أيضاً؟
إنّ الصراع الداخلي بين أطراف العملية السياسية أيضاً يتكشف اليوم بشكل واضح ليعلن إنه يجري فقط في المساحة الضيقة من التبعية السياسية التي أتاحتها الإمبريالية الأمريكية لكي يلعب داخلها الأطراف جميعهم، ورسمت خططها بحدود، لن تسمح لهم بتجاوزها، خصوصاً وأن أمريكا تنوي تصفية الحشد الشعبي أو في أقل تقدير تحجيم دوره في الخطط التي ترسمها للمنطقة وللعراق بشكل خاص، أو إنها تعمل لتقليّم الأظفار التي صنعتها ايران لأغلب تكوينات الحشد التي تحظى بتأييد ايران ودعمها السياسيي والعسكري واللوجستي الذي أثبتت تصريحات قادته الأخيرة انهم يتلقونه حين تباهوا بمعرفتهم بالخطط الامريكية/الصهيونية في المنطقة وتفاصيل استعداداتهما العسكرية.
وصحيح أنّ الحشد الشعبي كمؤسسة عسكرية مراتبية جديدة لم تعد تمثل الوثبة الوطنية الجماهيرية الشعبية التي انطلقت بصدقها الوطني الكبير للرد على الهجمة التكفيرية التي صنعها المحتلون، لكن قادة الحشد الشعبي الحاليين وهم يشعرون بخذلان الايرانيين لهم نتيجة الصمت، وجدوا انفسهم في حيرة، فهم لايستطيعون التصريح جازمين بإدانة العدو الصهيوني، ولا هم قادرون على الصمت يتنازعهم امران احلاهما مر؛ غضب أمريكا صاحبة نعمتهم والمهيمن على قرار بقائهم أو اكتساحهم، وايران صاحبة الدعم المالي والعسكري التي صنعت منهم قادة ذوي جاه وسلطة ومنحتهم القوة والمَنَعة الاجتماعية والسياسية في العراق المحتل. والأسوأ هو مطالبة بعض الضالعين في العملية السياسية سيئة الصيت، بالتريث وعدم توجيه الاتهامات قبل انتهاء التحقيق. وأيّ تحقيق؟ لقد انكشفت عورة الجميع، ولم يعد هناك من يستحق مجرد ذكر ماضيه إن كان له ماضٍ يستحق الذكر.
إنه لمن باب إجلال دماء شهداء الحشد، دماءِ أبنائنا، فقراء كادحي شعبنا، أن يحترم هؤلاء القادة استقلال العراق وسيادته على أرضه وثرواته، واحترامه والدفاع عنه ضد الأعداء بكرامة وبسالة وبلا مناورات رخيصة مع صنائع المحتل الامريكي في الخضراء. وهم يدركون بلا شك أنّ وضعَ العراق وضعٌ خاص يهم العراقيين وحدهم لا الايرانيين ولا الامريكان ولا أيّ طرف خارجي آخر أو أيّة قوة محلية.
أن عليهم أن يتخلّوا عن الولاءات كلها الّا الولاء لشعبنا ولفقراء الكادحين، لكي يحظوا باحترام العراقيين، ويُستعاد المجد بقوة لشهداء الحشد الذين بذلوا أغلى الأرواح وأعزها في سبيل العراق. وليدركوا أن الآخرين مشغولون بأمنهم القومي وبالحفاظ على التوازنات عساها تمنع امريكا من الخضوع لضغوط دويلة الصهاينة في الدفع للإسراع بشن الحرب على بلادهم.
إنّ الذي يهمنا في هذا الموضوع كله هو؛ اين هي السيادة الوطنية على ارضنا واجوائنا؟ واين هو الاستقلال الوطني في القرار السياسي؟ خصوصا بعد أن وجد العدو الصهيوني نفسه حراً في العدوان على بلادنا بلا رادع. أين هي سياسة التسلح لحماية أرضنا وأجوائنا من العدوان الصهيوني وكل عدوان آخرَ محتمل؟ .. لقد فضحت حكومة بغداد ضعفها وتبعيتها المطلقة للامبريالية الامريكية، وقدمت أوراقها كاملة للمحتل الأمريكي- الصهيوني مستسلمة لخططهما بشكل تام.
نحن نعلم أنّ هذا التهديد سيبقى ماثلاً على نحو دائم، لكي لايسمح المحتلون وحلفاؤهم للعراقيين اعادة بناء قدراتهم المدنية والعسكرية وسيجد العدو الصهيوني المدعوم من امريكا الذرائع لكي يضرب ما يشاء ومتى يشاء. فقد شجعته ردود الافعال الانهزامية للحكومة وجميع الاطراف المتنفذة في الساحة العراقية من أحزاب ومليشيات وحشد فرصة على التصريح باستهتار واسستهانة، ودفعته للتأكيد أنّه سيكرر العدوان حينما يرغب.
نحن ندعو أبناء شعبنا الى شجب العدوان بل إلى مقارعته بشجاعة، والانتباه إلى المخططات التي تدبرها امريكا والصهيونية ضد بلادنا ومصالح شعبنا، التي يتقدمها استقلالنا السياسي وسيادتنا الوطنية على أرضنا واجوائنا وثرواتنا، وندعوهم إلى الاصطفاف من أجل الدفاع عن مصالحهم، وإدانة الحكومة الضعيفة المتراخية، العوبة المحتلين الامريكان والصهاينة، التي استسلمت دونما مواجهة ومن دون قتال ضد الاعداء المباشرين الذين يتباهون اليوم بعدوانهم على ارضنا، وأنْ يعملوا دونما كلل من أجل إزاحة هذه الحكومات العميلة بكل الوسائل التي تتيحها ظروف العمل الوطني التحرري.
إلى أمام من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية.

لجنة العمل الفكري
حزب اليسار الشيوعي العراقي
1/9/2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو