الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي

خالد حسن يوسف

2019 / 9 / 6
عالم الرياضة




لعب المنتخب الصومالي مع نظيره الزيمبابوي بتاريخ ٥ سبتمبر ٢٠١٩ بجيبوتي في إطار التصفيات الافريقية لتأهل إلى كاس العالم لعام ٢٠٢٢ والتي ستقام في قطر، وقد إنتهت نتيجة المبارة بنتيجة 1-0 لصالح الجانب الصومالي.

لقد أكد هؤلاء الاعبين أن هناك مستقبل للحركة الرياضية الصومالية، لكونها بمعزل عن المحاصصة القبلية، إذ ضم الفريق لاعبين من شتى أنحاء البلاد، وهدفهم الأول والأخير تقديم ذاتهم كواجهة مشرفة لمجتمعهم، والتي تطغى عادتا على حيثيات الشأن الصومالي، وتسلبه صفائه، وحشد قدراته بالصورة المطلوبة والإتسام بالمصداقية.

والجدير بالذكر أن رياضة كرة القدم في الصومال والتي تندرج تحث رعاية اللجنة الأولمبية لكرة القدم، تمثل مؤسسة رياضية قائمة بجهود ذاتية وتخلو من المحترفين مقارنة مع بعض اللجان الأخرى، والتي يساهم فيها رياضيين محترفين من حاملي جنسيات أجنبية والمنحدرين من أصل صومالي.

وبالنسبة للفريق الزيمبابوي بعد تجاوز إنه كان قد شارك في التصفيات الافريقية السابقة، ليس له إنجاز رياضي يمكن الإشارة إليه، ولا أعلم ماذا حقق روبرت موجابي لازيمبابوي منذ عام منذ عام ١٩٨١ من رعاية للحركة الرياضية في بلده، وعموما فإن التغيير الذي مر على شعبه، هو مجرد الانتقال من استعمار بريطاني إلى استعباد حاكم هرري السليط اللسان، ويشمل ذلك حتى المستوى الرياضي.

المبارة بين الفريقين كانت رائعة على شتى المستويات، الأداء الرياضي الممتع، الروح الرياضية العالية التي أظهرها الفريقين، إحترافية حكم المبارة ومساعديه، رقي الجمهور وخلو المبارة من الشغب المعهود في بعض الدول العربية والأوروبية، الجمهور الجيبوتي الرائع، والذي تابع المباراة بصورة هادئة بعيدة عن التشنجات، رغم أن الفريق الصومالي ينال تعاطفهم بحكم الجوار الجغرافي وأواصر الرابطة القومية الصومالية بين أبناء الدولتين.

والملفت للانتباه أن حضور صوماليي جمهورية الصومال في ملعب الرئيس حسن جوليد ابتيدون، كان متواضعا للغاية، رغم وجود صوماليين نازحين في جيبوتي، والسبب الرئيسي الذي يمكن الإشارة إليه هو حرارة الطقس المرتفعة جدا في يوم المبارة.

مبدئيا كلا الفريقين قدما مباراة ممتعة جدا وخالية من ممارسة العنف، وتبادلوا الهجمات واضاعوا فرص التسديد لإحراز الأهداف، حكم المباراة تعاطى الحزم مع لاعبي الفريقين، ومن ذلك أنه رفع الكرت الأصفر محذرا الصومالي خالد لاعب خط الوسطى والذي يرتدي قميص رقم 8, على خلفية محاولته إضاعة وقت المباراة.

أحمد حارس مرمى المنتخب الصومالي كان دون منازع نجم المباراة، حيث كان مبادرا أكثر من أقرانه في الفريقين، من خلال تصديه المستمر لركلات التي تعرض له مرماه باستمرار، وممارسته دور مدافعي فريقه.

بينما تكتل زملائه في منطقة الوسط وأضاعوا العديد من التسديدات، بالإضافة إلى إهمالهم مبادرات الجناحين، وتركيزهم في الشوط الثاني على الاحتفاظ بالهدف الوحيد، وتراجع روح المبادرة التي طغت على الشوط الأول من المباراة.

هزيمة زيمبابوي ليس لها مذاق، فاللعب في جزء من الوطن وهو جيبوتي كان يستدعي نتيجة أفضل، إلا أن الأمر تكلل بمجرد حالة إنتقال إلى استحقاق قادم أمام فريق آخر، وبحكم أن هذه الدولة مستقرة سياسيا منذ استقلالها، في حين أن الصومال دولة منهارة ومضطربة سياسيا وأمنيا، ورغم ذلك استطاعت أن تؤسس لحركة رياضية حققت إنجازات توازي مثيلاتها في دول مستقرة كازيمبابوي.

الفريق الصومالي مشاركته في المباراة بحد ذاتها يمثل إنجازا ولاسيما وأن المنافس خاض من قبل مشاركة مماثلة، وفي حال هزيمة الجانب الصومالي، فإن الأمر كان سيمثل بالنسبة له تقدم معنوي بحكم ظروفه الاستثنائية.

خالد حسن يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نوران جوهر: سعيدة بالتتويج بلقب الجونة ومستعدة لبطولة العالم


.. علي فرج: سعيد بالتتويج ببطولة الجونة وأشكر الجماهير على الدع




.. تحدي الأبطال - نهائي Legends of Runeterra


.. بعد حصولها على لقب بطولة الجونة للاسكواش سيدات ..نوران جوهر




.. من داخل ممرات ستاد القاهرة جماهير الأهلى تتوعد الترجى التونس