الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الليبرالية والقيود الاجتماعية المتعلقة بالمحافظة على الهوية؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2019 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بقلم : كاتب مسلم ليبرالي ديموقراطي ورافض للعلمانية !!!
****************
هنا في بريطانيا اذا كنت تدخن وكان رفيقك في السكن لا يدخن، فيجب ان تخرج خارج البيت أو الشرفة لتدخن واذا كان لك أطفال وثبت انك تدخن بجوارهم، فنهارك أسود!، وقد يأخذوا منكم اطفالك بدعوى عدم أهليتك كأب وراع للاطفال! .. الكثير يعتقدون ان الليبرالية تعني (حرية مطلقة للافراد)، كل واحد يتصرف على كيفه !.. هذا فهم قاصر لليبرالية، والواقع ان القيود الاجتماعية والحدود القانونية هنا في بريطانيا كثيرة على حريات الافراد، فالليبرالية تعني حرية الافراد ولكن وفق حدود معينة و هي الحدود التي نجدها حتى في شريعتنا الاسلامية كما في الحديث النبوي الشريف : ((لا ضرر و لا ضرار!)) فحريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين ولا يجوز لك التعسف في استخدام حقك للالحاق الاذى المادي او المعنوي بالآخرين.. فحريتك تنتهي حين تتغول على المصلحة العامة للمجتمع وتلحق ضررا بالمجتمع ككل وتتعدى على ثوابته واخلاقياته، هنا تنتهي حريتك! .. في فرنسا أنت حر ولكن ليس لدرجة أن ترتدي ما يمكن اعتباره من خصوصياتك الدينية في الاماكن العامة والمؤسسات العامة بل وربما على شاطيء البحر، فالمجتمع الفرنسي مجتمع ليبرالي ولكنه مجتمع ليبرالي علماني متشدد، وهو كان، حتى وقت قريب، متسامحا مع ابراز الافراد مظاهر تدينهم سواء كانوا يهودا أو مسلمين ولكن مع ارتفاع موجة مظاهر التدين الاسلامي في فرنسا بدأ المجتمع الفرنسي يشعر بالخطر على هويته المسيحية التقليدية وهويته العلمانية من تمدد مظاهر الدين الاسلامي وبالتالي اصدر قوانين تمنع ابراز الشعارات والشارات الدينية في الأماكن والموسسات العامة ، والحقيقة ان المستهدف هم المواطنون الفرنسيون المسلمون المتدينون الذين اصبح عددهم يتزايد مما اثار حفيظة العلمانيين والمتدينين الفرنسيين على السواء فدفعوا في اتجاه اصدار هذه القوانين المقيدة لحرية التدين بدعوى المحافظة على الهوية العلمانية لفرنسا!!، اي كقصة منع بناء مساجد مرفقة بمآذن في سويسرا فقد تم اصدار قانون شعبي يحد من حرية الأقلية السويسرية المسلمة في اختيار الشكل العمراني لمعابدهم!!، وتم هذا ايضا بدعوى المحافظة على الطراز العمراني الحضاري السويسري والهوية السويسرية!!، كل هذا يحدث في أوروبا الليبرالية العلمانية الديموقراطية ثم يأتي العلمانيون العرب في بلداننا المسلمة ويريدون منا أن نكون ليبراليين وديموقراطيين أكثر من الأوربيين انفسهم الذين علموهم العلمانية!!، شيء غريب وعجيب، ومريب!!!، العلمانيون العرب وغير العرب في بلداننا العربية هم جزء من المشكلة حالهم كحال الاسلاميين!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخابات -تاريخية-.. لا أغلبية مطلقة في البرلمان الفرنسي


.. احتفالات بالانتصار.. -الجبهة الشعبية الجديدة- تتصدر التشريعي




.. -سأقدم استقالتي-.. كلمة رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال ب


.. سمكة قرش ضخمة تسبح قرب مرتادي شاطىء في تكساس




.. بايدن.. مصيبة أميركا العظمى! والدولة العميقة تتحرك! | #التا