الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المر

نادية بيروك
(Nadia Birouk)

2019 / 9 / 7
الادب والفن


الصف

إذا حاولت احترام دورك في هذا البلد فكأنك تخالف القانون. أضحكتني امرأة تحمل كيسا خفيفا وطلبت مني أن تمر هي الأولى. "قلت لها لا بأس. يمكنك ذلك ولكن أطلبي الإذن من المصطفين". قال معظمهم لا بأس "دعيها تمر." بعد برهة جاء رجل واخترق الصف وهو يهرول "أرجوكم دعوني أمر تأخرت." مر هو الآخر. ثم تقدمت عجوز: " أنا في سن والدتك دعيني أمر!!" لكني لم أحتمل."يا أمي إن بقيت على هذه الحال سأصبح في سن جدتك ولن أبرح مكاني." أرجو احترام أدواركم بغض النظر عن خصوصيتكم فلكل أعذاره! المصيبة أنهم تكالبوا علي. تركتها تمر. وأنا ألعن الساعة التي فكرت فيها في شراء البقالة من هذا المتجر السخيف.

المر

يقولون مالذي رماك على المر؟ ونجيب الذي هو أمر منه. استغربوا قبولي براتب زهيد. استغربوا حياتي وتنازلي. لم يعلموا أن اللقمة الشريفة اليوم علقم. وأنه يجب أن تحفر الصخر بيديك وأن تحاول تجنب الوقوع في الوحل حتى لا يغطيك دون أن تدري. المهم أني حتى الآن صامد في وجوه لا تشبه الوجوه وأمام قلوب غادرتها الروح. أمام قنافد باعوا ضمائرهم وأصلهم وأصبح كل همهم أن يوقعوك وأن يشمتوا فيك. في الحقيقة أجدهم مجرد كراكيز منسية تستعرض مسرحية سخيفة وتحاول بهرجة عرضها الفاسد. الذي يؤلمني هو الجمهور الذي يصفق دون هوادة وهو فاغر فاه كالأبله.

غيرة

ماكنت لأغار لولا أنه ذكر اسمها وقبل صورتها أمامي. لقد كان يحبها كثيرا ولم ينسها بعد. أسمعه وهو يدعو لها في صلاته. وأحيانا يناديها قبل أن يناديني. لم أعد أحتمل. جمعت حقائبي وذهبت الى بيت أهلي. كانت أمي تضحك. يا ابنتي زوجته السابقة ميتة!!! تلك هي المصيبة يا أمي يتذكر لون زوجته السابقة المفضل وعطرها ويخلط بينها وبيني وينسى اسمي!

جرس الباب

كلما دق جرس الباب كلما هرعت إليه لأفتح. لم أجد أحدا. لكني كنت أسمعه كل مرة. أدركت أن الوحدة فعلت فعلتها وأني أصبحت أتمنى من يطرق بابي. لا زلت أذكر بهو المنزل المليء بالأحفاد وجلبتهم. هاجر الأبناء ومات الزوج وبقيت هنا في هذا المنزل الواسع. البارحة قضيت اليوم كله مع أم علي. شربنا الشاي وتقاسمنا أطراف الحديث. كنا سعيدتين. اليوم اتصل ابني البكر. أخبرته عن أم علي وعن الأمسية التي قضيناها سويا. أم علي ! يا أمي توفيت منذ عشر سنين!! لا يا إبني هي معي الآن. أعطيتها الهاتف لتحدثه. حين عاودت الاتصال به أخبرني أنه لم يسمع غير صوتي يدعو له وقال أنه علي مراجعة طبيب. يبدو أن ابني البكر لم يعد يذكر أم علي. هي معي الآن وهي تسلم عليكم جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل