الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سرّ النار

نصيرة أحمد

2019 / 9 / 9
الادب والفن


هل تعلمين سرّ النار التي تتساقط على الرصيف البارد .. على السكك الموحشة والأقدام الغريبة..؟ ..قلبكِ يتزوّد بالذكرى وينوءُ بناره ...، ولاماء يُطفىءُ الحلم الرهيب ..تتبعني خطواتي المحمّلة بالشؤم والحاجة ..وأجلس على حافة الرصيف أتتبّع أصوات القطارات العذبة ..من يُدركُ هذا الوعدُ الغامض الذي تقطعينه كل بداية عام هجري اذ يلفّ السواد أركان المدن المهووسة بدمعٍ قديم تخلّى عنه أفراد السلطة بتوحّشٍ فريد ....كان يهزأ بشغفها بالتاريخ غير الناصع لأجداد تتباهى بأفعالهم ..لن يكون القتلُ على قدر الحبّ ......ألا تكفّين عن البكاء السنوي ..؟ من أخبركِ حقيقة هؤلاء ..؟ هل تصدقين كلمات لاهوتية كُتبتْ على عجل بلذّة أكياس الذهب والفضة وتحايل السلطة ..؟ كيف يُصدّق هذا العقل الذهبي أحرفا داكنة ، شاءت الصدف أن يجتمع عليها آلافا من العبيد ..؟....أبتسمُ ..انها أشياء خاصة ..مثل تعلّقك باللاّجدوى ..وربٍّ تصنعه في الصباح وتركله في المساء ..لا لشيء سوى انه يرفضُ المثول والأنصياع لأوامرك العابثة ....أختبرُ كلّ مايتضمنه هذا العقلُ المنهك ...، لايؤثّر بي قط ..أجادلهُ حينا ..وأبتسمُ في الزمن الباقي وإن كان ليلة واحدة ..لكنني أحبه بشغف ..كل شىء فيه دافىء وحنون ..لن يكون سببا مقنعا لولهي به حتما.....لن تكفّ القطارات عن اختبار صمتي ..حينها يجىء الفزع ويقتحم الذكريات اللاسعة... .كم أحببتُ هذه المدينة التي لاتكفّ عن ابتداع الجمال والعذوبة ...تفعل فيها ماتريد ..تأكل كل شىء ..وتشرب أي شىء ..وتجلسُ أينما ترغب..وعندما تغضب يواجهك بحرها الهائم باندفاعٍ شره ....ليتك تدرك كم أحبها ....كسرتْ قانونا عرفيا ..أن الارض بأناسها ..أن المدن بأهلها ....كلا ...أنها عذبة بلا بشر ...بدونهم أو معهم ...كم تنميّتُ أن تلامس أقدامكَ أقدامي فوق شوارعها الساحرة ..او لامست أصابعي ذراعك الرقيق ..لكن شيئا من هذا لم يحدث...ولن تفقد ولعي بها هذه المدينة الدافئة ..رغما عن أحلامي وامنياتي ...من يأتي ليسحق أحلامي المؤجلة ..؟ فيكفّ القلب عن المطالبة بحقوقه الشرعية ...بأي دعاء موروث او محدث لاسند له أدعو الربّ المتوطّن في شظايا الروح .....تتساقط الكلمات المخبّأة والاحاديث المبيعة للسابلة بقرش العفاف والتقوى وأنت لاتجدين النهاية المقنعة ...من يخبرك عنها ...من يثبتها في كتب الاولين والمحدثين....لاأحد يقنعك بالكفّ عن التوسّل بالامنيات الغادرة ...، فسكائركَ مازالت تعفّر الدرج الخشبي بتسلّط فريد ...كم تحتاج الاشياء من الزمن لتفنى ..كم من الشهور والاعوام ....لاادري ...ربما يحلو لها البقاء تحت جنح الاختيار ...والموافقة ...وأنا تقيّدني اللهفة البكر واللمسة الرقيقة..وقبلة صامتة على الخدّ الساحر الأليف ...لاشىء يعادل هذا ....قد يكون الموت المفاجىء على حافة الاشياء المفقودة في سواحل المدينة الدافئة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل