الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاتح جاموس بشاله الأحمر.. أما آن لك أن تعود

روزا ياسين حسن

2006 / 5 / 16
حقوق الانسان


فاتح جاموس بشاله الأحمر:
أما آن لك أن تعود
ست سنوات لا غير، لم تكن كافية ليشبع أبو أزار روحه العطشى من الحياة، وقد حرمت منها ثمانية عشر عاماً وشهرين طيلة فترة اعتقاله من سنة 1982 وحتى أيار 2000.
وطيلة أعوام سجنه المترعة بالحرمان، والتي يعرف مذاقها كل من زار سراديب السجون السورية، كان الحلم بالخارج حاضراً: الحرية والجمال والمرأة والطبيعة والعمل.. كان فاتح يمنّي نفسه بالعودة من جديد إلى جنة الحرية. وأسرته، زوجته وولديه، الذين انتظروا عودته إلى حياتهم طويلاً، يزرعون الطرقات إلى سجنه بالأمل والانتظار والحزن، يعدّون الأيام والسنوات وهم في سجنهم الخارجي.
ست سنوات من الحرية لا غير، وأعيد فاتح جاموس مجدداً إلى المعتقل...
لكن فترة الحرية السابقة، الست سنوات التي انتظرها فاتح طويلاً، لم تكن كما حلم بها أبداً. التجريد من الحقوق المدنية منعه من العمل، والبحث من ثم عن وسيلة لعيش كريم أضنته، ومحاولات للبقاء على قيد الفاعلية السياسية في بلد يجهض أي نشاط خارج عن نطاق السلطة.. عانى فاتح جاموس، كما أسرته، الأمرين ليبقوا كما يؤمنون مرفوعي الرأس، على مبادئهم، وغير صامتين.
وفي تلك الفترة قدّم فاتح جاموس للمحاكمة مع ثلاثة عشر ناشطاً آخر في حلب، وذلك قبل ثلاث سنوات في منتدى الكواكبي الذي تم إغلاقه كغيره من المنتديات السورية.
اعتقل فاتح جاموس قبل أسبوعين في المطار، قبل أن يتمكن أي من مستقبليه رؤيته، أو أن يلمح أحدهم طرف شاله الأحمر الأثير على قلبه. كان يتلهفون لأن يروه بعد عودته من أوروبا وليسمعوا الحكايا، حكايا سفر طالما حلم به طويلاً، ومنعته السلطات السورية من تحقيقه لسنوات، لكنهم إلى اليوم لم يسمعوها. كما إن أبو أزار، الذي حلم طويلاً بحفيده الأول، ستمر فترة طويلة عليه قبل أن تسمح له سلطات الأمن السورية بتكحيل عينيه برؤيته، وقبل أن يتملى الألبسة اللطيفة، التي اشتراها له، وهي تزين جسده الصغير.
يواجه فاتح جاموس اليوم محاكمة بتهم ما أنزل الله بها من سلطان: إثارة نعرات طائفية، والتهجم على نظام الحكم وغير ذلك. تهم لسياسي وناشط كان يستطيع أن يبقى خارجاً ويطلب اللجوء السياسي، لكنه لم يفعل، عاد إلى بلده رغم معرفته بالاعتقال الذي ينتظره، عاد لأنه يؤمن أن وطنه بحاجته، ولأنه كالرضيع لا يطيق فطام وطنه. رغم أن زيارته للخارج كانت بدعوى شخصية من أصدقائه، أصدقاؤه الذين اشتاقوه واشتاقهم. أما الندوة التي كان ينبغي أن يحضرها، ورياض الترك والبيانوني، والتي تم إلغاؤها لسبب ما، فقد سبق وأخذ موافقة أجهزة الأمن السورية على حضورها، خصوصاً وأنه قد تمت دعوة أكثر من شخص من النظام إليها، منهم يحيى العريضي مدير المركز الإعلامي السوري بلندن.
فاتح جاموس معتقل اليوم، معتقل ويحاكم وهو ما يزال مصراً أن يعيش ويموت في سورية، ما يزال مصراً على عدم الصمت، وما يزال مصراً على العمل العلني السلمي الديمقراطي لإلغاء احتكار السلطة، وإلغاء حالة الطوارئ، إطلاق الحريات العامة، ومكافحة الفساد.
يحاكم وما يزال على يقينه من أن فاعلية الشعب السوري كفيلة بإنجاز التغيير وباستعادة حقه في حريته وكرامته وديمقراطيته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل اعتقال المهاجرين وتركهم وسط


.. مدعي الجنائية الدولية يتعرض لتهديدات بعد مذكرة الاعتقال بحق




.. مأساة نازح فقد فكه في الحرب.. ولاجئون يبرعون في الكوميديا بأ


.. صلاحيات ودور المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم ا




.. كلمة أخيرة - أمل كلوني دعمت قرار الجنائية الدولية باعتقال نت