الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-التكوين دعامة أساسية لقوية التنظيم وترسيخ نضالية الجامعة-

محمد أولوة

2006 / 5 / 16
الحركة العمالية والنقابية


نظمت الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي التابعة للاتحاد المغربي للشغل، أيام 11- 12 ماي الجاري بالرشيدية، الدورة التكوينية الأولى لجهة الجنوب الشرقي، حيث
تميزت الدورة بإلقاء عروض كأرضية للمناقشة وتنظيم ورشات تطبيقية. وقد كانت البداية مع عرض قدمه الكاتب العام للاتحاد المحلي لنقابات الاتحاد المغربي للشغيلة بالرشيدية، ذكر في بدايته ببعض المسلمات حول العمل النقابي باعتباره عملا تقوم به فئات معينة ذات مصلحة موحدة أو متقاربة للدفاع عن مصالحها المادية والمعنوية، وحقا إنسانيا ودستوريا وعملا ذا منفعة عمومية، يعود بالنفع ليس فقط على الشغيلة ولكن أيضا على المؤسسة. كما أعطى نبذة تاريخية عن ظهور العمل النقابي بالمغرب وكذا الدور الهام الذي لعبته الطبقة العاملة المغربية بقيادة الاتحاد المغربي للشغل في مواجهة الاستعمار ونيل الاستقلال السياسي، مستعرضا المبادئ الأساسية التي يستند عليها الاتحاد المغربي للشغل وهي:
-الجماهيرية، بحيث يمكن لجماهيرالشغيلة الانخراط في الاتحاد المغربي للشغل بدون قيد أو شرط سوى الالتزام بأهدافه وقوانينه الأساسية ومقرراته.
-الديمقراطية الحقة الضامنة لكافة حقوق الإنسان. والديمقراطية النقابية الكافلة لحق المساواة بين جميع أعضاء النقابة باعتبار أنه لا يعقل المطالبة بالديمقراطية على مستوى المجتمع بدون أن يتم بناؤها داخل الأحزاب وإطارات المجتمع المدني وضمنها النقابة.
-الاستقلالية، وهي من بين المبادئ المميزة للاتحاد المغربي للشغل عن النقابات الحزبية التي تسعى دوما إلى استخدام الطبقة العاملة لقضاء مآرب سياسية ضيقة، لكن بالطبع دون أن يعني ذلك حياد الاتحاد المغربي للشغل سياسيا، أو إقصاء المنتسبين حزبيا من الانتماء إليه. كما أنه مستقل عن كافة أجهزة السلطة والإدارة وعن الباطرونا.
-الوحدة النقابية التي تعتبر سلاحا بيد الطبقة العاملة للدفاع عن مصالحها ومطامحها. والتي بفضلها حققت الطبقة العاملة بقيادة الاتحاد المغربي للشغل، في ظرف وجيز(1955 – 1960)، مكاسب سياسية واجتماعية وتشريعية هامة، ومكنت الاتحاد المغربي للشغل من لعب دور سياسي هام في دعم التوجه الوطني الديمقراطي بالمغرب. الشيء الذي انزعج منه الرجعيون وأعداء الطبقة العاملة، فلجأ الحكم المخزني وأذنابه إلى قمع المناضلين الأوفياء واستمالة الانتهازيين وتمزيق وحدة الطبقة العاملة لإضعاف حركتها النقابية تحت شعارات مشبوهة وزائفة، وتم بذلك تدشين عهد التعددية النقابية التي تعتبر جريمة تاريخية في حق الطبقة العاملة، وسلاحا خطيرا بيد البرجوازية لضرب مصالح الطبقة العاملة والإجهاز على مكتسباتها.
-التضامن الذي يعتبر جوهر الممارسة النقابية، ويعني النضال بشكل تضامني داخل القطاع الواحد وخارجه، مع مختلف القطاعات الأخرى في إطار الاتحادات المحلية والإقليمية والجهوية والجامعات الوطنية... وصولا إلى التضامن الأممي سواء على المستوى المغاربي أوالعربي أو الإفريقي أو العالمي. كما يأخذ التضامن بعده المجتمعي والمتمثل في دعم نضالات الجماهير الشعبية ومساندتها: طلبة، معطلين وعموم الفئات الشعبية المتضررة...
-التقدمية وتعني أن الاتحاد المغربي للشغل كمنظمة نقابية معني بالمساهمة في تقدم المغرب وبناء أسس الديمقراطية الشمولية والمجتمع الذي ينعدم فيه استغلال الإنسان للإنسان..
أما عن واقع العمل النقابي، فقد ركز على ما تعرفه الساحة النقابية من تشرذم وتمزيق لوحدة الطبقة العاملة في إطار الاتحاد المغربي للشغل، حيث باسم التعددية النقابية، التي لا تستند إلى أي أساس موضوعي أو اختلاف في وضعية المأجورين، وصل عدد النقابات إلى أكثر من 25 نقابة. وهي ظاهرة مرشحة للتناسل خصوصا وأن الدستور المغربي أقحم مندوبي الإجراء في المجال السياسي عبر تمكينهم من انتخاب ممثليهم في المجالس الجهوية وفي مجلس المستشارين.
هكذا وبقدر ما تعددت النقابات بقدر ما ازدادت أوضاع الطبقة العاملة تدهورا، وازدادت قدرتها ضعفا على مواجهة استغلال أرباب العمل المتكلتين في إطار نقابي واحد بالرغم من اختلاف مصالحهم وعلاقة التنافسية بينهم. وفي سياق استعراضه لنظاهر أزمة العمل النقابي توقف عند الانحرافات التنظيمية التي تعرفها الإطارات النقابية حيث غياب الديمقراطية الداخلية وضرب استقلاليتها، وسيادة الانتهازية والوصولية والمساومات على حساب مصالح الشغيلة، وخلود الزعماء في قيادة التنظيمات النقابية وضعف التأطير والتكوين النقابي، كما أثار إشكالا كبيرا تعاني منه الحركة النقابية وهو غياب ذلك التمفصل الجدلي الصحيح بين العمل النقابي والسياسي بحيث يفسر ارتباطهما إما بصورة تجعل من النقابة مجرد ملحقة تابعة للحزب. وبالتالي يتم إخضاع مصالح الشغيلة لمنطق الحسابات الحزبية والتكتيكات السياسية الضيقة، أو بشكل مفصول، يتم معه تدبير الشأن النقابي بانفصال واستقلال تامين عن قضايا التغيير الديمقراطي الذي يعتبر شرطا أساسيا للانعتاق من الاستغلال. وفي حديثه عن اختلال موازين القوى لصالح الباطرونا، أكد انه لا أمل في ما يسمى بالحوار الاجتماعي لإصلاح الوضع الاجتماعي المتردي للطبقة العاملة. هذا الحوار الذي عادة ما ترتبط الدعوة إليه بالإعلان عن الإضرابات الوطنية وبالتالي يكون الهدف منه هو انتزاع سلم اجتماعية بأقل تكلفة، وهو ما تجسده التصاريح والاتفاقات المشتركة التي تتمخض عنه.
وعن آفاق العمل، أكد الرفيق محمد أولوة على المهام والمسؤوليات المنوطة بالمناضلين الديمقراطيين التقدميين في إعادة توحيد الطبقة العاملة داخل إطار نقابي مستقل، وبلورة ممارسة نقابية ذات مضمون طبقي تربط جدليا بين النضال ذي الطابع الاقتصادي في علاقته بما هو سياسي، وكذا في تفعيل البعد التكويني للممارسة النقابية وصيانة المبادئ والقيم النبيلة التي يجب أن تصاحب العمل النقابي لبعث الأمل والثقة في الحركة النقابية، وفي دور جماهير الشغيلة المغربية في النضال من أجل إقامة مجتمع تحترم فيه كرامة الإنسان وتصان حقوقه، وتعلو فيه قوة الحق والقانون على الظلم والجور.
بعد ذلك قدمت الرفيقة سميرة الرايس لمحة تاريخية عن الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي ، هياكلها التنظيمية ومواقفها. وهي المواقف التي دأبت على اتخاذها دفاعا عن الفلاحين الكادحين، و حقوق الشغيلة الفلاحية وعن مكتسباتها وتحسين شروط عملها وصون كرامتها. كما قدمت عرضين، شكلا أرضية لنقاش مستفيض حول العمل النقابي، مبادئه، أهدافه ووسائله، وكذا حول الوضعية الراهنة للقطاع العمومي، كما أشرفت رفقة الرفيق محمد حجي على ورشات تمحورت أشغالها حول متطلبات العمل النقابي الديمقراطي، المنظم والمنتظم، وأدبيات العمل النقابي. أما الرفيق محمد هاكش، فقد تمحور عرضه حول معرفة الواقع وبلورة الملفات المطلبية، كما أشرف على تنشيط مقابلة لعب خلالها مجموعة من الرفاق دوري الوفد النقابي المفاوض والإدارة المحاورة، حيث تم من خلال ذلك مقاربة العديد من آليات الحوار والتفاوض الناجعة ومواصفات المسؤلين النقابيين المفاوضين، وكذا السبل الكفيلة لإدارة المعارك وإنجاحها.
لقد كانت بحق هذه الدورة التكوينة، وبإجماع كافة المشاركين، ناجحة بكل المقاييس. وذلك لغنى النقاشات والأفكار التي تمحورت حول العديد من الإشكالات التي تطرحها الممارسة النقابية، وكذا للمشاركة الفعالة لجميع المناضلين من خلال تدخلاتهم ومساهماتهم في أشغال الورشات.
هذا، وبالرغم من النقص الملاحظ في الوسائل البيداغوجية التي غالبا ما تستعمل في تنظيم الورشات، وكذا بعض النقص في التحضير القبلي للدورة التكوينية، فإن هذه الأخيرة قد حققت الأهداف المتوخاة منها، وأن الشحنة النضالية التي تشبع بها المسؤولون النقابيون المشاركون خلال هذه الدورة ستنعكس إيجابا، لا محالة على الدينامية التنظيمية والنضالية بمختلف الفروع النقابية محليا وجهويا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخبار الصباح | لندن: ضربة مزدوجة من العمال للمحافظين.. وترمب


.. رغم تهديدات إدارتها.. طلاب جامعة مانشستر البريطانية يواصلون




.. بعد التوصل لاتفاقيات مع جامعاتهم.. طلبة أميركيون ينهون اعتصا


.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل




.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب