الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب سيكولوجية الإنسان المقهور1

ندى أسامة ملكاني

2019 / 9 / 13
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الكتاب من تأليف الدكتور مصطفى حجازي، وهو باحث ومفكر لبناني مختص في علم النفس والدراسات السكانية )2001(
يتناول الكتاب ظاهرة مهمة حازت على اهتمام الباحثين والأكاديميين منذ خمسينيات القرن العشرين ألا وهي ظاهرة التخلف. ينتقد الباحث ويتجاوز المقاربات التقليدية التي درست تخلف الدول النامية كظاهرة جديرة بالدراسة منذ ذلك الوقت، والاكتفاء بتحليل ظاهرة التخلف على الجانب الاقتصادي أو التقني، كما يقول، هو ليس إلا تحديد وتعريف الظاهرة بالمظاهر التي تتجلى بها. فمثلا، دراسة نسبة الناتج القومي الإجمالي إلى عدد السكان مثلا لا يجعلنا مدرك عمق الظاهرة ولايفسر لما انعدام التوازن في توزيع الدخل بين شرائح المجتمع المختلفة. فالفقر مظهر يكشف عن وجه من وجوه التخلف ولكن لا يعطي تحليلا لأسبابه وجذوره.
بعد شرح المقاربات التقليدية، يسعى حجازي إلى التركيز على البعد الاجتماعي النفسي لظاهرة التخلف. ويرى في كتابه بداية مشروع للإحاطة بالجوانب السيكولوجية التي يتصف بها الإنسان في البلدان المتخلفة ومنها العربية، آملا في أن تنتج الدول العربية مزيدا من الدراسات الميدانية الملحة في هذا المجال.
يطلق المؤلف على الإنسان في الدول النامية اسم الإنسان المقهور فهو عاجز إزاء تسلط الطبيعة وقسوة المناخ وتسلط المعادي والمستعمر والمستبد.
الإنسان المقهور يشعر بالخوف وانعدام الأمان على حياته ومن حوله هو فاقد للسيطرة وتسيطر عليه عقدة العار والنقص لانعدام مرجعيات تستطيع أن تمنحه القدرة على التوازن الفكري والنفسي في السياسة والدين. لهذا السبب يلجأ إلى أساليب دفاعية ويبحث عن الأب الحامي المخلص المنقذ كشماعة يعلق عليها آماله الخائبة ويرى فيه كل الصفات التي كان بتمنى لو وجدت فيه كالثقة بالنفس والفكرة على إيجاد حل الخروج من الواقع المأزوم.
يرى حجازي أن هذا الأسلوب دفاعي غير واعي نتيجة لسيطرة علاقات القهر ويسميه حجازي التماهي بالمتسلط والدفاع عن قيمه وتوجهاته وأحيانا الاستزلأم بمعنى قد يتقرب من المتسلط ليمارس عدوانا على من قهره .
ولأن هذا الفرد ابن مجتمعات قهرية فهو يتماهي أيضا بالمحتل الأجنبي ويتبنى ثقافته وقيمه للتخلص من عقدة العار.
في كلتا الحالتين هو يدافع عن نفسه ويسعى إلى تحقيق التوازن النفسي وهو غير واع لذلك.
ربما تكون هاتان الوسيلتان دفاعيتان بدلا من العزلة والإنكفاء على الذات وممارسة فعل التدمير الذاتي وإلقاء اللوم على نفسه.
ومن مظاهر سيكولوجية الإنسان المقهور أيضا العقلية المتخلفة التي يتسم فيها تفكير هذا الفرد حيث يعاني من اضطراب في منهجية التفكير وسيطرة الانفعالات الشديدة على التفكير المنهجي. ويرجع حجازي هذا المظهر في العقلية المتخلفة إلى سيطرة علاقات القهر والتسلط وسياسة التعليم السائدة.
الخرافة أيضا تسيطر على العقلية المتخلفة إذ يبحث فيها عن جواب لأسئلة _عجز عن الإجابة عليها بسبب انعدام توازنه النفسي وقدرته على تحليل الأمور التي تدور حوله.
كما أن الخرافة تسيطر على العقلية المتخلفة إذ يبحث فيها عن إجابة لأمور _عجز الإجابة عنها ...وفي جميع المظاهر السابقة يكون الماضي منفذا من غياب المرجعيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و