الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخارطة الحزبية الإسرائيلية عشية انتخابات الكنيست 22

نبيل السهلي

2019 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة خصائص يتصف بها النظام السياسي في إسرائيل، تتضح قبل كل انتخابات، ومن بينها أن الائتلافات والتكتلات تحصل عادة بين أحزاب من طيف سياسي واحد له مواقف متقاربة. وتتآكل أكثر التكتلات مع مرور الوقت، أو تتم عملية اندماج بين أحزابها المختلفة، خاصة عند تشكيل قوائم لخوض الانتخابات العامة. فحزب العمل الذي قاد إسرائيل لسنوات طويلة كان محصلة سلسلة طويلة ومعقدة من الاندماجات بين أحزاب المعسكر اليساري، في حين تشكل «الليكود» من ائتلاف أحزاب اليمين والوسط مع بعض أفراد حزب العمل الذين انشقوا عن حزب العمل وأيدوا فكرة أرض إسرائيل الكاملة، وقد سطع نجم تجمع «الليكود» بعد فوزه في انتخابات صيف عام 1977، الأمر الذي أتاح بعد ذلك التاريخ للأقلية العربية وأحزابها المختلفة دخول اللعبة الانتخابية في إسرائيل. ومع صعود الأحزاب الدينية الشرقية والغربية ممثلة بحركتي «شاس» و «المفدال» إلى واجهة العمل السياسي في عقد التسعينيات من القرن الماضي، باتت الخريطة السياسية تتشكل من أربعة أطياف رئيسية هي: تكتل حزب العمل وحلفاؤه، تكتل «الليكود» وحلفاؤه - حتى وقت قريب- بما فيها حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، فضلاً عن الأحزاب الدينية، الغربية والشرقية، وتكتل الأحزاب العربية.

واللافت حصول تحولات في المشهد السياسي الإسرائيلي عشية انتخابات الكنيست22 ، المزمع إجراؤها في السابع عشر من أيلول / سبتمبر الجاري ، وقد تجلى ذلك في التشظيات وإعادة تموضع الأحزاب الإسرائيلية ضمن قوائم تخدم التوجهات السياسية والاستئثار بنسبة عالية من أصوات الناخبين الإسرائيليين في نفس الوقت ، بغرض الاستحواذ على عدد أكبر من مقاعد الكنيست ، كمقدمة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة . وقد انتهت قبل عدة ايام عملية تسليم القوائم المتنافسة في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة ، والتي ستجرى يوم الثلاثاء ، في السابع عشر من سبتمبر/أيلول الجاري . وتوضح بعد إغلاق التسجيل في ، أن (32) قائمة انتخابية حزبية قد تمً تسجيلها لخوض الانتخابات، لكن الثابت أنه ما بين ثماني إلى عشر قوائم منها فقط مرشحة لاجتياز نسبة الحسم المحددة ب(3،25) في المائة من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة.

وحول صورة الخارطة الحزبية والتحالفات الإسرائيلية عشية الانتخابات يمكن إجمالها على النحو التالي ؛ معسكر اليمين المؤيد لبنيامين نتنياهو ويقوده حزب الليكود الذي اندمج ضمن قائمته أيضا حزب "كولانو"، مع تأييد معلن لتكليف نتنياهو برئاسة الحكومة من حزبي الحريديم "شاس ويهدوت هتوراة، وتكتل أحزاب اليمين الجديد الذي أطلق عليه اسم اليمين الموحد، ويضم أحزاب البيت اليهودي والاتحاد القومي واليمين الجديد، مع استثناء حزب "عوتصماه يهوديت" الذي ظل خارج التحالفات في اليمين وسيخوض الانتخابات بشكل مستقل. وبين هذا المعسكر والمعسكر المضاد لنتنياهو، يقف حزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة وزير الأمن الأسبق، أفيغدور ليبرمان، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة والمنحازة لجهة المستوطنين بشكل مطلق وضم الضفة الغربية ، لكنه عدل في آخر لحظة في نهاية ايار / مايو الماضي عن الانضمام لحكومة نتنياهو ودفع بإسرائيل باتجاه انتخابات معادة، بحجة رفضه الانضمام لحكومة خاضعة للأحزاب الدينية اليهودية، تكون حكومة "الشريعة التوراتية".

ويرفع ليبرمان في هذه الانتخابات شعار تأييد تكليف من يقبل بتشكيل حكومة وحدة وطنية تبقي الأحزاب الدينية خارج صفوفها. ووفقا للاستطلاعات الأخيرة، سيحصل ليبرمان بفعل هذه الشعارات على تسعة أو على عشرة مقاعد، تجعل من الصعوبة بمكان على نتنياهو أو بني غانتس تشكيل حكومة ائتلاف عادية، بدون دعم من حزب ليبرمان ، الامر الذي يدعم فكرة ليبرمان الحصول على وزارات سيادية في المؤسسة التنفيذية في إسرائيل . وثمة أحزاب إسرائيلية أخرى تتخندق في معسكر اليمين "الناعم" أو ما يسمى في إسرائيل معسكر الوسط واليسار، ويتكون أساسا من تحالف "كاحول لفان" الذي يقوده الجنرال بني غانتس، وحصل في انتخابات نيسان/ ابريل على (35) مقعدا،وفي نفس المعسكر المناهض لنتنياهو إلى يسار قائمة تحالف "كاحول لفان"، يقف تحالفا اليسار الصهيوني "المعسكر الديمقراطي" المكون من تحالف "حركة ميرست" اليسارية وحزب "إسرائيل الديمقراطية" الذي شكله أخيرا رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك، ثم تحالف حزب العمل بقيادة عمير بيرتس مع حزب غيشر،وفي مقابل ذلك ، تتشكل القائمة العربية المشتركة من ثلاثة أحزاب وحركات عربية، وهي التجمع الوطني الديمقراطي، والحركة الإسلامية، والحركة العربية للتغيير، مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة التي تضم في صفوفها الحزب الشيوعي الإسرائيلي أيضاً .


وتبعاً لاستطلاعات رأي إسرائيلية أجريت أخيراً ، تؤكد استمرار المنافسة بين "الليكود" "كاحول ولافان" وتصدرهما نتائج الانتخابات المقبلة، حيث سيحصد معسكر اليمين فيها (56) مقعدًا، ومعسكر الوسط يسار (44)مقعدًا، فيما يبقى "يسرائيل بيتينو" بزعامة ليبرمان خارج تقسيمات المعسكرات السياسية ويحافظ على تقدمه.ووفقًا لنتائج الاستطلاعات ، ستحصل القائمة التي تجمع حزب الليكود، و"كولانو" على (31) مقعدًا، وتتقاسم الصدارة مع قائمة "كاحول لافان" التي ستحصد بدورها على نفس عدد المقاعد (31)، وفي المرتبة الثالثة تحل قائمة "إلى اليمين" (يمينا) التي تضم "اليمين الجديد" و"البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي" وتترأسها الوزيرة السابقة، أييلت شاكيد، حيث ستحصل على (12) مقعدًا في الكنسيت ، فيما يحافظ "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، على النتائج التصاعدية التي يسجلها في مختلف استطلاعات الرأي ويحصل على إحدى عشر مقعدًا، في مقابل ذلك أظهر الاستطلاعات، تراجع تمثيل الأحزاب العربية عن النتائج التي حققتها في انتخابات الكنيست السابقة التي خاضتها بقائمتين ، وذلك رغم إعادة تشكيل القائمة المشتركة لخوض الانتخابات المزمعة في السابع عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، بحيث تستأثر القائمة لمشتركة على تسعة مقاعد فقط .

ويبقى القول بأن حملة الانتخابات الإسرائيلية أكدت تفاقم عنصرية الأحزاب الإسرائيلية والتنكر للحقوق العربية ، ولهذا ستكون الحكومة الإسرائيلية المقبلة أكثر يمينية في تاريخ دولة الاحتلال ، وسيكون في سلم أولوياتها تسريع الاستيطان في القدس والعمل على تنشيط الاستيطان في عمق الضفة الغربية لفرض السيطرة والسيادة الاسرائيلية عليها في نهاية المطاف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال