الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفجيرات غزة .. الرسالة والتوقيت

يوسف سلطان

2019 / 9 / 13
القضية الفلسطينية


يموج عالمنا العربي اليوم بسيل من التيارات المتاسلمة, من منتجات الاسلام السياسي المصنوع على اعين الغرب, ابتداء من مخابرات الامبراطورية البريطانية البائدة, وصولاً الى وريثة المستعمرات والدور, الولايات المتحدة الامريكية, واجهزتها, التي تقود عالم المستعمرين بكل مسمياتهم وتلاوينهم وتجمعاتهم وكارتيلاتهم, من اجل السيطرة على مقدرات شعوب الارض, ومنهم العرب بالطبع, لما حباهم الله من خيرات اصبحت مطمع ومرتع لكل غاصب وناهب.

كان من لوازم الفكر الاستعماري, استخدام ادوات محلية, وكون استخدام الدين في الحروب, مجرب اوروبياً خلال فترة الحروب الدينية الاوروبية, كان من الطبيعي استخدام جماعات تتستر وراء الدين لتكون, فعالة فى التخريب والتدمير, وقد عمم هذا النتاج في خضم اشعال موجة (الربيع) العربي, المصمم في امريكا, والذي عاثت فيه تلك القوى المتدثرة بالدين زوراً, خراباً ودماراً لم تستطع قوى الاستعمار فعله في عقود طويلة, خاصة بعد ان عاشت المنطقة حقبة التحرر من الاستعمارات الكولونيالية.
كان نتيجة استخدام تلك القوى, ان تمكنت من اسقاط دول عديدة ولا تزال, في وحل الفشل واحداث خراباً كبيراً, في تلك السنوات العجاف من عمر الامة, والذي يحتاج في اعادة البناء, فيما لو بدأ اليوم, الى مئات المليارات والي ما لا يقل عن خمسة عقود, وبالطبع ستقوم شركات المقاولات الغربية بدور مقاول اعادة البناء.

لا حاجة الى عين خبيرة او بصيرة لتلمح ذلك السيناريو الدموى, من مسلسل ادخال قوى الاسلام السياسي المسلح الى واجهة الاحداث في غير بلد عربي, للوصول الى حالة السيولة التي لا يمكن ان تبني خلالها دولة او اقتصاد, حتى تجد تفريخاً لمجموعات وفرق منشقة تتخذ طريقاً مخالفاً, في المسار مع وحدانية جهة التمويل, لخلق النقيض وصولا الى السيطرة على الساحة التي تجمع الشتيتين او ربما اكثر.

ما حصل في العراق, تلك الساحة التي استخدم المحتل الامريكي جماعات ما يسمى بالمجاهدين, خاصة بقايا وتراث الحقبة الافغانية, لخلق الانشطار في المجتمع العراقي على اسس طائفية, في رسائل طبعت بالدم من قتل وتفجير الشيعة (الروافض), ومن ثم الانتقال الى البشاعة والتطرف الدموى, الذي جمع الاشباه من بقاع الارض سواء كانت عربية او غير عربية, بقيادة القاعدي المتحول في سجون الاحتلال, الزرقاوي, الذي اقام الدولة الاسلامية في العراق, على مراي ومسمع من قوات الاحتلال الامريكي, ومن ثم بدات الانتشار والتغذية لتضم قطاعات كبيرة من الارض السورية, فتصبح الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).
من هنا بدات الخلافات والصدامات, تدب بين مختلف منتجات القاعدة على نفس الساحة, واظهار الصدام الظاهري على اسس فكرية, فيما الصدام له مغزى اخر يعرفه ويؤسس له المشغلين من وراء البحار, بالمال العربي الخليجي تحديداً, ولا يتعدي هدفين لا ثالث لهم, اولهم السيطرة ونهب الموارد وفتح اسواق للمنتجات, وثانيهم تكريس اسرائيل التوراتية جغرافيا في سنوات النبوءات التوراتية التلمودية واقامة هيكلهم على حساب الاقصى, وهم الان قاب قوسين او ادني من تحقيق الهدفين معاً.

لا تختلف الساحة في غزة, عن غيرها من الساحات العربية التي عرفت, تنمر جماعات الاسلام السياسي, ودخولها باوامر خارجية, في معركة مع النظم القائمة, على مختلف مشاربها كونها لا تقيم (الحاكمية), وقد وصلت الى الحكم عبر (انتخابات ورق الفاين), اي الانتخابات التي تستخدم لمرة واحدة, كما حصل في مصر وتونس.
ورغم التباين بين ظروف الساحات المختلفة, الا ان الولادات والتفريخات الطبيعية للجماعات (الاسلاموية) هو عمل يريد به المشغلين في امريكا وبريطانيا استمرار التحكم في جماعات الاسلام السياسي, خاصة من هم على سدة الحكم مثل حماس, ومحاولة فرض من رفضهم الشعب كما في ليبيا.

تدري حماس او لا تدري, انها ومنذ تكريسها حاكماً بفعل فاعل في زمن محدد سلفاً, في مخطط (الربيع) العربي الذي تم وضع خطوطه التنفيذية فور احتلال العراق, كانت هي البداية الفعلية له, تم خلق بدائلها المضادة, من الجماعات المتطرفة, من كوادرها المنشقين اساساً, سواء انشقاقات على اسس فكرية (كما يبدو في الظاهر) او على اسس تمويلية او صراعا على مكانة, او اي من المكاسب التي تحصلت عليها حماس كحركة وكوادر بعد تربعها على سدة الحكم, والذي شهد تغيراً فارقاً في طريقة معيشة اولئك الحكام الذين ذاقوا حلاوة الكرسي, وما جلبه من منافع, فيما البقية والذين يتمسكون بالاسس والعلوم التي تلقونها في المساجد الحمساوية, والتي تمثل مراكز الشحن وغسل الادمغة, سجل فارقاً واسعاً ادي الى سهولة الشحن المضاد, على نفس الوتيرة.

تفجير فلسطيني نفسه في فلسطيني, هو شئ مرفوض وهو غريب على ثقافة وعادات ودين شعب مقاوم, يعرف بوصلته ويعرف عدوه, لكن فكر اولئك, لا يمكن ان يتم سحبه على المواطن الفلسطيني, بل هم نتاج فكر وممارسة اسلاموية معولمة, لا علاقة لها من قريب او بعيد بما يسمونه ويدعونه زوراً مقاومة او اسلام.

حماس, ورغم اعلانها خلاف ذلك مراراً, جزء من منظومة الادوات المخابراتية المسماة الاسلام السياسي وتفريخاته, على نمط داعش وجبهة النصرة واحرار الشام وخراسان التي لم توجد على الارض, وكل من حمل لقب جهاديين, وغيرهم من المسميات التي سيتم اختراعها, في مختبرات M16, CIA, وقدح زناد افكار جماعة الاخوان العاملين لديهم, وهي تؤدي دورها المرسوم لها بكل اتقان, وكذلك الجماعات التي تكمل البانوارما, تعرفهم حماس جيداً افرادا وجماعات, وتعرف تمويلهم جيداً, وبعضه عبر خطوط من حماس نفسها, لكن اوامر المشغلين لا راد لها, فهل تستطيع حماس محاربة جماعات وفرق التشيع, التي انتشرت في غزة, في مخالفة عقائدية لاهل فلسطين, لم تعرفه غزة تحديداً, منذ دخول الاسلام.

هكذا اريد للاسلام السياسي ان يشارك بخلق الرعب والارهاب الدموي, على الساحتين المحلية والعالمية, مع اختلاف الهدف منه, في تنفيذ المخطط الصهيوني التي تسعي اليه الصهيونية العالمية, بقيادة اليهود الذين يديرون البيت الابيض بانفسهم الان, بعد ان ان كانوا فيما مضي يديرونه من وراء الستار, ويحركون لخلق الانشطار في المجتمع العراقي على اسس طائفية, في رسائل طبعت بالدم الة البطش الامريكية العمياء, ويمولون كل هذا من اموال النفط والغاز العربي, خدمة لمصلحة الصهاينة عموماً واليهود بشكل خاص, على حساب الشعوب والقضايا, وفي مقدمهم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة, ومقدساته الاسلامية والمسيحية ركيزة المخطط الصهيوني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك