الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة البولسية ..قادمه!!!!

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2019 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


وانا اشاهد النقاشات والتبريرات لقانون الجرائم الالكترونية من على عدة قنوات تدعي انها عراقية ,تبادرة الى ذهني (أسطورة يابانية قديمة تعود إلى القرن السابع عشر، تحكي عن : القرد (ميازارو) ويرمز شعاره إلى : لا أرى ، و(كيكازارو) لا أسمع ، والقرد (إيوازارو) ويرمز إلى : لا أتكلم وتكرّس هذه الأسطورة لحكمة يابانية قديمة مفادها إذا أردت أن تعيش بسلام فكن مثل هذه القرود الثلاثة (لا تر، لا تسمع ، ولا تتكلم) .هذه الأيام تثب (حكومتنا واجهزتها الامنية ) وثباً على الصحافة في بلادنا ، ولم تسلم حتى صفحات التواصل الاجتماعي – (وثبة) تستهدف في النهاية تحويلنا إلى قطيع من عينة تلك (القرود الحكيمة) بحيث (لا نرى ، لا نسمع ، ولا نتكلم)


إن مثل هذا القانون الذي يدفع به وبقوة السياسيون هو لتكميم الافواه وشرعنه اعتقال الصحفيين والكتاب والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من حين لآخر ومنعهم قول كلمة الحق التي يحاول النظام السياسي اليوم طمسها بكل الوسائل الإجرامية كالتهديد والوعيد والاعتقال والقتل في حالات كثيرة والقمعية الامنية , ان الارهاب الفكري الذي يمارس وسيمارس ضد الصحفيين والنشطاء وحتى العراقين الذين يعبرون عن رايهم يدل على أن الطبقة السياسية في العراق مأزومة وباتت يخنقها كتابة بوست على صفحة شخصية لانه يفضح ممارساتها وهزلها وضعف مكوناتها من اعلى الهرم الى ذرات قاعدته من الذيول.
فقانونهم المزعوم سياخذ على عاتقه اخراس الجميع وسيكون السوط الذي تجلد به الطبقة السياسية شعبها بعد ان اعدو قانونا مطاطا للنشر والجرائم الالكترونية يتشكل كما يريدون يجعل كل من يكتب حرفا لا يرضيهم مدانا وقد يحكم بالمؤبد ولكم في بعض نقاطه الاتية مثالا:

١ في المادة 3 (يعاقب بالسجن المؤبد او غرامة لا تقل عن 25 مليون دينار كل من استخدم عمدا أجهزة الحاسوب وشبكة المعلومات بقصد المساس باستقلال البلاد او التفاوض مع جهة معادية (غير محددة) او اتلف او أعاق أجهزة او أنظمة تابعة للجهات الأمنية).
*بمعنى انك لو تناقشت مع شخص رافض للعملية السياسة كليا ,تعتبر من حيث لاتدري انك تفاوضت او تخاطبت مع جهة معادية.
٢ المادة 6 (يعاقب بالمؤبد وغرامة لا تقل عن 25 مليون دينار كل من استخدم الحاسوب وشبكة المعلومات بقصد اثارة العصيان المسلح او التهديد او اثارة النعرات الطائفية، او اتلاف وتعطيل او تعييب او إعاقة الاضرار عمدا بانظمة أجهزة الحاسوب او شبكة المعلومات التابعة لدوائر الدولة، او نشر وقائع كاذبة او مظللة بقصد اضعاف الثقة بالنظام المالي الالكتروني او الأوراق التجارية والمالية وما في حكمها.
*بمعنى لو كتبت على صفحتك عن الفساد في البنك المركزي وعن مهزلة مزاده وعن عملية النصب في استحداث عملة او طباعة اخرى او عن مستوى الاقتصاد العراقي الذي يعد منهارا فعلا وان البلد يسيرنحو الافلاس لكثرة ديونه، او مثلا حرضت على الثورة ضد الطبق السياسية او كتبت يجب اقتحام الخضراء ورمي السياسين في حاويات الزبالة فانت تكون تحت طائلة المادة ال6.


يتضح مما تقدم ان ساسة العراق يؤسسون لدولتهم البوليسة وهي أسوأ اشكال نظم الحكم المعاصرة، لحماية مصالحهم وللحفاظ على امتيازاتهم، فهم يسعون لمحاربة قوى التغيير المختلفة، سواء كانت شخوص او حركات تحرر أو قوى تغيير اجتماعي او حتى فكري..
ان اهم صفات التي تتسم الدولة البوليسية بها ونجدها اليوم في العراق علننا وبدون خجل :
1-السيطرة على مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء ومجتمع مدني وجامعات، وتوظيفها سياسيًّا لمصالحهم فقط،.
2- أن الطبقة السياسية اليوم تتسم بالاحتكار المطلق للسلطة والاقتصاد من قِبَلها كعصابة قد لا يكون معظم أفرادها معروفين بالاسم
3-والترويج لمغالطات وأكاذيب ومشاريع وهمية لجذب المؤيدين للنظام، تحت شعارات لا تنطلي إلَّا أصحاب الغرض والمصلحة أو على محدودي الثقافة والوعي السياسي من المثقفين والسياسيين، ومن عامة الشعب المغلوبين على أمرهم على حد سواء، ولهذا ترتفع دومًا شعارات حماية الدولة وهيبتها ومواجهة المؤامرات الخارجية وغيرها.
4- القمع والتنكيل وترهيب الشعب، وارتكاب العديد من الانتهاكات، حيث لا يتوقف الأمر عند الاعتقال والأحكام المسيسة ، وإنما وجود مليشيات لها اليد في اسكات الخصوم مهما على او قل شانهم السياسي والاجتماعي.
5- تخويف الناس من الإرهاب الذي يتربص بالبلاد و من المؤامرات الخارجية التي يروج لها زورا عبر ابواقهم

.واخيرا اقولها للمطبلين لهذا القانون بمختلف انتمائاتها لا والله لن نسكت ولو كلفنا رؤوسنا و هدفنا واحد هو السمو والرقي بالوطن ومحاسبة الفاسدين , وإيقافهم عما يعملون ومحاسبتهم بمحاكم مدنية و عسكرية ليأخذ كل ذي حق حقه لأن التاريخ لا يرحم من نهب الوطن وسرق مقدراته ومن سكت عن ذلك كذلك لأن السارق والساكت صنوان متلازمان لعملة واحدة فكليهما مشترك في الجريمة ,أما إذا ساعدت الدولة هؤلاء ـ إي الفاسدون في الأجهزة الأمنية ـ من خلال زج الأحرار في السجون اوقتلهم لكي يسكتوا عنهم فهذه مغامرة ووقاحة سياسة لا يحمد عقباها والله ما هذا إلا فكر يقود إلى الهزيمة. , فالحرية حقنا والولاية العامة لنا فنحن من يحكم أنفسنا نحن لسنا عبيد وصمتنا وصل لحناجرنا, وصوتنا ما هو الأ حب لوطننا لا لأشخاص لأنهم زائلون والوطن باق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران