الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب من داخل قلب الأنوثة

شمس أوسي

2019 / 9 / 14
الادب والفن


من هي المرأة؟ و ما هي تركيبتها الفطرية، كأنثى؟
هل يختلف نموذج المرأة حسب البيئة و الأصول العرقية والثقافية؟
متى تكون المرأةمجنونة ، و متى تكون تائهة ، و هل تفقد حسابات المنطق حين تكون عاشقة ؛ و هل يبقى سعير غيرتها حين يتحول عشيقها الى مجرد جثة ؟
هل خطر ببالك أن تجربي حباً صحراوياً ، وما هي صعوبة العيش مع إمرأة خارجة من عمق الصحراء ؟
هل خطر في بالك يوما ما اذ كنا نعيش كالجمال في طقوس حياتنا، فيما لو كان أحد طرفي العلاقة بدوياً، ويستعير لغة الصحراء وتشبيهاتها وغلاظة حياتها وطرق التعبير عن المشاعر الانسانية فيها وفي ضوء ثقافتها الفطرية؟
هل حقاً حب البدو مختلف ، و هل لهم مفردات عشقية و طرق إعتراف مختلفة عن أهل المدن ؟
هل المرأة الخارجة من عمق الصحراء لغتها و تعبيرها مبسط كبساطة الصحراء و عمقها ؟ و المرأة المتعلمة هل تعبيرها يكون حسب مستوى تعليمها ؟
كيف تعبر المرأة عن مشاعرها المثقفة و البدوية ؟
بم تشعر و كيف تتصرف حين تتعرض المرأة للخيانة ، و كيف هي ردود أفعالها إذا ما كانت هي الخائنة ؟ ما هي أغلب مشاكل النساء ؟ إلى متى تبقى المرأة وفيه لرجلها الأول ، متى تضعف ،و متى تكون أكثر جمالية ومتى تتعرف على حقيقة نفسها ، هل تعرف حقيقة نفسها دون تجارب ؟؟
ألقى الروائي سامي البدري كل هذا العبء الكبير على عاتقه
و أستطاع بأسلوبه المبهر و المميز أن يحلل سايكلوجية نفسية المرأة و طريقة تفكيرها، و أن يجيب على كل الأسئلة حول المرأة ، أن كانت بدوية أو المغتربة أو المثقفة من الدرجة الأولى، من خلال عمله الروائي الجديد (الحب على حافة البارادور).
رواية الحب على حافة البارادور صدرت ١٧ أيار من عامنا هذا، ومنذ أصدارها و أنا أحاول جاهدة الحصول عليها لكنني لم أوفق الحصول عليها سوى ألكترونياً، ولكني، ومنذ مفتتحها الشيق، إنغمست فيها بشغف، ولم أستطع تركها إلا بعد أن
أتممت قرآتها منذ أيام..ورغم أني قد أتمتت قراءة روايتين من بعد (الحب على حافة البارادور) لكنني بقيت مصلوبة على دهشتي و عدم قدرتي في وصف هذه الرواية إلى الآن، لاقول شيئا يليق برواية ناجحة كهذه، و الذي أدهشني أكثر هو كيف أستطاع الروائي سامي البدري معرفة المرأة أكثر من معرفتها لنفسها وفي أدق تفاصيلها، تفكيراً ونوازع وتهويمات وتوزعات، نفسية؟ كيف إستطاع هذا الكاتب/الرجل أن يتسلل إلى عمق خوابي المرأة التي لا تصرح بها، ربما حتى لنفسها، وأن يدرسها ويحللها بهذا الاسلوب الشيق الباهر؟
ولطالما سرحت وأنا أقرأ تلك السطور لأتساءل: هل حقاً نفعل كل هذا أنا وبنات جنسي؟ هل نحب بهذه الطرق؟ هل نعشق بهذه الطرق؟ هل نغير بهذه الطرق العجيبة؟ بل هل نلتوي على أنفسنا ونخادعها بهذه الطرق أمام وجع قلوبنا؟
وفي مشهد المقبرة، إذ تلتقي الزوجة المكلومة بعاشقة زوجها (أوس المدركي)، والذي لم يهتم بعشقها او ربما لم يشعر به من الأساس، كشف الروائي البدري عن ادق تفاصيل ومعاناة المرأة في الحب والغيرة، وربما ما تنكره أغلب النساء، حتى بينهن وبين أنفسهن.
أستطيع أن أقول و بصوت عال بأن هذه هي الرواية العربية الأصيلة، و في الحقيقة عاجزة كلماتي عن تعبر هذه الرواية لكنني أؤكد بأنها رواية في غاية الأهمية لجيلنا ، للذكور والإناث، على حد سواء، من أجل فهم أنفسنا، وبالتالي فهم حالاتنا النفسية والشعورية، في التعبير والإحاطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: -أكفان كروننبرغ- على البساط الأحمر


.. فنان أمريكي يُصدر أغنية بصوته من جديد بعد أن فقد صوته بسبب س




.. -الكل يحب تودا- فيلم لنبيل عيوش يعالج معاناة الشيخات في المغ


.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل




.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة