الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحشية الحرب السعودية الحوثية

اسماعيل شاكر الرفاعي

2019 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


وحشية الحرب السعودية الحوثية

تثبت حرب العائلتين او قل القبيلتين السعودية والحوثية بانها امتداد لحروب المرحلة السابقة التي كان الجنرالات يقودونها . حيث يرفع طرفاها الشعار ( الخالد ) نفسه : كل شيء من اجل المعركة ، او بالأصح من اجل الموت .
كان هذا الشعار وما يزال ، هو المفهوم الأساسي الذي يتحكم بوعي " اولي الأمر " : أي بنظرتهم الى الحياة والى وظيفة الإنسان في هذه الحياة . فالوظيفة الأساسية للعربي في رأي سادته ، منذ 1500سنة وحتى اليوم هي هي : إعداد الذات للقتال ولمعركة مصيرية قادمة لا ريب في قدومها . لكن لم يخطر في في البال بان هذه المعركة ستكون داخلية : بين ابناء الوطن الواحد كما حدث في العراق والسودان وسوريا وليبيا ، او بين ابناء الجزيرة العربية الواحدة : بين اليمن والمملكة العربية السعودية .

في عصر ( القومية ) العربية الذي مهد الأرض لبزوغ عصر الإسلاميين نتيجة الكوارث المركبة التي خلفتها لنا حروبهم : لم يخلف لنا نظام عبد الناصر غير السادات بتوجهه المرتد الى الماضي ، قبل ان يقتله الماضي الذي لا يتحمل وجود نظام سياسي من غير عمامة او طربوش . ولم تخلف لنا الموجة الثانية من الضباط " الأحرار " غير حروب أهلية في العراق واليمن وسوريا وليبيا والسودان قبل انتفاضته المجيدة الأخيرة . هذه هي نتيجة حروب ( القومية ) العربية كما صاغ شعاراتها زعماء انقلابات عسكرية ، أرادوا ان يوجهوا تاريخ الشرق الأوسط لكن عز عليه ان يكون مطية لقصائد حماسية ، وأناشيد تهريجية وتهويمات رومانسية .
في حروب المرحلة الإسلامية الجديدة ، وهي حروب داخلية ، لعب الفقهاء : حماة ( المقدس ) الديني الدور نفسه الذي لعبه الجنرالات : في بث فكرة كره الآخر والتغني بالذات القومية ، في التعبئة والتحشيد ، لكن بفارق أساسي : ان حروب مجالس قيادة ( الثورات ) كانت تتم باسم الوطن وحقوقه التاريخية المغتصبة ، ولهذا كانت تسوق الجميع على اختلاف ألسنتهم ودياناتهم الى المحرقة ، فيما تتم عملية التعبئة والتحشيد في فترة حكم الإسلاميين داخل طوائفهم ومللهم كونها تملك التأويل الصحيح للدين . كان ( القوميون ) يرون بان نهضة اوطانهم تتم من خلال المعارك القومية مع الخارج ( تحرير فلسطين بالنسبة الى عبد الناصر ، والحق التاريخي للعراق في شط العرب بالنسبة الى صدام ) فيما يرى الإسلاميون بان النهضة الحقيقية : تقودها الطائفة المالكة للتأويل الديني الصحيح ، وتتم النهضة تحديداً بتصفية الوجود الفيزيقي للطوائف الأخرى ( الضالة ) ، او بهزيمة ارادتها واستسلامها عسكرياً .
كان إعلام جنرالات مرحلة القومانية العربية يحاول تصوير معاركه مع الخارج ( وهو غير مؤهل لخوضها ) وكأنها نزهة او صولة من صولات الفتوحات العربية الجديدة ، أما إعلام حروب الطوائف الإسلامية ( الفاقد لأي حس انساني ) فهو ينطلق من ابعاد أسطورية وخرافية عن الخصام الكوني المستمر بين : النور والظلام ، وبين إرادة الخير مقابل إرادة الشر ، والرحمان مقابل الشيطان ، وما ينتظر القتلى من جنات وحور عين ، يهون دونها هذا الخراب بل اليباب الذي حول المدن الى انقاض ، وحول الناس من سكنى البيوت كبشر الى سكنى الخيام والصحارى كأنصاف بشر او اشباح .
هالني ان يتغنى الحوثيون ببطولاتهم وهم يدكون بالطائرات المسيرة مراكز اقتصادية شاهقة في السعودية ، هي في التحليل الأخير جزءاً من اقتصاد الشعب السعودي وليس جزءاً من ملكية آل سعود . ويرعبني ان افكر بالرد السعودي الذي سيخلط الحابل بالنابل كما فعلوها مراراً وهم يردون بصولة لا إنسانية على ما تبقى من معالم حضارية لليمنيين .
تخريب الاقتصاد وتشريد الناس من بيوتهم واذلالهم وسلب ما تبقى من كرامتهم ، هو النتيجة الطبيعية لمثل هذه الحروب الأهلية الداخلية . فبعد سياط الاستبداد الجنرالاتي التي انتزعت من اعماق الناس كل حس عقلاني او حداثي ، تجيء مرحلة كالحة مجللة بالسواد وهي تجتث السكان من بيوتهم ، وتحولهم الى رقيق تنتظرهم أسواق النخاسة المنتشرة - في عصر العولمة - في كل الموانيء والمطارات ...
. نيو ارلينز - امريكا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن