الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب سيكولوجية الإنسان المقهور 2

ندى أسامة ملكاني

2019 / 9 / 15
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يمثل العنف أهمية بالغة في دراسة مصطفى حجازي كمظهر من مظاهر التخلف الاجتماعي ، إذ يرى العنف منفذا لتفريغ الغليان الداخلي والتوتر الوجودي سواء بصورة التدمير الذاتي والإنكفاء على الذات أو الأغاني الهابطة التي تجسد افضل تعبير عن العقلية الجمعية وعجزا نفسيا وأخلاقيا ووجوديا أو العدوانية اللفظية القائمة على السباب والشتائم أو العنف الدموي والاقتتال والصراعات.
والإنسان المقهور لا تسيطر عليه فقط عقدة العار بل عقدة النقص المتمثلة في تجربة الأب القاسي والأم القاسية. الأب القاسي هي عقدة أديب قتل الأب والأم القاسية التي تمنح وتحرم فتزيد تعلق أولادها بها، سيطرة علاقات القهر قهر السياسة والطبيعة والاقتصاد يجعل هذا الإنسان يعيش واقعا مأزوما لا يمكن الفكاك منه.
ويختتم الباحث كتابه بالحديث عن وضعية المرأة في المجتمع القهري فهي الأكثر عرضة للتبخيس في علاقات التسلط والقهر بل هي موضع لتفريغ عقدة العار والنقص عند الرجل، سواء كانت من الطبقة الوسطى أو الطبقات العليا أو العمل غير المأجور في المنزل او الاستغلال الجنسي
وأمام ذلك تكون المرأة أكثر عرضة للتأثر بالخرافات وتسيطر جنسيا على الرجل وعلى من حولها.
كتاب سيكولوجية الإنسان المقهور من أكثر الكتب قدرة على عرض وتحليل وضعية الفرد المقهور فهو لا يلغي الجانب ااقتصادي او التقني بل يضيف إليهما البعد الاجتماعي والنفسي..
يدخل في عمق الظاهرة ويحللها وصولا لأزمة الهوية في المجتمعات العربية ولاسيما حينما يتحدث عن ذوبان الفرد في الجماعة والماضي ..والمقصود بالجماعة الجماعة العضوية الطبيعية ...والنبش في الماضي كأساليب دفاعية تفسر التععصب والطائفية وأزمة بناء الدولة الحديثة في الدول العربية.
والحوارات السياسية القائمة على حديث الطرشان ليست إلا صورة صادقة عن العنف الموجه نحو الخارج...فالرجل يفرغ العنف الجنسي والفكري مايجعل حياة الرجل أكثر يسرا من حياة المرأة فهو قادر على التعبير دون الخوف من التعرض للقتل أو الإبادة
والابتزاز النفسي مع وجود حالات أيضا يكون فيها الرجل والمرأة سيان في التعرض العنف..
ماللجوء إلى السحر والكرامات والخرافات إلا وسيلة للبحث عن الأب الحامي المخلص من الواقع المأزوم والصراعات والاقتتال الدموي ونبذ الآخر المختلف إلا مظهرا من مظاهر انعدام التوازن الوجودي
وتسلط المرأة ماهو إلا نتاج ممارسة وتفريغ عقد العار والنقص من قبلها او عليها فإذا ماوصلت إلى مركز صناعة القرار نجدها نرجسية متسلطة
يقدم الكتاب تحليلا شاملا لا يتعمق في كل موضوع فهو يضع الخطوط العريضة لدراسات أعمق وأكثر تخصصا وهو تارة يتحدث عن الدول العربية ويدرس المجتمع اللبناني والمصري وتارة يتحدث عن الدول المتخلفة عموما
على أية حال، كما يؤكد الباحث، هناك حاجة لدراسات ميدانية تتناول كل دولة عربية على حدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات