الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل اليسار فى مصر

حسن شعبان

2006 / 5 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مستقبل اليسار فى مصر موضوع جد هام و خطير, و يجب أن يرقى إلى مستوى مستقبل هذا الوطن .
و مناقشة مستقبل الوطن و مستقبل اليسار لا يمكن أن تنجزه ندوة أو حتى عدة ندوات, ولكن الموضوع يستحق أن يطرح على مستوى أعمق و أوسع ... و أقترح للبداية عقد مؤتمر عام موسع لليسار , على أن يتم الاعداد الجيد له من حيث الوقت الكافى و الموضوعات المطروحة .

و لا يمكن أن نتحدث عن مستقبل اليسار دون مناقشة أزمة اليسار فى مصر و التى أرى أنها تتمثل فى :
• أزمة فكرية .
• أزمة سياسية .
• أزمة تنظيمية .

فى مطلع الستينات من القرن العشرين كان اليسار فى مصر قد تخلى عن مشروعه البروليتارى و تبنى فكرة التطور اللارأسمالى , و تخلى عن مشروعه الاشتراكى و تبنى المشروع الناصرى , و تخلى عن تنظيمه بحل الحزب و الانخراط فى حزب السلطة .
و كانت هزيمة 1967لحظة حاسمة فى تاريخ مصر , و كانت تعنى سقوط المشروع الناصرى برمته .كان شعار الحرب قد فرض نفسه و تبنته جماهير الشعب المصرى و عمت المظاهرات انحاء مصر فى المدن و القرى و فى المصانع و فى الجامعات تطالب بالحرب و التخلص من عار الهزيمة, و لتقفذ المسألة الوطنية الى المقدمة .

نشأت منظمات يسارية .. و لكن سرعان ما تحللت و ذابت فى شظايا متناثرة بفعل فاعل مع سبق الاصرار و الترصد , لم يكن لخلافات فكرية أو صراعات سياسية , ولكن لاسباب ذاتية , و كان مشهدا دراميا مضحكا نراه على الساحة .. البعض انتقل الى الجانب الاخر و بنفس الحماس و الاندفاع , البعض إنخرط فى منظمات لحقوق الانسان و مراكز بحثية بتمويل أجنبى مريب , و بلا إنتاج حقيقى , ,اصبحوا نجوما فى سماء الفضائيات , وعلى موائد وزراء خارجية أمريكا الذين يحلون ضيوفا على القاهرة , و البعض يبحث عن طريق للتواجد على الساحة فى التظاهرات الاحتجاجية و على شاشات الكومبيوتر .. لكن الجميع لا يقتربون من الطريق الوحيد الصحيح و الواجب و كأنه رجس من عمل الشيطان . لماذا ؟!!

و مايزال السؤال مطروحا و ملحا ولا يحظى بما يستحق من عناية فى البحث الموضوعى و النقد الذاتى الواجب.

و فى تقديرى الاسباب تكمن فى ان هذه المنظمات ظلت فى إطار الافق البرجوازى , وفى إطار النخب المثقفة , و تتحلى بروح البرجوازية الصغيرة , ولم ترق إلى مستوى طرح جذرى لمشروع إشتراكى يجيب على مسألة الحرب و حل المسألة الوطنية فى إطار أفق لتطوير المجتمع وقيادة الجماهير نحو تغيير ثورى فى الفكر و السياسة و التنظيم .


إن مستقيل اليسار فى مصر رهن بـ :

• وحدة اليسار حول شعار محدد واضح و دال – الاشتراكية – و إعادة الثقة فى هذا الشعار , و ممارسة أوسع أشكال الدعاية حوله , و ابتكار الوسائط الضرورية و اللازمة حتى يصل هذا الشعار الى جماهير يعبر هذا الشعار عن مصالحها لتقتنع به و تتبناه و تدافع عنه .
• الخروج من أطر النخب البرجوازية المثقفة الى آفاق أكثر رحابة , آفاق الجماهير صاحبة المصلحة فى التغيير , و تنظيم حركتها و قيادتها .
• تنظيم الجماهير فى مؤسسات كفاحية تعبر عن مصالحها و تدافع عنها .
• التواصل الحتمى مع الاجيال الشابة فى الجامعات و فى المدن و فى القرى , التى تبحث عن طريق المستقبل , ولا تجد مثالا يحتذى أو طريق نضالى سليم تقتنع به و تنخرط فى مجراه.
• امتلاك مشروع اشتراكى , و ترجمته الى برنامج سياسى يلبى آمال و طموحات الجماهير , و يطرح مطالبها المشروعة فى السكن والصحة و التعليم و العمل .
• امتلاك رؤية مستقبلية تحدد جوهر الصراع فى عصرنا الراهن فى العالم و فى منطقتنا و فى بلدنا , و تحدد بدقة من هم الأعداء الحقيقيون الذين يتوجب محاربتهم و هزيمتهم .



إن النظام الحاكم فى مصر يفتقد الى الشرعية , و يستند فى وجوده و بقائه على قوة القمع التى يمتلكها , و يعتمد على تزوير و تزييف إرادة الجماهير بالاستفتاءات و الانتخابات المزورة .. و ينتهك الدستور كل يوم .. لقد عدل السادات الدستور لكى يبقى فى الحكم مدى الحياة , و عدل مبارك الدستور ليضمن التجديد لنفسه و التوريث لنجله .. إن الشرعية الحقيقية هى شرعية الجماهير , ومن يريد الشرعية فليستمدها من الجماهير . إن اليسار عليه أن يسعى الى أن يحوز ثقة الجماهير ليستمد الشرعية منها و ذلك بأن يسعى إلى تنظيم نفسه و تنظيم الجماهير و يقودها من أجل إنتزاع حقوقها المشروعة , السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية , فالشعب المصرى يئن تحت و طأة الاستغلال الاقتصادى و القهر الاجتماعى .

إننا إذن أمام وضع يقول .. الظروف الموضوعية ناضجة بما يكفى و لكن الظرف الذاتى متخلف , وليس هناك قوة إجتماعية ثورية قادرة على تحريك هذه الجماهير و قيادتها لاحداث تغيير ثورى .. و هذه هى المهمة التاريخية التى تقع على عاتق اليسار فى مصر .. فهل هو قادر على تخطى ازمته الذاتية و الوعى بمهمته التاريخية و حمل أمانتها ؟ أم يظل قابعا يتفرج و يجر نفسه خارج التاريخ ؟!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ