الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(يوميات أبٌ عاق )

حيدر مكي الكناني
كاتب - شاعر - مؤلف ومخرج مسرحي - معد برامج تلفزيونية واذاعية - روائي

(Haider Makki Al-kinani)

2019 / 9 / 16
الادب والفن


مجموعتي ..(فتاوي شعرية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبتي ..
لِمَ أوجدتني؟
في عالمٍ يتنفسُ السُلّ
ويرسِمُ وَجْهي رغما عنّي
لمَ أوجدتني ؟
وأنتَ من فقع عين ذاكرتي
في ليلةٍ منسية
أبتي ..
لِمَ أوجدتني؟
ورسمتَ لي وجها
اسما ,
أرضا ,
وطنا ,
حربا ,
سِلْمَا , رغما عنّي
لم عمّدتني بلعنة الالتزام
وذَبَحْتَ كلّ الحَمَام
لِمَ فخّختَ مفردات الكلام
ودربتني كيف أفقعُ عين السلام
أبتي ..
أما كان الأجدر بكَ أن تحتفظ بماء وجودي لليلةٍ أخرى
لحظةٍ أخرى
رغبةٍ أخرى
كذبةٍ أخرى
لو أجهضتَ فِكرة وجودي قبل أن تنام
لو إنّكَ تناسيتَ تلكَ الليلة
فالقصة حقل ألغام
وما بعدها
حربٌ تضربني
وحدودٌ تُحِيطُني
وأسوار تعوي في ذاكرتي وتنام
عادَ الصمتُ مُبكّرا يُغَلّفني
ويموءُ في رأسي
يصيح ..
أبتي ..
لِمَ أوجدتني؟
وأورثتَني رياح الكلام
في بلادٍ لا تفقهُ وجهَ الكلام
في بلادٍ
لم ألتقيها بعد
أبتي ..
كلّما مررتُ بنهرٍ بكيتهُ
وأنتَ تذبحُ قرابين الأشياء
أراكَ
تُحَدِّقُ مِن نافِذةٍ مهزومة
تعدّ حياءات الأوهام
والأرضُ نشيدُ الراحلين
أمّا النساءُ
فواكهٌ تنضج مع الغمام
و أنت تأكل أمواتك برغبة عينٍ لاتنام
وتهجّر نوارِسَ بحركَ الحجري
في قواربِ التراب
كلّ عام
الحياةُ قبرٌ للذكريات
نعشٌ لجحيمٍ يكبر
كلّما مات
أبتي ..
عوّدتنا أن نزرعَ الهزائمَ في راياتِنا
والكلمات
تركتنا نفشّرُ الوقتَ
والنوافذُ سواحلٌ للراجعين
تمضغنا حوادث الأسماء والسنين
وأنتَ ظلامٌ عابث
قمرٌ هاجر
وحنين
شيّدتَ مقصلتي
في أحجار الإجابة
في رمل العائدين
وهم يكدّسون أيامهم
في حقائب الزمن المطوي ناقصين
أبتي ..
لِمَ أوجدتني
في عالمٍ يعبدُ الوهم
وأنتَ كما أنتَ
إلهُ الآخذين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا


.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟




.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا


.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال




.. لتجنب المشكلات.. نصائح للرجال والنساء أثناء السواقة من الفنا