الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكالية العلمانية في العالم الإسلامي

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2019 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


وجهة نظر

الاشكالية هي النمط النظري الذي تُطرح من خلاله مشكلة واقعية, وليست المشكلة الواقعية نفسها. أو بالأحرى وبشكل أدق هي الطريقة التي يحوَّل فيها الفكر مُعطيات الواقع الاجتماعي إلى مشكلات, أي قضايا يمكن تحديدها وتقديم إجابات وحلول لها. ها هو صاحب كتاب (نقد السياسة – الدولة والدين) يُحاجج بأن منظومة القيم التي تتحكم برؤيتنا للواقع الاجتماعي كثيراً ما تمنعنا من رؤية حقيقة ما يجري فيه وتجعل من الصعب التفاهم حول طبيعة التحولات التي نشاهدها معاً. ويكفي أن نشير إلى اختلاف تفسير الناس لما يحدث تحت أنظارهم اليوم من احتجاج اجتماعي في العالم الاسلامي حيث يعتقد البعض أن الدين هو الذي يستعيد نفوذه وسيطرته على الواقع الاجتماعي الراهن, بينما يرى آخرون أن القيم الدينية قد فقدت القدرة على توجيه سلوك المجتمع والسيطرة عليه. بل أكثر من ذلك, يعتقد القسم الأكبر من أصحاب الفكر العلماني الذين يعملون في الحقل السياسي أن العودة إلى القيم الدينية هي تعبير عن تهافت هذه القيم وردة ظلامية تهدف إلى القضاء على الحرية العقلية والسياسة في المجتمعات الإسلامية. وخاصة اليوم بعد أن حُملتْ "البندقية الاسلامية" في مواجهة أنظمة حكم متوحشة أهدرت أبسط حقوق الفرد المسلم وضربته بالحائط, فكان رد فعله هو الآخر عنيفاً خرج عن كلِّ سياق معروف.

كان من صالح الحاكم في الوطن العربي أن يبقى الفرد من دون ضمير ديني حي عميق وبدون شعور حقيقي بالتضامن الجمعي بين المؤمنين كأخوة . وكان تحويل القيم الدينية الفاعلة التي ضبطت حركة المجتمع الإسلامي وصنعت نهضته؛ إلى خلافات فقهية اشكالية بين الملل والنحل, عملت السلطات الحاكمة على تفاقمها, وهذا أدى إلى التضيق على الإيمان والحد من نمو العلاقة بين البشر كأخوة. أي جعل الجماعة جماعة شكلية وحرمانها من عمقها الروحي. وهو مما أعاق تطوير مبدأ أخلاق الأخوة التي أبدعها وسنها الإسلام كنموذج للعلاقة الطبيعية والضرورية بين المؤمنين وكأساس لكل علاقة بشرية. والتراجع التدريجي عن منابع الأخلاق الدينية هو الذي أبقى أخلاق العصبية القبلية والطائفية والقومية والاقليمية حية وقابلة للعودة في أي لحظة وهو ما كانت السلطة الفردية المطلقة تسعى إلى تغذيته من ضمن استراتيجية السيطرة والتقسيم والتلاعب بالتناقضات أمام خطر المواجهة الشاملة التي يخلقها التضامن الأخوي بين الأمة وحاكمها الجائر. ففي كل حكم فردي, إسلامياً كان أم مسيحياً, علمانياً أم دينياً, ليس هناك استراتيجية أخرى للحكم إلا هذا التقسيم الدائم للمجتمع بين عصبيات متنافسة ومختصمة فيما بينها. ذلك أن هذا التقسيم هو شرط استمرار تفرد السلطة الغاشمة.

إن انهيار قواعد عمل الدولة هو الذي قاد إلى انهيار تقاليد تسامح دينية حية منذ آلاف السنين. إن الضربة الحقيقية التي تلقاها المجتمع العربي لم تكن في عقائده ذلك أنه كان أكثر من كل المجتمعات الأخرى قدرة على استيعاب القيم والأفكار والمذاهب الجديدة نظراً لوجود تقاليد التعددية الدينية بمختلف تجلياتها. ولكنها تكمن في ما تعرض له نموذج الدولة من تهديم موضوعي وفي ما ظهر من تخلفه الهائل والمفاجئ بالمقارنة مع نموذج الدولة الحديثة ومن ثم ذوبان كل مقدرة على إعادة إنتاج السلطة المركزية دون التغيير الشامل في طبيعة التوازنات الاجتماعية القائمة. ولا يزال المجتمع العربي الإسلامي لم يخرج من هذه الصدمة التي تمس نموذج بناء السلطة وعمل الدولة حتى الآن. هذه هي اشكالية العلمانية في المجتمعات الإسلامية. ومن هنا لا يبدو الحديث عن التعصب الإسلامي وكأنه سحب لتجارب تاريخية أخرى على المجتمع العربي فحسب ولكنه يتجلى للرأي العام الإسلامي كنوع من التشويه التاريخي والاتهام المغرض وهو يتفاقم في الواقع بقدر التقدم في تمثل القيم الجديدة وتطور الفكرة العلمانية أي بقدر تغريب الشعور والوعي الديني والمدني العربي. وهذا يفسر كيف أن نمو النزعة العلمانية التي كانت من العوامل الأساسية في التحول الديمقراطي في المجتمعات الليبرالية يغذي في مجتمعاتنا العربية الإسلامية النزعات الطائفية بل ويجنح إلى تحويل الدولة في مفهومها عن نفسها إلى دولة استبدادية طائفية وهو الذي يفسر كذلك لماذا لم تتحول الدولة المحررة من الدين -الجمهوريات العربية- إلى دولة علمانية يحكمها القانون. بل تحولت إلى دولة عسكرية تحكمها الأجهزة الأمنية بفظاظة مطلقة. وهذا يُفسر لماذا لم تستطع الدولة الحديثة التي ولدت بعد حقبة الاستعمار الغربي وتحت إرشاد النظرية العلمانية -والتي تبناها حتى المصلحون الدينيون- أن تفرز سلطة سياسية دستورية قانونية تقود المجتمع إلى بر الأمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلل في تسويق العلمانية
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 19 - 11:19 )
الخلل في فهم العلمانية
ليس في الاسلام ولكن في التسويق للعلمانية
لم يتم تسويقها على انها نظام حكم اي بمعنى رفع هيمنة رجال الدية على الدولة وقرارها السياسي بل تم التسويق لها على انها الحاد وانحلال خلقي وتمرد البنت والولد على التقاليد والشرع الاسلامي
وعليه ليس الخلل في الاسلام بل الخلل في التسويق للعلمانية


2 - صديقي عبد الحكيم عثمان
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 9 / 19 - 12:28 )
العلمانية مصطلح خلافي جدا ًشأنه شأن مصطلحات أخرى مثل التحديث والتنوير والعولمة. وقد شاع استخدامه وانقسم الناس بشأنه بين مؤيد ومعارض. ولعل مفهوم العلمانية بالذات من أكثر المفاهيم إثارة للفرقة إذ يتم الحوار والشجار حوله بحدة واضحة تعطي انطباعاً بأنها محددة المعاني والأبعاد والتضمينات. ولكننا لو دققنا النظر قليلاً لوجدنا أن الأمر أبعد ما يكون عن ذلك.


3 - صديقي عبد الحكيم عثمان
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 9 / 19 - 12:35 )
يقول المفكر عبد الوهاب المسيري في مصطلح العلمانية:
- ارتبط مصطلح العلمانية في عقول الناس بكون غايته النهائية فصل للدين عن الدولة وهذا ما سطح القضية تماماً. أو بتعبير آخر فصل الدين عن السياسة من منطلق أنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين. – التصور أن العلمانية مجموعة أفكار وممارسات واضحة الأمر الذي أدى إلى إهمال عمليات العلمنة الكاملة والبنيوية.


4 - صديقي عبد الحكيم عثمان
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 9 / 19 - 12:37 )
- تصور العلمانية بأنها فكرة ثابتة لا متتالية آخذة في التحقق فالعلمانية لها تاريخ الأمر الذي يعني أن الدارسين درسوا ما هو قائم وحسب دون أن يدرسوا حلقاته المتتالية. – إخفاق علم الاجتماع الغربي في تطوير نموذج مركب وشامل للعلمانية الأمر الذي أدى إلى تعدد المصطلحات التي تصف جوانب وتجليات مختلفة للظاهرة نفسها والافتقار إلى وضوح الرؤية العامة العريضة والعجز عن تحديد البؤرة المحددة.


5 - صديقي عبد الحكيم عثمان
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 9 / 19 - 12:38 )
- الظن بأن مصطلح العلمانية قد استقر في الغرب في الستينات من القرن العشرين. بينما ظهرت في الآونة الأخيرة دراسات للعلمانية من منظور جديد فزادت المصطلح إبهاماً على إبهام مما يفضي إلى تقديم مصطلح جديد للعلمانية يحمل اسم العلمانية المُجددة أو المُتجددة. - حدوث مراجعة للمصطلح في المحيط العربي مما أدى إلى التصالح بين القوميين والعلمانيين والإيمانيين.


6 - ثقافة تفزع من لفظ علمانية
محمد البدري ( 2019 / 9 / 19 - 13:48 )
الفاضل استاذ دحنون
مقالكم يشير الي كتاب سمير امين وبرهان غليون، لكنه يشير بقدر اعمق الي خلو المجتمع الشرقي من طبقات اجتماعية ذات تقسيم يمنع الطوائف. فتحول الملكيات او نظام الخلافة الي جمهوريات ليس معناه انبثاق تلقائي للعلمانية، فالعلمانية جري بناء قواعدها تزامنا مع كل تحول اجتماعي سياسي لشكل الدولة بطبقاتها.
فما الفرق بين نظام الخلافة ونظام البعث الجمهوري بشقيه او نظام عبد الناصر او اي نظام ملكي خليجيي. اعرف ان هناك حساسية من نقد العروبة التي هي اساس كل فساد في حياتنا بل ووكر لاعادة ولادة لاي ارهاب اسلامي وهو حال كل دول المنطقة لان ثقافتها عربية اسلامية تفزع من العلمانية.
للاسف يعتقد الماركسيين الارثوذوكس ان من الممكن اللحاق بمجتمعات اخري يرفض رئيس وزرائها القسم علي الكتاب المقدس امام الملك كما حدث في اسبانيا علنا وعلي قارعة الشاشات. انهم حالمين يا عزيزي دحنون لان لفظ اشكالية له معني آخر لا يختلف كثيرا عما جاء بمقالك انما مواز له وهو ان الاشكالية حالة توليد لمشاكل كلها اشكاليات مستحدة وهكذا الي ما لا نهاية.

تحياتي ومودتي واعتزازي


7 - صديقي العزيز محمد البدري
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 9 / 20 - 17:54 )
أتفق مع رأيك ولا خلاف على ذلك.
عشتُ في أبو ظبي فترة لا بأس بها وكتبت في جريدة الخليج التي تصدر في الشارقة لسنوات وبالتالي أعرف البنية المجتمعية لدول الخليج ولو طرحت عليك السؤال التالي:
مهما كان موقفنا الفكري من الملكيات العربية (الأردن، المغرب، سلطنة عمان، الامارات العربية المتحدة، السعودية، قطر، البحرين، الكويت) فإن التجربة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أنجح من مثيلاتها في الجمهوريات العربية التي ادعت أنها علمانية...ما السبب في ذلك في رأيك؟


8 - ناجحة باي مقاييس؟
محمد البدري ( 2019 / 9 / 20 - 20:47 )
العزيز الفاضل اخي دحنون
بلا ادني شك فهناك شاسع بين الخليج البائس والجمهوريات التعسة. توصيفي قائم علي حال المواطن في كلا الحالتين. الاولي فيها ثروة ضخمة مقابل كثافة سكانية ضئيلة عادت مداخيلها علي المواطن الي حد ان العازل الطبي ربما يوزع مجانا علي بعض المواطنين هناك وليس كل المواطنين، فلا حقوق سياسية وانسانية والثانية فقر في الحقوق والثروة وامراض سرية لا علاج لها.
ارجو ان تسامحني علي هذه السخرية من الموقف في الحالتين. فالمواطن في ادني طبقات اي من دول العلمانية في اوروبا التي تاتي ثروتها من العمل عبر اوضاع طبقية نعرف كيف تعاملت معها الفلسفات السياسية يتمتع بما ليس لخادم الحرمين في وطنه ويمتلك حق نقد اي شئ يعجز عن البوح به ايا من امراء او رؤساء الجمهوريات الفاشلة.
النجاح في تقديري هو ما تحققه الدولة برعايتها ومشاركة مواطنيها عبر اي شكل تمثيلي له، ارتقاءا بالانسان ليس فقط في توزيع العلف انما فيما هو لا وجود له في ثقافة العرب الاسلامية التي تحكم كل الجمهوريات الملكية في الحالتين، وهو الضمير الديني الذي لا وجود له اساسا في الدين

تحياتي واعتزازي وتقديري


9 - صديقي عبد الرزاق دحنون
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 21 - 08:47 )
ما ارتبط في فهم عامة المسلمين وخاصتهم ان العلمانية هو الالحاد
والانحلال الخلقي وساهم رجال الدين الاسلامي شيعتهم وسنتهم وسلفيهم في ترسيخ هذا الفهم
لذا تعرضت العلمانية لرفض مطلق في المجتمعات العربية والاسلامية
ولو تم تسويق العلمانية انها نظام حكم لما تعرضت لهذا الرفض

تحياتي


10 - من برّا هلّا هلّا ومن جوا يعلم الله
ليندا كبرييل ( 2019 / 9 / 21 - 17:53 )
الأستاذ دحنون المحترم

تحياتي

ت7
النجاح الذي نراه في الخليج أساسه اقتصاد الريع الذي يعتمد فيه البلد على التبادل التجاري بالسلعة الوحيدة وهي البترول، فتكون المصدر الوحيد لتوفير الدخل للدولة
هذا النمط الاقتصادي يخلق مجتمعا استهلاكيا لا المجتمع الباني والمنتج
هل النجاح الذي نراه يتحقق بسواعد أبناء البلد؟
ألا يقوم على جهود العمالة المستوردة؟

تحديث الخليج صنعتْه العقلية الأميركية لتشكّل مجال نفوذ لها في المنطقة ولتكون قريبة من منابع الثروة

ما نراه هو التحديث وليس الحداثة
الحداثة لا تقوم إلا في المجتمع الديموقراطي العلماني، العقل فيه مُنعتق من كل سلطة فوقية، لا يعرف التقديس لرب العائلة أو رب القبيلة أو رب العمل أو رب الدولة أو رب السماء
الحداثة تتعدى آثارها المظاهر المادية من أبراج وناطحات وأماكن لهو واستجمام، لتحصل قفزة نوعية تمهد لبعث إنسان المعرفة والإبداع

نظم الخليج لا مصلحة لها في الديموقراطية أو العلمانية القائمة بالأساس على الحريات والمساواة ونظام تعليمي حر من القيود الأيديولوجية أو الدينية
ما فائدة التطور الظاهري إذا كان من برا هلا هلا ومن جوا يعلم الله ما فيه من عاهات؟

احترامي


11 - صديقتي ليندا كبرييل
عبدالرزاق دحنون ( 2019 / 9 / 21 - 18:52 )
عشتُ في دولة الامارات العربية المتحدة سنوات عديدة عملت في شوارع أبو ظبي وفي مدينة العين وفي عدة قرى صغيرة وتعاملت مع الناس هُناك وكتبت في جريدة الخليج التي تصدر في الشارقة وحضرت معرص الكتب في أبو ظبي والشارقة ودبي وكونت صداقات مع أهل البلد ومع الوافدين للعمل وأنا منهم وهذا الأمر بين 1991-2000 وكانت تلك الأعوام أسعد أيام حياتي.
أنا لن أجادلك يا سيدتي في وجهة نظرك التي كتبتيها عن دول الخليج – مع أن فيها الكثير من التحامل- سأترك هذا الأمر لمقال آخر أنشره في الحوار المتمدن لأنني لاحظت أن الكثير يحمل فكرة لا أساس لها من الصحة عن تلك الدول...يقول لينين الواقع أشياء عنيدة ...لذلك سأكون أميناً في نقل ذلك الواقع...شكراً لك.


12 - أنتظر مقالاتك القادمة
ليندا كبرييل ( 2019 / 9 / 22 - 03:40 )
شكراً للأستاذ الفاضل عيد الرزاق دحنون
لا شك أن المدة التي قضيتها في الإمارات تجربة ثرية
أنتظر ما ستتفضل به من انطباعات حول هذه التجربة، وأتمنى مشاركة المعلقين الأساتذة الكرام لتتوسّع رؤية القارئ للمشهد
تحياتي واحترامي


13 - لماذا الخروج عن موضوع الحوار
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 22 - 13:29 )
ست ليندا كبريل بعد التحية
استغربت تعليقك البعيد جدا عن موضوع الحوار فلم يرد في مقال الاستاذ دحنون
شيئ عن دول الخليج الموضوع عن اشكالية العلمانية في الدول الاسلامية فعدت الى المقال مرة اخرى علي لم انتبه لماجاء فيه فلم اجد فيه ذكر لدول الخليج وعدت وتابعت التعليقات فوجدت المعلق البدري هو من خرج عن موضوع المقال وحشر العرب ودول الخليج حشرا ويبدو ان تعليقك كان محاكة لتعليق محمد البدري
الموضوع عن العلمانية واشكالاتها في دول الاسلام عامة فهل عندك تعليل لذلك هذا
هذه هو المبحث وليس دول الخليج ياريت انت والسيد محمد البدري تدلو بدلوكم في هذه الاشكالية ليتم اغناء المقال
احترامي

اخر الافلام

.. السلام في أوكرانيا.. بين خطة زيلينسكي وشروط بوتين


.. زيلينسكي: مقترحات السلام ستقدم إلى روسيا بمجرد أن تحظى بمواف




.. غزارة الأهداف تتواصل لليوم الثاني في #يورو_2024 هل هي دلالة


.. محللون إسرائيليون في الإعلام يطغى عليهم اليأس لانعدام خطة تت




.. إصابة 10 أشخاص بإطلاق نار عشوائي في ديترويت