الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال/الوصاية الاجنبية/اسس الديمقراطية وافاق المرحلة الراهنة في العراق

علي العبود

2006 / 5 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتحدث الكثير من ممثلي اليسار في العراق عن توظيف العامل الخارجي في عملية التغيير السياسي وهناك اجتهادات ماركسية تتفق حول امكانية توظيف العامل الخارجي ولكن ليس بطريقة الانصهار بمشاريع ومخططات العامل الخارجي وهناك مثال تاريخي لتوظيف العامل الخارجي حصل عشية ثورة اكتوبر المجيدة وكان هذا التوظيف مطروح من قبل البلاشفة بقيادة لينين حيث كانت روسيا تعيش حالة حرب استعمارية وقد جرى التوظيف للحفاظ على البوصلة النظرية والطبقية لحزب لينين وكانت النتيجة هي الجمع الجدلي بين العامل الخارجي وفاعلية البلاشفة سياسيا في الداخل , لا ادعو في مثل هذا المثال الى استنساخ التجربة الروسية فالتوازنات اختلفت كثيرا ولكن الغرض عندما نتحدث عن العامل الخارجي علينا ان لانضع علامة لمساواة بين الانصهار ضمن العامل الخارجي وبين توظيفه تكتيكيا لصالح الوطن والشعب والوحدة الوطنية عبر تجنب الوقوع في الميوعة النظرية
اما عن افاق الديمقراطية ضمن المشروع السياسي الرسمي الحالي بودي التأكيد على ان ديمقراطية في ظل تبعية الاقتصاد العراقي لخدمة متطلبات الاقتصاد الرآسمالي العالمي هذه التبعية تؤسس لبنى تحتية هشة لا تتلائم مع بناء اسس لديمقراطية متينة حيث يجري تأسيس تلك البنى في ظل نمو جيل جديد من طبقة رأسمالية كمبرادورية طفيلية تندمج حاليا مع رأس مال بيروقراطي للدولة تحت ظل المحاصصة ويجري ذلك تحت نير الاحتلال والوصايا والاستقطاب الطائفي الذي تغذيه قوى سياسية تعتبر مصدر جديد للفاشية مضافا الى الاشكال السابقة للفاشية المرتبطة بالنظام السابق
اما عن حركية التركيبة الطبقية العراقية حاليا فان الاستقطاب الطبقي يجري جنبا الى جنب مع نمو جديد للطبقة الوسطى الا انها غير متجانسة سواء في انحدارها الاجتماعي او في السمات الحضرية نتيجة للتشوه السكاني والحضري الذي حصل في العراق ابان النظام السابق ويجري توظيف شرائح من الطبقة الوسطى الى نزعات فاشية مع فئات واسعة من البوليتاريا الرثة
ضمن اطار بعض القوى الدينية في الوقت الذي تتسع فيه دائرة فئات شغيلة الفكر تضاف الى جيش الطبقة العاملة العراقية الذي تعرض للتشوه هو الاخر الا انه ذلك لايمنع من وجود افاق لتحالفات طبقية شعبية تصبح محركا للنضال من اجل ديمقراطية متينة غير مشوهه ولكن ضمن مشروع وطني عراقي غير المشروع السياسي الرسمي الحالي ومن اجل ان يقوم اليسار العراقي بدور ريادي في المشروع الوطني فان ذلك يتطلب مزيدا من الحوار بين الاسرة الماركسية العراقية لانضاج مشروع ماركسي عراقي يستوعب تداعيات المرحلة ومكوناتها دون تجاهل اي اجتهاد كما يتطلب ذلك عدم اختزال التيارات اليسارية في العراق الى تيارين الاول الذي يشترك حاليا مع المشروع السياسي الرسمي والثاني يسار طفولي مغترب عن التربة العراقية ويريد حرق المراحل فان هناك اجتهادات ماركسية متنوعة في العراق ولها جذور تاريخية وتسعى تلك الاجتهادات الان الى تاسيس مشروع وطني عراقي بعيدا عن وصاية المحتل بدلا من المشروع الرسمي الحالي الذي تفوح منه رائحة الطائفية وتعمل تلك الاجتهادات للدفاع عن اي مكتسب ديمقراطي حالي ساعية الى تحشيد كل القوى الوطنية والدينية المتنورة للتصدي الى كافة اشكال الفاشية القديمة والجديدة المتخادمة مع الارهاب والطائفية كل ذلك يرتبط مع النضال من اجل الاستقلال السياسي الكامل للعراق وفك الارتباط مع الاقتصاد الراسمالي العالمي ويرتبط ايضا باعادة تاسيس وطني للنقابات العراقية وانتشالها من الحاضنة الامريكية التي افسدت توجهاتها من خلال التمويل المشبوه ولكي تمارس دورها في زرع المواطنة العراقية من جديد دون ان تنسى تلك الاجتهادات ارتباط هذه المرحلة الشائكة مع النضال من اجل قضية الكادحين على اسس المشروع الماركسي المتجدد والنضال ضد كافة اشكال التحريفية لليمينية واليسار الطفولي في الحركة الشيوعية العراقية

علي العبود
الناصرية
15/5/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامرَ إجلاءٍ من رفح ويقصف شمال القطا


.. قصف متبادل بين مليشيات موالية لإيران وقوات سوريا الديمقراطية




.. إسرائيل و-حزب الله- يستعدان للحرب| #الظهيرة


.. فلسطين وعضوية أممية كاملة!.. ماذا يعني ذلك؟| #الظهيرة




.. بعد الهجوم الروسي.. المئات يفرّون من القتال في منطقة خاركيف|