الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خيالُ شاعرٍ بملامح روسية

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2019 / 9 / 20
الادب والفن


خيالُ شاعرٍ بملامح روسية



أن تقعَ في الحب فجأة
فهذا يعني أن لم يكن أمامكَ ما تفعله حينها
ولم يكن أمامكَ مكاناً ينقذكَ مما تريد
أما ما لا تريد فسيبدو بضجر المتثائبين،
في كآبة يوم أحدٍ عاصف
وسَيُعلقُ برتابة قرص بيتزا بارد وتنقصه التوابل:
ولكنك وقعت... وتتمنى سماع صوت إرتطامكَ
الآن... وفي هذه اللحظة لا غيرها.

***** ******

تقول المرأة التي تبحث في الأدراج
عما يغطي إرتجاف أصابعها:
الأمر يشبه لعبة الروليت الروسية،
ولكن بمسدس محشوةٌ كل حجراته
ومغرٍ، بل مثيرٌ حد إثارة الشبق الأعمى
لتضغط على زنادهِ.... ولينتهي العالم بعدها
وتضغط... ولكن لا ينتهي العالم
وتضغط مرة أخرى...
ولكن من أجل لذة الضغط هذه المرة،
لأن العالم سيبقى محافظاً على توازنه
على نفس الساق...
وقلبها سيبقى متلهفاً لسماع دوي الإطلاقة الأخيرة
بعنادٍ، لا بلهفةٍ فقط، هذه المرة.

***** ******

قبل أن يتقاطر النمل ويبدأ بالصعود
ثمة هاجسٌ سيحدثكَ عن توجيه المسدس
بإتجاه علبة السكر التي يراها النمل وحده
أما المرأة التي خرجت الآن لنزهة لا إرادية
فتفضل توجيه المسدس إلى مكانٍ
عالقٌ بطفولة ذاكرتها، دون أن تضغط على الزناد
لقد زالت كآبة يوم الأحد الآن
وليت البحر يقترب ليمر صيادٌ بقاربه الملون
ويلوح لها من بعيد...
لتشعر أنها قد تركت موضعاً لقدميها،
على الأرض التي أحرقتها ببسالة،
كما سيقول المعلقون...
خلف ظهر الرغبة.

***** ******

في مرافعة الدفاع الأخيرة
ستتساءل أنتَ إذا ما كان النملُ قد خرج من سورة النملِ
وإذا ما كان الروس قد إخترعوا الروليت
لصيد العصافير المهتاجة ليلاً
بلا سببٍ معقول
أما المرأة، وبعد أن تعدل شعرها، أمام المرآة،
وتمرر أحمرُ شفاهٍ وردي على شفتيها، بعجالة،
فستبتسم بخجلٍ لمذاق طيش الروليت
وربما ترسلُ قبلةً لمخترعها،
ليس لأنه ساعدها على الوقوع في الحب،
بل لأن دوي الإطلاقات الست
نبهها للطريقة الأخيرة للموت الذي تنتظر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين


.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 22.4 مليون جنيه خلال 10 أيام عرض




.. ريم بسيوني: الرواية التاريخية تحررني والصوفية ساهمت بانتشار


.. قبل انطلاق نهائيات اليوروفيجن.. الآلاف يتظاهرون ضد المشاركة




.. سكرين شوت | الـAI في الإنتاج الموسيقي والقانون: تنظيم وتوازن