الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قد وارامكو والكارثة العرببة

وسيم بنيان

2019 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


مخرج:
علمتنا معاجم المعاني اللغوية أن (قد) مع الفعل الماضي تفيد التاكيد،وقد كنا (كعرب) احياء ذات يوم،وقد شهدنا.
لكن المشكل في (قد) الحاضر،فهي تفيد الشك،او احتمال الوقوع.او التقليل والتكثير. وتكون أيضا اسم فعل بمعنى يكفيني( قدني درهم: يكفيني) وبهذا المعنى فأننا قد اصبحنا مشكلة وجودية متبرزخة* بين الوجود والعدم،وقد يطيب لي أن انحت المفردتين (الوجودم)!
نعم نحن العرب (وجودم) حير قانون الحياة،فلسنا وجودا واضح الملامح،ولا عدما لايثقل كاهل الحياة بعاهاته...

مدخل ارامكو:
قصف النفط السعودي استدعى ذات النباح الليبرالي المسعور كلما تردى سوق اللصوص.قد كشف هذا النباح مؤخرات حقوق الإنسان ومؤسسات القانون المدني، والديمقراطيات الخ من هراء، لا يقل هرطقة عن  زندقة تجار الدين.النفط والدين،رواية قصيرة جدا،لكنها قد تكون أعمق من (مؤتمر السقيفة) او معاهدة (سايكس بيكو)...
قد ينغرس بين هذين الاخوين السناميين (الدولار)،  كشقيق ثالث لم تلده الديانات بالتبعية ولا النفوط** بالذات، لكنه نتج عنهما عرضيا ثم صار عرضه ذاتيا،وهذا هو التحول الاول في بنية الفلسفة*** الاسلامية الثابتة منذ عقود.
لكن الرمال في (مدن الملح) تتحرك.وهكذا النفط يسيل في الأنابيب وتسيل معه نجاسة السياسة لتختلط بدياثة الديانة المحرفة، فتتحول الوهابية إلى القاعدة مرورا إلى داعش وحتى طورها الحالي (الصهيوني) بامتياز.ومنذ البرميل الاول والدولار الالف سال لعاب التكفير وكان ما كان: الشيعة مشركون.عبدة قبور.ابناء المتعة الخ.وقد فاتهم وهم يكتبون ذلك أنهم -السعوديون-ابناء المسيار.عبدة الولاة.مبتدعون،في مرآة الشيعة ومنهم الايرانيون،ومازالت الرمال تتحرك...
من مفارقات طائفية (آل سعود) أنهم يكرهون العجم حد اللعنة،مع أن المذهب السني الذي يدعون انتسابهم إليه لم يقف الا على أكتاف العجم،فقها واصولا ولغة الخ.ومن مفارقاتهم كذلك أنهم كانو يقبلون الايادي والاقدام عند ملك العجم (الحاج/الشاه) قبل الثورة الإيرانية بقيادة ر وح الله الخميني،والثورة لاتناسب النفط  ولا الدولار، اللهم الا حينما تحرف مبادئها بدعم من (تجار الدين) وايحاء من اوثان السياسة. فصارت ( ولاية الفقيه) عدوا لولاية (البيت اللا ابيض) وتبعا لها إسرائيل والغرب والوهابية السعودية بالوجود
والماهية،وقد (قدت) ام المنطقة العربية قبلا ودبرا منذ ذلك الحين...
قد كان (حسن علوي) لماحا حينما كتب عن العراق والتأثير التركي الايراني، في زمن باكر نوعا ما. وكذلك كان (مصطفى حجازي)، حينما توسع في المشروع الذي بذر بذرته (علي الوردي)، فتوسع فيه وزاد لبناته التأسيسية.ولم تنفك تجربته ،وفق تحليلي الخاص، عن تجربة علوي كذلك.مع استبداله للمكان في التجربتين للوردي وعلوي،  والموضوع  في قراءة علوي فقط ، ليصبح المكان(لبنان) -مع ارادة التعميم-والموضوع (نفسي) كما في تجربة الوردي...
ولكي نفتح شهية الانفتاح حتى الذروة ندمج التجربتين مع إضافة بعد تخريبي كارثي فاق اي خراب قديم وهو البعد (الصهيوني العربي) المتمثل علانية وجهارا ب (الثالوث الخليجي: السعودي البحريني الاماراتي) وهذا هو المؤثر العربي الأخطر حتى الآن.فمهما كانت سلبيات التدخلات التركية الفارسية على المشروع القومي العربي- نتحدث عن القومية الإيجابية دون أي مقصد عنصري- والتي كانت من ضمن اسباب (مقهورية الفرد العربي التي شخصها حجازي)فأن هذه التدخلات مجتمعة لم تصل إلى ربع التأثير الذي يحدثه التدخل المدمر للصهيونية العربية في المنطقة بشكل عام...
قد احترق النفط.وقد انتفض (الدولار) مزبدا معربدا كعادته فهو لا يفوت فرصة لحلب النفط واخذ الجزية من ملوك الرمال ، فهم المحلوب المحبوب،والناصر المطيع مهما بلغت درجة احتقاره واهانته ،وتلك لعمري أهم خصال ( الفرد المقهور) ...
اشار (الحالب/الأمريكي) مباشرة بأن (ولاية الفقيه) هي من اعتدت على نفط المحلوب (مشايخ القاعدة وداعش) ووافق المحلوب راكعا ساجدا كالعادة وجعجع هو الآخر بعد أن استعد لتجهيز دفعة من الجزية الثقيلة قد تصل إلى المليارات، معلنا عن مؤتمرا كوميديا تحدث فيه المتحدث الرسمي (المالكي/السعودي) بلغة أعجمية إنجليزية، وقد أصبحت إنجليزية آل سعود وقومهم افضل من عربيتهم،لم تفصح عن شيء في لغة العقل ولا قرطاس الدليل.
قد تكون مفارقة كذلك؛ نكتب كلمة مفارقة للتندر فكل ما يفعله العربان هو مفارقات لا تنتهي؛ ان تتهم السعودية ايران من جديد،
وقد سبق لها إن فعلت ذلك عند استهداف بارجاتها في الخليج،في استهداف نفطها،في محاولة منها لجر امريكا لحرب مع إيران، فما من غرابة البتة.
محمد بن سلمان (مختل عقليا) يمكن ملاحظة ذلك في جميع تصرفاته واقواله،عدا عن تقارير عديدة نشر آخرها في العاصمة الألمانية تتحدث عن إصابة بن سلمان باضطرابات عقلية منذ صغره وقد خضع للعلاج دون أن يشفى قطعا.بالاضافة لذلك قد يتعاطى بن سلمان  (الكبتاغون) الحبوب المخدرة التي تستهوي أمراء المملكة على ما يبدو"1".من هذه الناحية يتشابه بن سلمان مع عمه في إدارة القيادة المستر (دونالد ترامب) الذي يعرف الجميع عاهته العقلية،ولذلك يتسنى لنا حل اللغز الكارثي في غباء التكرار المرعب للسيناريو التالي الذي سيكون بمثابة الخاتمة:
تتعرض السعودية لاعتداء ما،تستنجد بأمريكا.زيارات وظهورات إعلامية مكثفة . حلب متواصل . مؤتمرات تجعل الحرب واقع ملموس: يجب على إيران أن تدفع الثمن! تتلاشى الفقاعة.السعودية مضرجة برمالها.نفطها يسيل فوق لحى مشائخها لكن واحسرتاه أغلب الدولارات تذهب جزية صافية في جيب ترامب.ونعود الى البداية من جديد.النفط والدولار وتجار الدين.ومامن جديد في جعبة احمقا الليبرالية والوهابية المحدثة،والجزية تتواصل...
بعيدا عن كل هذا الإرهاب الليبرالي الوهابي الصهيوني يتلظى اطفال اليمن جوعا وقهرا وموتا ومرضا. السعودية والإمارات والسودان ومصر والبحرين وعبر ما سمي (تحالف عاصفة الحزم) دمروا اليمن من الوريد الى الكوليرا.ولم تهتز شعرة في ضمير النظام العالمي الأمريكي الصهيوني النازي الحقير،لكن النفط هو الذي حرك مشاعرهم.ومن جديد يعود التاريخ مستعرضا الصلح القديم الجديد في منظومة (الاستحمار)، وكما شخصه الجميل (علي شريعتي)،بين السياسي والتاجر ورجل الدين الخائن...
ولا نعرف متى يتم الطلاق بينهم كل ما نعرفه أن المنطقة على شفا جرف هار،وان السعودية تلعب بمصيرها الوجودي بقيادة بن سلمان،وان الحل الافضل لها وللمنطقة هو إنهاء حرب اليمن.خاصة وان الحوثيين اشتد ساعدهم وستكون الضربة القادمة اخطر من كل الحوادث السابقة وستجعل من ارامكو نسيا منسيا.اما لو فرضنا أن السعودية تصدق اوهامها وتقرر الاعتداء على إيران بقيادة امريكا فحينها على آل سعود السلام،وقد يصح القول إن: للبيت ربا يحميه!
_____________________________
*اي متوسطة (في الوسط) وهي من معاني البرزخ.
** نفوط: نفط بصيغة الجمع!
***افضل اصطلاح (فكرنة) بدلا من فلسفة لأسباب عدة قد أتطرق لها ذات يوم.
1- قبل فترة ليست بعيدة ألقي القبض على امير سعودي وبحوزته كمية كبيرة من الكبتاغون ، قد حدث ذلك في (لبنان).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرب اليمن يمكن انهائها
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 9 / 21 - 12:49 )
اذا قبل انصار الله بمخرجات الحوار تنتهي حرب اليمن
ولاحرب لاعلى ايران ولاعلى السعودية
واذا قبل بالقرارات الدولية بخصوص اليمن تنتهي الحرب في اليمن وعلى الفور
وتنتهي معها عاصفة الحزم
فنهاية حرب اليمن بيد انصار الله الحوثي وليست بيد جهة اخرى

اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م