الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب أفيون الشعوب

ندى أسامة ملكاني

2019 / 9 / 20
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


مؤلف الكتاب هو الدكتور عباس محمود العقاد )1989_1964( ، أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري، صادر عن دار الاعتصام للطباعة والنشر، في العام 1975، عدد صفحاته 144 .
أفيون الشعوب مصطلح أطلقه كارل ماركس أثناء تحليله للدين وهو مصطلح سلبي بمعنى انه ينظر للدين على أنه ملهاة الناس عن المطالبة بحقوقهم..إنها مخدر. بخلاف ماركس، العقاد لم يرد أن يؤيد هذه النظرة حينما أطلق على كتابه هذا الاسم أو حتى حينما يدرس الموضوع، إنما أراد أن ينتقد ويتجاوز.
يرى كارل ماركس في عبارته الشهيرة "الدين أفيون الشعوب" أن الأديان على اختلافها تخدر الناس وتلهيهم عن الحياة وتنسيهم المطالبة بحقوقهم واستغلال أصحاب رؤوس الأموال والتفكير العميق لما يحيط بهم، طمعا بملكوت السماء او الجنة المؤجلة الموعودة. يأتي الدكتور العقاد ليهاجم هذه النظرة ليس فقط الماركسية بل المذاهب العبثية والوجودية ويعرض رأيا مضادا ويطلق على الماركسية والوجودية اسم المذاهب الهدامة.
يرى أن الشيوعية كمرحلة عليا من الماركسية هي الهراء وليس الأديان، الدين يولد شعور المسؤولية لدى الفرد ويجعل الرقيب الداخلي حاكما للفرد وليس المحيط بمعنى آخر الدين والضمير في مذهب العقاد يلتقيان وينسجمان ويمنعان الإنسان من ارتكاب الذنوب ..ولكن الإلحاد وإنكار الدين يخدر الضمير ويجعله هداما خطرا على المجتمعات.
ويقول العقاد: " فالشعور بالمسؤولية والمسكرات نقيض وما من دين إلا يوقظ في نفس المتدين شعورا حاضرا بالمسؤولية في السر والعلانية"
هو ليس ضد الوجودية بالمطلق ولكن ضد التطرف في طروحاتها، فبرأي العقاد، المذهب الوجودي في أساسه مقبول ولكن هو ضد إلغاء وجود الفرد في خضم الجماعة التي ينتمي إليها بغية الحفاظ على كيانه الخاص المتفرد واستقلاليته. بمعنى آخر، هو ضد العدمية التي لا تعترف بشيء سوى الشهوة ودوافع الأنانية...هذه العدمية هي الكابوس الراكب على أنفاس وجود الموجود ......
بكلمات أبسط، في ترجمة العقاد لكتاب راسل "الكابوس" نجد في عبارة "انت لست ضائعا انت عدم انت غير موجود" هجوما على العدميين ...إن الألم والخجل لا يخلقان الشعور في الضمير كما يرى العقاد في هجومه الشرس على الهدامين فالضمير موجود دون الحاجة للشعور بالألم ....هذه الوجودية مسموخة لأنها ترى في التعذيب السياسي مثلا في المعتقلات
مصدرا للالم والخجل وتانيب الضمير فينسب الإنسان نفسه للوجود
الفرد موجود والنوع الإنساني ليس وهما
أفيون الشعوب اذن كتاب جاء ردا على الشيوعية والمذاهب الهدامة في هجوم عنيف على الدين باعتباره مسكرا للشعوب بل هو مصدر لتغذية الضمير الجمعي
الدين وليس التدين والفارق بينهما كبير...فليس كل متدين يدرك علاقة الدين بالضمير والمجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟