الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خذها من قلمي ، أيها العاشق .

يوسف حمك

2019 / 9 / 21
الادب والفن


أعلن عن حبه للملأ .
فانهالوا عليه بسياط التوبيخ و التانيب .
ثم بطعنات النصح غير السديد ، و التعنيف بالارشاد غير الرشيد .

الحب ليس انهزاماً ، كما تسول لكم نفوسكم المريضة ، و لا انحطاطاً أخلاقياً . لتضعوه في خانة المحظورات .
فتشحذوا ألسنتكم ، لينحني لكم العاشق . حتى يسقط كالبعير . وتزدحموا حوله طبقاً للمثل القائل : " إذا سقطت الدابة ، كثرت السكاكين حولها " .
فالأمثال الشعبية - و إن كانت انعكاساً لمرحلةٍ بعينها - ترويجها تصلح لكل زمانٍ و مرحلةٍ .

غير أن الشيء الملفت هو : احتراف البعض لمهنة المراوغة كالثعالب ، كما مبتغاهم التربص بعيونٍ جائعةٍ كالذئاب ، لبقايا أشلاء فرائس لا وجود لها أصلاً ، كي يلتهموها .

تفكيرٌ عقيمٌ لمن يصنف الحب ضمن لائحة الشائنات . أو يضع العشق في مكانٍ هابطٍ .
لأن مملكة الحب نبيلةٌ . فيها يكتمل نضج الإنسانية .
و في ربوعها تستقيم المعاني ، لتكتظ صفاءً و تعلو شموخاً .
و في سمائها تسمو المفاهيم الروحية ، لتتعاظم طيبةً و رقةٌ و نقاءً .

ترويض المشاعر لاستدراجها إلى بساتين الجمال و الفتنة ، أمرٌ مثيرٌ للعاطفة الراكدة ، لتتهيج حباً و صبابةً .
و انسياب الأحاسيس نحو حقول الحسن و البهاء ، يغذي الروح المسغبة عشقاً و شغفاً .
أي شعاعٍ أسطع من تألق الجمال لافتتان اللب ؟!
و أي بريقٍ أروع من لمعان الحب في أرجاء الروح ، لتنقلب كتلةً من لهيب العشق ؟!!!
و أي ألمٍ أقرب إلى نفسك من عذاب الحب ؟!
أي رضوخٍ يسكن إليه قلبك ، و يقدم الطاعة إلا لسطوة العشق ؟!

وي !!!. بل أي ركونٍ تخلد إليه النفس ، للتمتع بلذةٍ يسطع نورها على الجسد و الروح معاً ، لتوليد شعورٍ نفحاته عذبةٌ ، تسجل فوزاً مدوياً على كل المغريات المادية و المباهج الوجاهية .
و أي قلبٍ أسعد من الذي يغرق في بحر الجمال و الانشراح النفسي ؟! بعد أن يفعم باللطف و الحنو و الدعة و الحنان ...
إنه التذوق بنكهة سعادةٍ يعجز ألمع الأدباء شاعريةً عن وصفها .

أو ليس الحب هو الخروج من مهزلة غلاظة الطبع إلى لطافته ؟
و الانسلاخ من الجلافة إلى ليونة الخلق ؟
و الانتقال من السجية الفظة إلى رقتها ؟
أليس هو كمال النفس ، و جمال الر وح ؟!!!

إذاً لست أنت الهابط أيها العاشق .
و إياك أن تلهث متعثراً ، كي لا تخر ساقطاً .
فحينها هم ينهضون .
فالموعظة هي مؤازرة هموم العاشق ، لا جلده بسياط الأباطيل ، أو سلخه بسكاكين الترهات .
غير أن الحقيقة هي : إنك أنت المنتصر - أيها العاشق - و هم المنهزمون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف