الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المفتوح والثقافة المدنية

ندى أسامة ملكاني

2019 / 9 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


المجتمع المفتوح والثقافة المدنية
يبدو مصطلح المجتمع المفتوح مصطلحا يسير الفهم فيمكن وبدون العودة إلى من اول من استخدمه أن ندرك مضمونه، هو باختصار المجتمع المستقبل والمتلقي والمتفاعل إيجابا مع التغير والجديد...وهو في تضاد مع المجتمع المنغلق اي المتعصب الرافض لأي جديد ..
على أية حال، مبتكر المصطلح هو كارل بوبر 1902_1994،
تحول من المذهب الماركسي إلى الإعجاب بالديمقراطية الليبرالية، فقدم دراسة مقارنة عن المجتمع المفتوح والمجتمع المغلق،
فالمجتمع المفتوح هو المجتمع الذي تسود فيه الحرية العقلانية وذاتية الفرد المواطن ويعلو فيه صوت القانون
بخلاف المجتمع المنغلق فهو متخلف تسود فيه الثقافة القبلية وتسيطر على الثقافة المدنية...اي ثقافة القطيع الجماعة العضوية رأيها أهم من رأي الفرد ...إنه تفكير المجتمعات المتخلفة تفكير سحري عاطفي.
منذ 2011 أعيد إنتاج هذا المصطلح في الدول العربية منذ أحداث ما سمي بالربيع العربي؛ وتوضح مدى الفارق بين المجتمعين ليس من منظور استشراقي يرى في الدول العربية والإسلامية تخلفا متأصلا نتاج الدين والثقافة بل من منظور سياسي واجتماعي واقتصادي.
غياب التجنيد السياسي ودخل الفرد الذي يليق بالإنسان وتهشم أنا الفرد بسبب تعلقه بين كماشتين العائلة والجماعات العضوية والتي هي اصلا المكون الرئيس لنشأة الدولة العربية بالإضافة إلى التجربة الاستعمارية، جعلت الحديث عن تحول ديمقراطي مسألة متعلقة بسيناريوهات مرهونة لأجندات خارجية
هذا من جهة ومن جهة أخرى، الحديث عن ديمقراطية غربية في المجتمعات العربية هو حديث لا يمكن أن يكون له صلة بالواقع ، لتجربة الانفتاح الاقتصادي المفتوح والانفتاح السياسي المقيد والذي شهدته البلدان العربية منذ ثمانينات القرن العشرين ...
مسألة التراث هي أيضا شيء مهم فلماذا دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية
متقدمة والدول العربية متخلفة او لماذا الأولى لديها ديمقراطية تحدث عنها أليكسس دي توكفيل بينما الدول العربية قيل ويقال ويتكرر أنها دول عصية على التغيير والديمقراطية فيها حديث غير ناجع ؟
هذا السؤال ليس اعتباطيا وليس الجواب عليه يكفي بطرح سؤالا آخر عن من نحن ومن هم، ،،اي أزمة الهوية
بل بجواب يتعلق بالتراث، فعلى الرغم من أهمية الإرث الحضاري والتاريخي والديني لاي دولة إلا إنه إذا كان غنيا جدا يرهقها
مايجعلها تتردد في القفز نحو الحاضر واستشراف المستقبل
بينما مثلا تراث الولايات المتحدة فقير جدا ليس لها ماض يكبلها مايجعل قفزتها نحو المستقبل قفزة لا يعوقها أغلال من إرث او ثقافة
تبقى الثقافة المدنية هي الضامن الوحيد في المدى القريب والمتظور للفرد المواطن في المجتمعات العربية.
المواطنة ليست صندوق اقتراع وحقا وواجبا، وهي فكرة قديمة بل توفر حدها الأدنى أيضا المؤسسات المدنية والجمعيات التي توفر مهارات قيادية للأفراد في مجتمعاتهم، وتعمل الرقابة على مصادر التمويل بالحدود الممكنة
يبقى الحديث حتى اللحظة عن المجتمع المفتوح مرتبط بالمجتمع الديمقراطي الليبرالي
ولا يوجد تجربة سوى الهند ربما استطاعت أن تقدم نموذجا ديمقراطيا تعدديا
Multiculturalism
يتجاوز الديمقراطية بمعناها الغربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح -الحي الميت- السنوار يخيم على قراءة الإعلام الإسرائيلي ل


.. الحركة الطلابية في الجامعات : هل توجد أطراف توظف الاحتجاجات




.. جنود ماكرون أو طائرات ال F16 .. من يصل أولاً إلى أوكرانيا؟؟


.. القناة 12الإسرائيلية: إسرائيل استخدمت قطر لتعمّق الانقسام ال




.. التنين الصيني يفرد جناحيه بوجه أميركا.. وأوروبا تائهة! | #ال