الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة كلثم اللوطي

عادل الفتلي

2019 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يقال ان الامم والشعوب تُعرف بادبها لذلك تولي الدول المتحضرة اهتماما بالغا بادبائها واعتبارهم وجها مشرفاً لثقافتها فيمنحونهم ارفع الاوسمة والالقاب ويهيؤون لهم سبل العيش الكريم الذي يليق بمكانتهم الادبية والاجتماعية ويسعون للحفاظ على انجازاتهم الابداعية وتسهيل مهمة نشرها لتصل الى اقصى بقاع الارض, حتى بعد رحيلهم تخلد اسمائهم ليكونوا مناراً للاجيال التي لم تعاصرهم حيث يجدونهم ضمن مناهجهم الدراسية وعنوانٌا بارزٌا للساحات العامة وميادين مدنهم الكبرى او اسماءً لشوارعهم الرئيسية بل وتتشرف بحملها قاعات الفنون والمؤتمرات وحتى الاحياء السكنية عرفاناً منهم لما خلفوه من آثار يفاخرون بها بين الامم والشعوب الاخرى,كل هذه الامور هي من مهام الدولة وواجب مهم من مسؤولياتها ليس لها به فضل..
في عراقنا الوضع يختلف تماماً ,
فثقافة الادب والفنون ومقومات الابداع تناقض ثقافة السلطة وصبيانها وتتعارض مع اهدافها وسياساتها وليس من الحكمة في نظرها الاعمى ان تتبنى مايهدد وجودها وينسف شرعية بقائها, فكيف وهي نواة تشكيلها من المتسولين والمتسكعين من الامعات والحثالات المتقوقعين في قماقم الزندقة والدجل وتجار الدين المدعين ان يفتحوا ابواب عتمتهم بوجه نور المعرفة والابداع, من هنا اباحوا لثروات البلاد وفرطوا بحقوق العباد لتكون غنائماُ لمن هب ودب شريطة ان يكون على شاكلتهم ومماثلا لمستوياتهم الدنيئة بائعاً نفسه لاهوائهم وغاياتهم متناسياً لايات الله تعالى حافظاً اياتهم كافراً برحم الانتماء ,لقيطاً ليس له ولاء راكعاً لربوبيتهم ومتبعاً سنتهم عبداً طائعاً وذليلاً خاضعاً ,بوقاً لاسكات المعارضين وكلباً شرساً بوجه المناهضين ويضمن مايرمى اليه كلما هز ذيله , فشرعوا قوانيناً وفصلوها لتلائم قياسات واحجام اتباعهم وعبيدهم واغدقوا عليهم اموالاً لايحق لهم التصرف بها اغتصبت عنوة من دماء وعرق ابناء البلد الحقيقيون الذين عانوا الامرين ولايزالون من حماقات وطغيان الحكومات المتعاقبة وتحملوا ماتحملوا من الظلم والجور من الخارج والداخل على مدى عقود وكانهم كتب عليهم العقاب المستمر على ذنوب لم يرتكبوها وحروبا لاناقة لهم فيها ولاجمل واجبروا ان يكونوا حطبا لها وقدر لهم ان يدفعون ثمنها بارواحهم واموالهم, في وطن كذب وافترى من ادعى انه وطنهم حيث لايمتلكون من ترابه شبرا واحدا واليوم عجلة شذاذ الافاق تجهز عليهم فتسحق مابقي منهم بعدما اعتادوا ان يلوذون خارج المدن بمأوى متهالك قرب مطامر القمامة هربا من بطش السلطات ومعدات الهدم والازالة التي تلاحقهم معتبرين اياهم متجاوزين على املاك الدولة التي اذا ماتعرضت الى خطر ما لجأت اليهم ولاذت بهم وتغنت ببطولاتهم الاسطورية وثرواتهم تذهب شهريا الى كل بقعة في العالم حيث يعيش النكرة كلثم اللوطي في بلاد الفايكنغ والمومس امل الياسري بطلة برنامج التعري في امريكا وراقصات الملاهي والصالونات في اوربا مليارات الدولارات رواتبا لهم مع ان اغلبهم ان لم يكونوا كلهم يحملون جنسيات وجوازات البلدان التي يتنعمون باجوائها وامانها وكمال ادميتها المفقودة في مجتمعنا المضحك المبكي...
لم يشمل نظام التقشف الذي ابتدعته حكومة العهر والرذيلة بحق كلثم اللوطي وامل الياسري والمتمتعين بخيرات عراقنا المنهوبة
ملايين الدنانير شهريا ولم تتاثر خزينة الدولة برواتب رفحاء وفدائيو المقبور واجهزة امنه القمعية ولم تشكي نقصا من رواتب ومخصصات وحوافز الوزراء والنواب ووكلائهم وذوي الدرجات الخاصة والمدراء العامون ومفتشي الوزارات واعضاء مجالس المحافظات وزعماء الاحزاب والرئاسات واللاغفين واللاغفات والديوثين والمومسات والذين فسقوا وعملوا الموبقات التي تبلغ ماتبلغ من مليارات الدولارات بل تاثرت واهتزت وارتعدت وكادت الحكومة والدولة ان تشهر افلاسها وتفترش الارض لتتسول رواتب العاملين في متنزه الزوراء عندما صرفت الدولة لخمس سنوات فقط مكافاة رمزية لاصحاب الفكر والادب والفن عبر نقاباتهم المتمثلة بنقابة الصحفيين والفنانين واتحاد الادباء والبالغة قيمتها مليون دينار عراقي كل نهاية عام اي كل اثنا عشر شهر مليون فقط اي مايعادل 83 الف دينار شهريا فقطعوها وندموا على صرفها , علما هذه الشريحة من المثقفين اغلبهم لاراتب لهم والمؤوسسات الموجودة تعد على عدد الاصابع وغير قادرة على احتوائهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ