الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشييع جنازة فذائي

مظفر النواب

2019 / 9 / 25
الادب والفن


لا تُوقِدوا الليلةَ
في حواصِلِ الأزِقَةِ الرّطبةِ
غيرَ الدمعِ والسلاح
وأخرِجوا أطفالَكُم
قَلائداً حَزينةً
تُطوِّقُ الدمَ الفدائيَّ المُباح
وللرضيعِ تُؤخَذُ التعاويذُ
مِن الثوبِ المُرَقطِ الشجاع
يشرئبُ خنجراً قُراح
عقاربُ الساعةِ
تُعطي زَمناً آخرَ
غيرَ هذا الزمنِ الرديءِ
كلما تَقحَّمَت مفرزةٌ
مِن الرماح
وفَجّرَت فأنصَتَ الزمانُ كلُّهُ
واتسَعَت مساحةُ الكفاح
تَرتطِمُ الجهودُ والتابوتُ هذا
مِثلما بارجةٌ
قد رفَعَت مِدفَعَها
تُواجِهُ الأقدارَ والرياح
موجُ الجماهيرِ
الذي يَحمِلُها لقَبرِها
تحملهُ لفَجرِهِ
دمُ الشهيدِ واسعُ الجَناح
مُخطِئَةٌ أنظمةُ السِّفاح
مُخطئةٌ
لا يُقهرُ الفدائيُّ ولا يُزاح
إذا أرادَ احتَدَمَت جهنمٌ
أكثرَ مِن طاقَتِها
بلى
وحَرِّر السلاح أولاً
فأولاً يُحَرّرُ السلاح
مُخطِئةٌ أنظمةُ المخابراتِ
ليس تنطفي النجومُ بالرصاصِ
والظلامِ والنُّباح
وليس يمرضُ الفدائيُّ
سِوى مِن قائدٍ به انفِتاح
أعرِفُ واحداً منهُم
صلّت على أذيالِهِ
مِن خلفِهِ الرياح
لا توقِدوا الليلةَ
في بيتِ الشهيدِ أيَّ شيءٍ
فالجِراحُ وحدَها
تُضيءُ فوقَ رأسِهِ
ووحدَها لا تَنطفي الجِراح
لم يَزل القرارُ
تحتَ جَفنِهِ مُفَتِّحاً
ولم تَزل سبابةُ اليمينِ
صليةً والقلبُ ثابِتاً
كان مُهرٌ ثابتٌ على الجُماح
أضافَ نبضَهُ للأرضِ
كي تُسرِعَ في مهامها
وأولُ المَهامِ حَقلُهِ
وآخرُ المَهامِ حَقلهُ
يفتحُ بابَ الكونِ للصُّداح
آهِ يا بيسانَ على أهدابِهِ
في خَدّهِ.. في شفتَيهِ
في جَبينِهِ
تَنتظرُ الصباح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. مهرجان موازين للموسيقى يعود بعد غياب 4 سنوات بسبب ج


.. نون النضال | خديجة الحباشنة - الباحثة والسينمائية الأردنية |




.. شطب فنانين من نقابة الممثلين بسبب التطبيع مع إسرائيل


.. تونس.. مهرجان السيرك وفنون الشارع.. إقبال جماهيري وأنشطة في




.. دارفور.. تراث ثقافي من الموسيقى والرقص