الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة عشائر تتنافس على منصب مدير عام تربية المثنى!

كاظم الحناوي

2019 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ثلاثة عشائر تتنافس على منصب مدير عام تربية المثنى!
كاظم الحناوي
تفاعل شيوخ العشائر مع سلطة الدكتاتور في النظام السابق . وأدى ذلك إلى تغير العلاقات العشائرية، إذ قلص النظام قدرة المشايخ على تعبئة عشائرهم بسبب معارضة اغلب ابنائها لهذا التفاعل. مع ذلك، لم يلغِ ذلك سلطتهم الرمزية المتأتية من أنسابهم ومن التقاليد العشائرية.
عقب الانتفاضة في عام 1991 فقد اغلب الشيوخ سلطتهم الرمزية واصبح اسمهم شيوخ التسعينات (عملاء النظام) ، الأمر الذي شرع الأبواب أمام لاعبين جدد، وهم الجماعات الإسلامية ، للإفادة من الانقسامات القبلية وترقية مصالحهم الخاصة.
عزل النظام السابق العديد من المجتمعات العشائرية المحلية بعد الانتفاظة. فقد دفعت الحاجة إلى الأمن، فضلا عن بروز فرص لتحقيق مكاسب مادية بسبب الحصار الاقتصادي، بهذه المجتمعات إلى التركيز على واقعها الداخلي، ما أدى إلى ان بعض شيوخ القبائل قاموا بدور المداحين والرداحين للحصول على مكرمة من الدكتاتور.
ولكن بعد الاحتلال الامريكي اصبح للعشائر دورمهم في الحياة السياسية في العراق، لكن تحت سطوة ونفوذ الشخصيات والاحزاب والحركات والمنظمات الاسلامية، عبر منحهم سيطرة غير رسمية على مجتمعاتهم المحلية من خلال حصص للتعيين في الجيش والشرطة وعدد من الوظائف الاخرى فيما تم حرمان القادمين من أصول اجتماعية متواضعة من اي وظائف او امتيازات.
والسؤال الان: ماذا يحدث في القطاع التربوي في العراق؟
يعيش القطاع التربوي في العراق اليوم وضعا معقدا ومربكا في كل تفاصيله , وقد أصبح منذ تسعينات القرن الماضي هذا القطاع يسير من سيء الى اسوأ وبعد الإحتلال المباشر عسكريا وسياسيا و إقتصاديا وثقافيا وأمنيا , كان الإعتقاد السائد أن العراق قد ودعّ وإلى الأبد الدكتاتورية وتسلط عديمي الكفائة على ادارة الدولة , ولكن الاحتلال جاء بجماعة كانت سببا رئيسا في تراجع المشروع الذي حملته امريكا معها عبر دعاية مطبليها بانه نهضوي وتنموي ديمقراطي , كما كانت السبب في إنتاج نخب سياسية أتاحت للفكر الرجعي في كل أبعاده السياسية والثقافية والإقتصادية أن يستمر محركا لتفاصيل الدولة إسما وشكلا . ومما لا شك فيه إن قطاع التعليم قد تأثر إلى أبعد الحدود بحملة بوش التي جاءت بحجة نشر الحضارة والمدنية في واقع كله تخلف حسب إدعاءات مطبليها الذين كانوا يستلمون رواتبهم من وزارة الخارجية الامريكية والقسم الاخر من المخابرات .
ازعم ان المحتلون أطمأنوا بوضعهم دستور هو لن يقيم سوى حكومات قبائل وطوائف وقوميات داخل الدولة وسياسيين عينوا في دوائر القرار كلهم من الذين خبرتهم من صناعتها , وقد أكملت هذه النخب مسيرة الاحتلال فحاصرت التعليم والتربية وعملت على ايجاد مناهج التخلف و ملاحقة الدعاة إلى الثقافة وبناء جيل علمي ديمقراطي , ولم تكن هذه السيئة الوحيدة للاحتلال بل هناك مجموعة سيئات سياسية وإقتصادية وثقافية وجيوسياسية , ليس هنا مكان مناقشتها.
ففي القطاع التربوي أوكلت مهمة وزارة التربية وتنفيذها لشخصيات (إسلامية) حيث كان فلاح السوداني الحاصل على شهادة الدكتوراه من بريطانيا والمتهم فيما بعد بسرقة ملياري دولار من الدولة العراقية فهو مضمونا درس في المعاهد الغربية وأستوعب روح الحضارة الغربية مدعيا تبنيه لفكر الدعوة الاسلامية .
وعلى الصعيد الإقتصادي فقد أفرغ الاحتلال كل الخزائن من محتوياتها وخلف وراءه وبالا, بل قام بتشجيع سرقة الجرارات الزراعية الى دول الجوار , وأملوا على عملائهم الغاء الصناعات عبر عدم توفير الطاقة الكهربائية , فالعراق على سبيل المثال ...عندما كان في العهدين الملكي والجمهوري حتى اعتلاء صدام قمة السلطة كان المصدر الاول للتمور والعديد من المنتجات الزراعية وثروة حيوانية الاولى في المنطقة ولديه العديد من الصناعات , وبعد أن احتل العراق بات يستورد كل شيء بنسبة مائة بالمائة وأصبحت الدولة في المقابل تبيع النفط وتستورد احتياجاتها باسعار مضاعفة بسبب الفساد والغي الاعتراف بالشهادة العراقية من منظمة اليونسكو منذ تسعينات القرن الماضي .
كما أنّ امريكا تحتفظ لنفسها بمعلومات عن مكان وجود الاموال العراقية المنهوبة من قبل رجال السلطة الفاسدين وغير ذلك من الأمور لتقدمها حين يحاولوا تبييض صفحاتهم .
وعلى الصعيد التربوي فإن العديد من مديريات التربية في العراق(باستثاء اقليم كردستان) تعاني اليوم من أزمتي الفساد والصراع على الكراسي قل نظيرها أفضت إلى إنتاج شهادات بالجملة للاحزاب واعضاء مجالس المحافظات , كما أعادت إحياء الافكار الانفصالية للقوميات والطوائف التي إنصهرت في بوتقة العراق , و استغل مدراء التربية التناقضات الداخلية وتحولوا إلى جعل ترشيحهم للمنصب عبر إطارات سياسية وإيديولوجية أفادت الاحزاب في وقت لاحق بسبب الحاجة للمعلمين في ادارة الانتخابات فيما تعاود الكرة الاحزاب الاخرى لاسقاط هذا الرمز السياسي القائم على قطاع المحافظة التربوي .
الحدود الملتهبة بين الاحزاب والحركات والمنظمات الاسلامية التي اسقطت المدراء والمعاونين السابقين نتيجة عوامل التوتر بينها ... تسقط إدارات التربية في المحافظات عند الحاجة والضرورة . ومازالت أزمة اختيار مدير جديد قائمة بعد ان رشح المحافظ ثلاثة شخصيات من ثلاث عشائر وهي الزياد والبو جياش والبوريشة والنتيجة محسومة للعشيرة الاكبر والاقوى نفوذا ...وإلا ؟ فهي تمهد لنشوء صراعات متفاقمة بل مازالت تهدد بإندلاع صراعات عشائرية على المدى المتوسط...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي