الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كراسي -خضير الحميري- في مؤسسة رؤيا

سمرقند الجابري

2019 / 9 / 26
الادب والفن



كنا صغارا، نتلقف المجلات بعد ابوينا، نقلب في الصفحات، تجذبنا الصور وعناوين اخبار الفن، واكثر ما كنا نحبه كعائلة هي كاريكاتيرات الفنان خضير الحميري في مجلة الف باء الأسبوعية الاثيرة على قلب كل عراقي .
قدمت "مؤسسة رؤيا للثقافة المعاصرة في العراق" الى جمهور الفن العراقي من خلال نافذتها " دكانة رؤيا " فـــي بغداد- شارع المتنبي، وكأول افتتاح لها في موسمها الثاني للمعارض والنشاطات الفنية في يوم الجمعة مستهل شهر أيلول 2019 ، المعرض الشخصي لفنان الكاريكاتير " خضير الحميري " وقد حمل عنوان " كراســي" الذي ضم (36) لوحة تحمل ثيمة واحدة حيث عمل الفنان خضير على فكرة مختزلة في الكرسي لفضح السلوك البشري الاناني وما تصدر عنه من ممارسات لا إنسانية متوشحه بالقسوة الباردة ، كما ويفسر لنا عن طريق العبث بالاشكال ليعطي جوهرة الفكرة الكامنة تحت تحت هيكل العمل والمعنى الحقيقي خلف الكراسي والذي ابتعد عن غرضه الوظيفي وهو الجلوس من اجل الراحة وعقد المجالس في البيت او في المقهى وليعكس بصورة تخطيطية بسيطة وبشخوص مدغمة الملامح حتى لا يقع في احراج التجاوز على شخوص بعينها .
انه يتناول حالة عامة لا يخص بها أحدا، بل يرسل ايحاءات نقدية قمة بالرقي الى افراد تسير بالشعوب الى اللامعلوم من خلال اللعب بالمقدرات والثروات وعلى غرار المثل القائل " إياك أعني، فأسمعي يا جارة " اعمال خضير الحميري التي تعكس هذا التزاحم من التناقضات والثوابت انها رسالة مختزلة في مخطط.
لقد برع الفنان خضير الحميري ولسنوات عديدة في إيصال هذا المفهوم من خلال نشره لأعماله في مجلات مهمة تصدر داخل العراق ومنها (ألف باء) وصحف ومجلات أخرى محلية وعربية منها صحيفة (العرب اليوم) التي انظم اليها في منتصف التسعينيات من القرن المنصرم، ولاقت اعماله الفنية من الكاريكاتير استحسان الجمهور والنقاد حيث تناول مواضيع متنوعة بثت بسخرية لاذعة مؤدبة ما يدور في الشارع وحيث تربى على اعماله أجيال عديدة.
اتخذ منهج السخرية الساخطة على الوقاع كأسلوب للرفض والبروح يرسمها كما هي في الحقيقة، ولكن بطريقة ساخرة ترهقه حين يرسمها ولكن الألم يخف حين البوح.
نبذة عن الفنان:
مواليد بابل 1955
بكالوريوس إدارة واقتصاد – جامعة بغداد 1981.
ماجستير علوم اقتصادية – معهد البحوث والدراسات – بغداد 1989.
عمل رساما للكاريكاتير في مجلة الف باء من 1979-2003.
نشرت رسومه في اغلب الصحف والمجلات العراقية وفي عدد من الصحف العربية.
صدر له كتاب بعنوان (كاري كاتير) ضم مجموعة من رسموه المنشور في مجلة ألف باء 1988.
شارك في معارض عالمية في كل من (بلغاريا، المكسيك، بلجيكا، اليابان، مصر، المغرب).
نص كلمة الفنان خضير الحميري حول معرضه:
الكرسي من أشهر قطع الأثاث وأكثرها لغة واستخداما في حياتنا، فهو موجود في :
(المقهى ،الرصيف ،المطعم ،الصالة ،المدرسة ،الدائرة ،العيادة ،قاعات الاستقبال ،قاعات المغادرة ،قاعة البرلمان ، وقاعة الامتحان......الخ ) غير انه اختصر – وربما شوّه – رمزيا على نطاق واسع بدلالة السلطة والهيمنة والنفوذ، وقد كان الكرسي حاضرا في خيال الفنان التشكيلي لأسباب جمالية وفلسفية، ويعد كرسي ( فان كوخ) الأشهر بين الكراسي المرسومة، كما يعد الكرسي ذو الرجل امام مبنى الأمم المتحدة في جنيف لـ (دانيال بيرست) الأشهر بين الكراسي المنحوتة ، ودخل الكرسي في اعمال العديد من الفنانين الاخرين كبطل رئيس للعمل الفني او بصفة كومبارس ، كما كان حاضرا في الاعمال الأدبية أيضا ( قصصا واشعارا ومسرحيات) بدلالته الرمزية او الاجتماعية او السياسية ، ممدوحا مرة ومهجوا عشرات المرات ، وقد تطور الكرسي تأريخيا من حجارة كبيرة طاب لأحد اجدادنا القدماء الجلوس عليها بعد ان شعر بألم في ركبته ، وفكر بتحويل الطين الى مصطبة وطورها لاحقا من (دكة طينية ) الى ( تخت خشبي) بأربع قوائم بلا ذراعين ومسند ، وبعد فترة آلت الأمور أخيرا الى كرسي يهتز ويدور ويمشي ويطير أحيانا .
رغم ان دكانة رؤيا لا تتجازو في حجمها عشرة امتار، ولكن جدرانها البيضاء الثلاثة التي احتضنت اللوحات ليكون الجدار الرابع ظلعا زجاجيا يمثل باب الدكانة اشبه بمكعب سحري ما ان تدخل اليه وترى لوحاته حتى تشعر بأنك تميل للابتسام لذكاء تلك اللوحات، مع مرارة انسان تعرض لأن يكون ضحية لصراعات تلك الكراسي الحمقاء الفانية بمصالح أصحابها وتعاســـتهم .
كنت جاثية على ركبتي لأكتب في دفتر تركه الفنان لتدوين آراء الزائرين ، فأذا بوجه الفنان خضير يطل مبتسما أمامي، تحدثنا عن اللوحات وكان الفنان "مازن منذر" صاحب الدكان ثالث طرف في احاديثنا امتد الحديث الطيب عن مراحل حكم العراق وطيبة اهله ليقود بي الى غناء مربع بغدادي ولم اصحو من التحليق فيه إلا برنين الهاتف املا تساؤلا أهلي وهم يقولون لي : "انهم يتضورون جوعا ، بانتظار عودتي " ، فتركت الكراسي لحالها وان لم تدعنا هي في حالنا كي لا اتناول السمك العراقي المسكوف باردا .
سمرقند الجابري
أيلول 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته