الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما أن تكون صحفيًا محترمًا أو باباراتزي لاهثًًًا خلف الفضائح

علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)

2019 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بوابة الصحافة، المراسلة والتقارير الجادة والتحقيقات، لا مطاردة الفضائح . لن يتربع على مكانة مرموقة صحفي لايملك تحقيقًا أو تقريرًا أو خبرًا مميزًا.
هكذا اشتهر الصحفي والأديب المصري احسان عبد القدوس. كانت تقريره الذي نشره في صحيفة روز اليوسف عام 1950 – بغض النظر عن تكذيبه اليوم – عن الأسلحة الفاسدة التي اشيع عنها أنها كانت السبب الهزيمة في حرب 1948.
وهكذا لمع الصحفي اللبناني حسن صبرا صاحب مجلة الشراع اللبنانية ، و معد كتاب "سقوط العائلة" يتحدث فيها عن عائلة حافظ الأسد وكيف حولها لمزرعة، وليس هذا سبب شهرته، ولا الصفعة التي تلقاها من الياس الهراوي في عام 1998 بسبب نشره ملفات متلعقة بهراوي، و ليس سبب شهرته مقاله المثير عن فيروز عام 2015 حمل عنوان "فيروز كارهة الناس وعاشقة المال والويسكي ومتآمرة مع الأسد" الذي وصف فيها فيروز بالبخل والإدمان والعزلة، وإنما سبب شهرته، تحقيقه المميز الذي نشر في عام 1986 - بعد أربع سنوات من تأسيس مجلة الشراع - يتعلق بصفقة أسلحة أميركية اشترتها إيران إبان الحرب العراقية فيما عرف بـ"إيران غيت"، وصنفت أهم تحقيق عربي وقتها.
وهكذا ظهر عبد الباري عطوان، الذي كان صحفيًا عاديًا ، إلى أن أجرى مقابلته الشهيرة مع أسامة بن لادن في خريف 1996، وظهر بصفة الصحفي المغامر المقدام، وربما نفهم اليوم دفاعه المستميت عن ايران، منذ تلك الرحلة التي دخل فيها افغانستان عبر إيران.
وهكذا عرف العالم المراسلة الانجليزية من أصل ايراني كريستيان آمانبور ، الصحفية والمحاورة التلفزيونية، رئيسة المراسلين الدوليين لسي إن إن ومقدمة برنامج الحوار الليلي على سي إن إن الدولية. تم اعتبارها منذ عام 2014 واحدة من الصحفيين الأكثر متابعة من قبل معظم قادة العالم على تويتر وفقا لتقرير صادر عن شركة العلاقات العامة بيرسون مارستيلر. وقد انطلقت شهرتها في حرب الخليج عام 1990، من خلال تقاريرها وتحليلاتها، وكانت البازرة كمراسلة صحفية في أوربا الشرقية مع بداية انهار الشيوعية .
دخلت آمانبور الصحافة صدفة، حين درست عوضا عن اختها في مدرسة الصحافة ، وتقول في مقابلة معها :" كنت في العشرين حين اطاح الخميني بشاه ايران عام 1979، ووجدت الصحافة تناسبني" في تلك المرحلة هرب أهلها وباتوا لاجئين في انجلترا. وتتابع في تلك المقابلة قائلة" حين يعدم أهلك وأقرباؤك تضطر أن تتمسك بالحياة لتحيا بشكل قوي، وعرفت ما أريد أن أكون".
لقد حرمت الأنظمة العربية الصحفي العربي من هكذا تحقيقيات وتقارير ومقابلات . ولكن اليوم فرصة كبيرة للصحفي الجرئ أن يبثت جدراته. سواء بالتحقيقات أو التقارير أو المراسلات.
والمراسل الحربي هو من أهم المرشحين لهذا، مع كل أسف، استغلت القنوات العربية الكثير من شبابنا الأبطال، خسرنا الكثير لضعف في الخبرة. فحتى تكون مراسلًا حربيًا عليك أن تتلقى ساعات تدريب نظرية و دروس عملية، تشمل دروسًا في الظروف التي تواجه الإعلامي في تغطياته الميدانية، كالتعرف على قوانين الحرب، والاعتماد على النفس والإسعافات الأولية، وتقنيات القيادة المتقدمة للمركبات، والإجراءات المتبعة حال حدوث هجوم كيميائي أو بيولوجي، أو أي حدث طارئ.
وكذلك التحقيق الصحفي الذي يعتبر أهم الفنون الصحفية، ، وهو عملية استتقصاء وتحري عن موضوع معين، وكذلك المقابلات أن تكون جادة عميقة لا سطحية دعائية .
بعد هذا الخوض يمكن للصحفي ان يكون صحفيا محترما، صاحب كلمة وتأثير. ولكن نجد اليوم الكثير من الذين امتهنوا مهنة الإعلام، وخاصة الشباب منهم، منشغل بالبوستات، مثل هواة الفضائح المعروفون بصفة (باباراتزي)، يطاردون المشاهير و يلاحقوهم من مكان لآخر، بُغية الحصول على بعض الصور، خصوصاً الفاضحة منها، لبيعها لوكالات الأخبار والمواقع والمدونات والمجلات المهتمة بهذا الأمر. وينشغل قسم آخر بالتحليل. وينقلب إلى صاحب رأي، وصرنا نطلق على كل كاتبةعمود أو مقال رأي بصحفي وكل صحفي يكتب الفضائح بكاتب.
على الصحفي السوري الشاب اليوم أن يختار بين أن يكون صحفيًا لامعًا مفيدًا وبين أن يكون مطاردًا للشهرة يستنجد المال.
علاء الدين حسو 27.09.2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار